4 تريليونات دولار قيمة الأصول المدارة في صناديق التحوط
«الوطني للثروات»: ضرورة مراعاة التنوع الذي تتسم به استراتیجیاتها عند بناء المحافظ الاستثمارية4 تريليونات دولار قيمة الأصول المدارة في صناديق التحوط
تعتبر صناديق التحوط من أدوات الاستثمار الخاص غیر المقیّدة، وترتكز على بناء مراكز استثمارية تعتمد على شراء الأصول وبیعها على المكشوف بشكل متزامن Long-Short، إلى جانب استخدامها للرافعة المالیة. وفقاً للمقولة الشهیرة لعالم الاقتصاد الكبیر، هاري ماركويتز، الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد، فإن «التنويع هو الغداء المجاني الوحید في مجال التمويل». ويعتبر التنويع بالفعل من أبرز العناصر الجوهرية التي يمكن للمستثمرين استخدامها لمواجهة تقلبات السوق وتعزيز عوائدهم المعدلة وفقاً للمخاطر، حیث يمكن أن تساهم صناديق التحوط في توفیر فرص قیمة لتنويع المحفظة الاستثمارية إذا تم تنفیذها بشكل صحیح. المراكز الاستثمارية المشتراة تتضمن أصولاً يتوقع أن ترتفع قیمتها مستقبلاً فيما تتضمن المراكز المكشوفة أصولاً يتوقع أن تنخفض قیمتها في المستقبل وحسب ما جاء في «سلسلة مقالات قيادة الفكر» الصادرة عن «الوطني للثروات»، تطور قطاع صناديق التحوط من كونه أداة استثمار مبهمة لیصبح أداة استثمارية تفوق قیمة أصولها المدارة أكثر من 4 تريلیونات دولار أميركي. وبعد أن كانت صناديق التحوط عند نشأتها في 1949 تحظى بقبول الأفراد ذوي الملاءة المالیة العالیة، نجحت تلك الصناديق خلال ثمانینیات القرن العشرين في اجتذاب قاعدة أوسع من المستثمرين، بما في ذلك صناديق التقاعد وصناديق الثروة السیادية. وتيرة نمو متسارعة وفي التسعینيات شهدت صناديق التحوط وتیرة نمو متسارعة، نظرا لاجتذابها أفضل المواهب المهنیة، ما أدى إلى ظهور العديد من استراتیجیات التداول الجديدة وتطويرها لتلبیة مختلف مستويات الإقبال على المخاطر وظروف السوق المتفاوتة. وشهد العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تطورات كبیرة في مجال التداول الخوارزمي، الأمر الذي ساهم في تعزيز أداء صناديق التحوط. وعلى خلفیة التداعیات الناجمة عن الأزمة المالیة العالمیة التي عصفت بالاقتصاد العالمي في عام 2008، تم تطبیق العديد من الإصلاحات التنظیمیة، ورفع معايیر الحوكمة لتكون أكثر صرامة لضمان شفافیة واستقرار قطاع صناديق التحوط. وتعتبر صناديق التحوط من أدوات الاستثمار الخاص غیر المقیدة، وترتكز على بناء مراكز استثمارية تعتمد على شراء الأصول وبیعها على المكشوف بشكل متزامن Long-Short، إلى جانب استخدامها للرافعة المالیة. وتتضمن المراكز الاستثمارية المشتراة أصولا من المتوقع أن ترتفع قیمتها مستقبلاً، بینما تتضمن المراكز المكشوفة أصولاً من المتوقع أن تنخفض قیمتها في المستقبل. ويشتمل قطاع صناديق التحوط على استراتیجیات مختلفة يمكن تصنیفها بشكل عام كاستراتیجیات تستهدف تحسین العوائد أو تنويع الأصول. تعزيز عوائد المحفظة وعادة ما تجمع استراتیجیات تحسین العوائد الاستثمارية بین مراكز الشراء والبیع على المكشوف مع المحافظة على هیمنة مراكز الشراء long bias سعیاً لتحقیق أداء أفضل، حیث تهدف هذه الاستراتیجیات إلى تعزيز عوائد المحفظة، مع توفیر مستوى معتدل من التنويع. أما بالنسبة لاستراتیجیات التنويع فهي تلك التي يتوقع أن توفر فوائد تنويع أكبر للمستثمرين. وتتخذ هذه الاستراتیجیات أيضاً مراكز شراء وبیع بشكل متزامن لكن دون تحیز هیكلي لمراكز الشراء. وتعتبر استراتیجیة الماكرو العالمي Global Macro أحد أمثلة استراتیجیات التنويع، حیث تستند القرارات الاستثمارية على نهج يحلل الأسواق بطريقة تبدأ من العام، وتتدرج إلى الخاص لتحلیل اتجاهات وأحداث الاقتصاد العالمي وتأثیرها على فئات الأصول المختلفة. ويمكن للمستثمرين الذين يركزون على إستراتیجیات صناديق التحوط غیر المترابطة مع الأداء العام للسوق أو فئات الأصول المختلفة تنويع استثمارات محافظهم الاستثمارية على نطاق واسع وتعزيز الأداء المعدل، وفقاً للمخاطر من خلال الاستثمار في هذا النوع من الاستراتیجیات. صناديق التحوط توفر مجالاً أوسع للتعرض لاستراتیجیات مختلفة بشكل يساعد على مواجهة تقلبات السوق ونظراً للاختلاف الشاسع والتباين الشديد بین أداء مديري صناديق التحوط، فلا يمكن التغاضي عن أهمیة اختیار المدير بدقة والتدقیق في إجراء عملیة الفحص النافي للجهالة Due Diligence، والتي تشمل العناية الواجبة الخاصة بالاستثمار، إضافة إلى العناية الواجبة الخاصة بالعملیات التشغیلیة لتقییم ما يقوم به مدير الصندوق من عملیات لإدارة الاستثمار والمخاطر. استراتيجيات مختلفة ختاماً، توفر صناديق التحوط مجالاً أوسع للتعرض لاستراتیجیات مختلفة بشكل يساعد على مواجهة تقلبات السوق. ويجب على المستثمرين مراعاة التنوع الذي تتسم به استراتیجیات صناديق التحوط بطبیعتها عند بناء محافظهم الاستثمارية. ويعد إجراء الفحص النافي للجهالة، بما في ذلك الفحص الخاص بالاستثمارات والعملیات التشغیلیة، من أهم الأمور لضمان التنفیذ الفعال للاستراتیجیة المحددة بالتعاون مع أفضل مديري صناديق التحوط، كما يجب على المستثمرين الذين يفتقرون إلى الخبرة الاستثمارية في صناديق التحوط طلب التوجیه من مستشارين موثوق بهم لتحقیق النتائج المرجوة.
جريدة الجريدة