النفط يتراجع بحدة مع انحسار مخاوف تعطل الإمدادات الإيرانية
البرميل الكويتي ينخفض 90 سنتاً ليبلغ 77.80 دولاراً
انخفض سعر برميل النفط الكويتي 90 سنتاً ليبلغ 77.80 دولاراً للبرميل في تداولات يوم الاثنين مقابل 78.70 دولاراً في تداولات يوم الجمعة الماضي، وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية. وفي الأسواق العالمية، تراجعت أسعار النفط 4 في المئة إلى أدنى مستوى لها في نحو أسبوعين يوم الثلاثاء، نتيجة ضعف توقعات الطلب، إلى جانب نشر تقرير إعلامي يفيد بأن إسرائيل لا تعتزم ضرب منشآت نفط إيرانية، مما هدأ المخاوف إزاء اضطراب الإمدادات. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 3.51 دولارات أو 4.5 بالمئة إلى 73.95 دولاراً للبرميل، وهو أدنى مستوى لها منذ الثاني من أكتوبر. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 3.48 دولارات أو 4.7 بالمئة إلى 70.35 دولاراً للبرميل. «الطاقة الدولية»: العالم سيشهد فائضاً نفطياً كبيراً في العام الجديد وهبط الخامان القياسيان بنحو 2 في المئة عند التسوية الاثنين. وتراجعا بنحو 5 دولارات حتى الآن هذا الأسبوع، مما محا المكاسب التراكمية التي حققاها على خلفية شعور المستثمرين بالقلق من أن إسرائيل قد تضرب منشآت نفط إيرانية رداً على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران في الأول من أكتوبر. وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في ساعة متأخرة من الاثنين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الولايات المتحدة بأن إسرائيل مستعدة لضرب أهداف عسكرية إيرانية وليس أهدافاً نووية أو نفطية. وقالت بريانكا ساشديفا كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا «أدى ضعف الطلب إلى تخلي المتداولين عن «علاوة الحرب». وأضافت «مع ذلك، فإن العوامل الجيوسياسية لاتزال تدعم أسعار النفط الحالية. فلولاها، لكان النفط قد تراجع أكثر، ربما حتى تحت 70 دولاراً للبرميل، وسط ما يتردد حالياً عن ضعف الطلب». وخفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية هذا الأسبوع توقعاتهما لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 مع تحمل الصين الجزء الأكبر عن التخفيضات. وتوقعت «أوبك» نمواً أقوى بكثير في الطلب العالمي لهذا العام مقارنة بوكالة الطاقة الدولية. من ناحيتها، قالت وكالة الطاقة الدولية، الثلاثاء، إن سوق النفط العالمي يتجه نحو فائض كبير في العام الجديد، مؤكداً للأسواق استعداده للتحرك، إذا لزم الأمر لتغطية أي تعطل للإمدادات من إيران. وارتفعت أسعار النفط في الأسابيع القليلة الماضية نتيجة مخاوف المستثمرين من احتمال أن ترد إسرائيل على هجوم صاروخي من إيران، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بضرب منشآتها النفطية. لكن الوكالة التي تدير مخزونات الطوارئ من النفط للدول الصناعية، قالت إن المخزونات العامة تجاوزت 1.2 مليار برميل، وإن الطاقة الفائضة في «أوبك+»، التي تضم دول «أوبك» وحلفاء مثل روسيا، بلغت مستويات مرتفعة تاريخية. وقالت الوكالة في تقرير شهري صدر الثلاثاء «مع تكشف تطورات المعروض، تقف الوكالة مستعدة للتحرك عند الضرورة». وأضافت «في الوقت الحالي يستمر تدفق النفط، وفي غياب أي اضطراب كبير، تواجه السوق فائضاً كبيراً في العام الجديد». وانخفضت أسعار النفط أكثر من 3 دولارات للبرميل صوب 74 دولاراً للبرميل اليوم الثلاثاء، تحت ضغط توقعات الطلب الأضعف وبعد تقرير إعلامي ذكر أن إسرائيل مستعدة لعدم ضرب أهداف نفطية إيرانية. ضعف الطلب الصيني وخفضت وكالة الطاقة الدولية في التقرير أيضاً توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لهذا العام، مشيرة إلى ضعف مستوى الطلب في الصين، غداة خفض «أوبك» أيضاً توقعاتها للطلب. وقالت الوكالة، إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بمقدار 860 ألف برميل يومياً هذا العام بانخفاض 40 ألف برميل يومياً عن التوقعات السابقة. وبالنسبة للعام المقبل، يشهد الطلب توسعاً قدره مليون برميل يومياً، أي أعلى بنحو 50 ألف برميل يومياً مما كان متوقعاً الشهر الماضي. وظلت الصين لسنوات طويلة تحرك ارتفاع استهلاك النفط على مستوى العالم. وقالت وكالة الطاقة الدولية، إن تباطؤ النمو الاقتصادي الصيني والتحول نحو المركبات الكهربائية غيرا نمط ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وتوقعت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقراً لها، أن ينمو الطلب الصيني بنحو 150 ألف برميل يومياً فقط في عام 2024، بعد أن انخفض الاستهلاك نحو 500 ألف برميل يومياً في أغسطس مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، وهو انخفاض للشهر الرابع على التوالي. وقالت الوكالة في تقريرها الشهري «يستمر الطلب الصيني على النفط في الانخفاض عن التوقعات، وهو العامل الرئيسي الذي يعوق النمو الإجمالي». وخفّضت «أوبك» أيضاً توقعاتها لنمو الطلب العالمي في 2024 في تقرير صدر الاثنين، لكنها تتوقع نمواً أقوى بكثير يبلغ 1.93 مليون برميل يومياً تدعمه جزئياً مساهمة أقوى من الصين. وتعادل الفجوة بين توقعات وكالة الطاقة الدولية و«أوبك» أكثر من واحد في المئة من الطلب العالمي.
جريدة الجريدة