هدنة محتملة بين أميركا والصين تُهدئ الأسواق
دفعت الأسهم المدرجة في لندن الأسهم الأوروبية للهبوط في التعاملات المبكرة أمس لكن دلائل على تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين حدت من الخسائر. وتوقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين إبرام اتفاق تجاري مع الصين بعد مبادرات إيجابية من بكين لتهدأ الأعصاب إثر التصعيد الذي عصف بالأسواق المالية الأسبوع الماضي. ونزل المؤشر فايننشال تاميز 100 البريطاني 0.4 بالمئة مع عودة المستثمرين من عطلة البنوك الاثنين، في حين نزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.22 بالمئة. وتكبدت الأسهم البريطانية أكبر الخسائر على ستوكس 600، ونزل سهم اتش. إس. بي. سي هولدنجز وبريتش أميركان توباكو، وأسترا زينيكا بين 0.3 و1.3 بالمئة. وخالف المؤشر الإيطالي الاتجاه النزولي بصعوده 0.04 بالمئة بعدما بدا أن حركة 5 نجوم الحاكمة والحزب الديموقراطي المعارض على مشارف اتفاق لتشكيل حكومة إيطالية جديدة. أسعار النفط إلى ذلك، ارتفعت أسعار النفط أمس بعد أن توقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إبرام اتفاق تجارة مع الصين بعد تعليقات إيجابية من بكين، مما هدأ بواعث القلق بعد أحدث جولة من تبادل فرض الرسوم بين البلدين والتي دفعت الأسواق للهبوط. وصعد خام برنت 32 سنتا بما يعادل 0.55 بالمئة إلى 59.02 دولارا للبرميل بحلول الساعة 0850 بتوقيت غرينتش امس، بعد أن نزل واحدا بالمئة في الجلسة السابقة ليسجل تراجعا لليوم الثالث على التوالي. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.67 بالمئة إلى 54 دولارا للبرميل وكان قد انخفض واحدا بالمئة اول من أمس الاثنين. وقال هاري شيلينجوريان، محلل النفط لدى بي.ان.بي باريبا في لندن: «في حين أن «التهدئة» وتوقع هدنة مؤقتة في حرب التجارة ربما كان السبب وراء رفع المعنويات وأسعار النفط هذا الصباح، فإن حل النزاع التجاري الأميركي - الصيني سيستغرق وقتا. «أسعار النفط تحصل على مهلة فيما يبدو من إعلانات الأسبوع الماضي الأميركية والصينية عن إجراءات تجارية انتقامية». ونزلت أسعار النفط 20 بالمئة من أعلى مستوياتها للعام الحالي المسجل في ابريل الماضي ويرجع ذلك في جزء منه إلى حالة القلق من أن تضر الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة بالاقتصاد العالمي مما قد يضعف الطلب على النفط.وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اعتقاده بأن الصين ترغب في التوصل الى حل ينهي الحرب التجارية مع الولايات المتحدة. وذكر ترامب في تصريحات على هامش مشاركته في اعمال قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، وتستضيفها بياريتس الفرنسية، ان مسؤولي التجارة في الصين ابلغوا الجانب الاميركي برغبتهم في العودة للمفاوضات. وتعرقلت مفاوضات التجارة بين البلدين، منذ انعقادها اول مرة مطلع العام الجاري، بسبب خلافات حول انسيابية السلع والرسوم المفروضة. واعتبر الرئيس الأميركي ان التوصل لاتفاق تجاري بين بلاده والصين من شأنه ان يقدم تطورا للاقتصاد العالمي خلال الفترة المقبلة. وزاد: «سنبدأ المفاوضات مع الصينيين قريباً، اعتقد اننا قد نبرم اتفاقا». وتحولت اسعار النفط الخام الى الصعود بفعل تصريحات ترامب الايجابية تجاه الحرب التجارية، بعد هبوط بأكثر من 1 في المئة في التعاملات الصباحية أمس. العملات الى ذلك، ارتفع الين الياباني وتراجع عائدات السندات الأميركية لأجل عشر سنوات امس مع فرار المستثمرين صوب الأصول الأكثر أمنا، وسط مخاوف من تفاقم النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين بعد أيام من إعلان الجانبين رسوما جديدة. وارتفعت العملة اليابانية 0.4 في المئة إلى 105.63 ين مقابل الدولار، لكنها لم تكن بقوة مكاسب الاثنين حين سجلت أعلى مستوى في ثلاثة أعوام. وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات إلى 1.5097 في المئة، ليظل منحنى العائد منقلبا مع تسجيل عوائد سندات عامين 1.5264 في المئة، في مؤشر على ركود وشيك. وتراجع اليوان الصيني في المعاملات الخارجية، الحساس لنزاعات التجارة بين واشنطن وبكين، بعد أن هوى إلى مستوى قياسي منخفض عند 7.1870 مقابل الدولار في اليوم السابق. ونزلت العملة 0.1 في المئة إلى 7.1770 يوان. وهبطت الليرة التركية 0.4 في المئة إلى 5.8452 مقابل الدولار وكانت قد نزلت الاثنين أكثر من عشرة في المئة في ثاني انحدار خاطف لها هذا العام. واستقرت معظم العملات الرئيسية، وزاد اليورو 0.1 في المئة إلى 1.1113 دولار في حين نزل المؤشر الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات 0.2 في المئة إلى 97.898. وارتفع الجنيه الاسترليني 0.2 في المئة إلى 1.2242 دولار و0.1 في المئة أمام اليورو إلى 90.765 بنساً. الذهب ارتفع الذهب امس، بعد أن سجل الجلسة السابقة ذروته في أكثر من ست سنوات، مع استمرار قلق المستثمرين وإقبالهم على المعدن كملاذ آمن في ظل عدم التيقن المحيط بالنزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين. وفي الساعة 09.50 بتوقيت غرينتش، كان السعر الفوري للذهب مرتفعا 0.3 في المئة إلى 1530.28 دولارا للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ ابريل 2013 عند 1554.56 دولارا الاثنين. وصعدت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.2 في المئة إلى 1540.80 دولارا. وقال أولي هانسن محلل أسواق السلع الأولية في بنك ساكسو «من الواضح أن التركيز منصب على التطورات الأميركية الصينية. التقارير الواردة من الصين على جبهة التجارة تنبئ بأننا أبعد ما نكون عن أي تغير في الأزمة الحالية». وأضاف «وفي ظل أرقام النمو في ألمانيا التي تشير إلى ركود، لا يوجد مبرر يذكر لبيع الذهب إذا كنت تحوزه بأي قدر، مما يبقي السوق كما هي تقريبا حتى مع تراجع نبرة المواجهة على صعيد التجارة». وارتفعت الفضة 0.5 في المئة في المعاملات الفورية إلى 17.73 دولارا للأوقية، لتظل قرب أعلى مستوى في عامين الذي سجلته الجلسة السابقة. وتقدم البلاتين والبلاديوم 0.6 في المئة إلى 859.72 دولارا و1482.50 دولارا للأوقية على الترتيب. (رويترز)
جريدة القبس