محللون: الطلب العالمي على النفط سيتراجع

«بفعل المخاوف من الركود الاقتصادي والتضخم»

أكد الخبير والمحلل النفطي، محمد الشطي أن الحرب التجارية بين الولايات المتحده الأميركية والصين هي المحرك الرئيسي لتطورات السوق، لافتاً إلى أنها تشكّل ضغوطاً متزايدة على الأسعار لأنها تعني ضعف الطلب العالمي على النفط من خلال تغذية مخاوف الركود الاقتصادي والتضخم. وقال الشطي في تصريح لـ«الراي» إن «السوق تأثر بمستجدات الحرب التجارية بين الصين وأميركا، والمؤشرات الاقتصادية توضح تباطؤ في الاقتصاد الألماني، وكذلك تأثر الصين إلى جانب اقتصادات أخرى». وأشار الشطي إلى أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإخضاع الواردات الصينية لرسوم جمركية إضافية بنسبة 5 في المئة رداً على ما سماه تحرك للصين بدوافع سياسية لفرض رسوم على صادرات اميركية بقيمة 75 مليار دولار، قد هبط بمؤشر «داو جونز» الصناعي للأسهم الأميركية. ورأى أن تصعيد الحرب التجارية بين البلدين سيؤثر على الأسواق العالمية بموجات ارتفاع معدلات التضخم، مما يؤثر على أسعار الفائدة، وانخفاض النمو للاقتصادات المرتبطة. وقال الشطي «في ظل الأزمة التجارية العالمية سيقلّ الطلب على النفط، وهو أمر ملاحظ في أحدث توقعات صناعة النفط خصوصا للعامين 2019 و2020 بسبب حالة تباطؤ وتيرة الإنتاج والتصنيع العالمي». وأضاف من المحتمل أيضاً أن نشهد حالة من الركود الاقتصادي، وهو ما سيؤثر بلا شك على الأوضاع المالية للمنتجين على العموم، والدول التي لها ارتباط مباشر أو غير مباشر بأميركا والصين، وقد يشمل التأثير السلبي أيضا صناعه البتروكيماويات. وشدّد على أن موازنات المنتجين تعتمد بشكل مباشر على أسعار النفط، وبالرغم من كل التوترات الجيوسياسية وخفض إنتاج كل من إيران وفنزويلا، واستمرار تحالف المنتجين في اتفاق خفض الانتاج، إلا أن أسعار النفط لا تزال دون 60 دولاراً للبرميل. واوضح أنه في ظل عدم ظهور بوادر حلحلة للحرب التجارية القائمة بين أميركا والصين، فإن هناك إمكانية لهبوط أسعار النفط إلى 50 دولاراً للبرميل على الرغم من أن النصف الثاني من العام الحالي يشهد زيادة للطلب على النفط، وارتفاع تشغيل معدل المصافي بالعموم. الكوح من جانبه، أكد عضو هيئة التدريس في كلية هندسة البترول بجامعة الكويت الدكتور أحمد الكوح، أن تأثيرات الحرب التجارية الأميركية - الصينية ستصيب الأسواق بالركود، وتباطؤ الاقتصاد، بما سيؤثر على الصناعة النفطية برمتها. وأشار الكوح في تصريح لـ«الراي» إلى أن الاقتصاد الصيني الثاني عالمياً، وهناك مؤشرات لتباطؤ نموه بالنصف الأخير من العام الحالي مقارنة بالسنوات السابقة، وكذلك الاقتصاد الأميركي يواجه تراجعاً في بعض مؤشرات النمو. وقال «الحرب الأميركية الصينية، والتي بدأت قبل عام تقريباً لها تأثير سلبي على اقتصاد الدولتين والعالم»، لافتاً إلى أن وضع ضرائب عالية على المنتجات المستوردة من البلدين أثّر على المصانع وعمليات التصدير، وفي هذه الحالة ستتجه المصانع لوقف التصدير، أو تحميل مبالغ على الاقتصاد المحلي. وأوضح، أن الصراع الأميركي الصيني له جانبان، الأول فعلي، والثاني نفسي، وبالنسبة للتأثير الفعلي فقد بدأت المصانع بتقليل صادرتها وإنتاجها، ومن ثم سيقل استهلاك النفط حول العالم. أما الجانب النفسي، فهو يؤثر على توقعات السوق المحلي، وسينعكس على أسعار النفط بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، ما يعني أن الأمور قد تزداد سوءاً. وتوقّع الكوح أن يكون هناك هبوط وصعود بسيط في الأسعار لتدور ما بين 55 و70 دولاراً، لكن هذه الأسعار بدأت تأخذ الوضع الطبيعي حالياً، كما حدث إبان الصراع في بحر الخليج العربي، إذ لم نشهد تغييرات كبيرة في أسعار النفط، بل كانت طفيفة، مستبعداً في الوقت نفسه هبوطاً كبيراً للأسعار.

جريدة الراي