متى تصبح الأسهم «الممتازة» عرضة للخطر؟

في ظل الاستقرار الاقتصادي والنمو المعتدل والتضخم المنخفض، تستفيد الأسهم العالية الجودة بشكل كبير - كما هو الحال هذا العام في الولايات المتحدة - لكن الإقبال المتزايد على هذه الأصول قد يعني أنها أصبحت عرضة لتقلبات حادة، بحسب تقرير لموقع «بارونز». من الناحية التاريخية، كانت الأسهم العالية الجودة تميل إلى تقديم أداء أقوى من غيرها خلال المراحل المتأخرة من الدورة الاقتصادية، وفقًا لكبير استراتيجيي منتجات الأسهم لدى «إنفيسكو» نيك كاليفاس. وعادة ما تحظى الشركات المضافة إلى محفظة الجودة بميزانية عمومية سليمة، وتدر عائدات عالية على حقوق الملكية، وتسجل مستحقات محاسبية أقل، ومستويات نقدية أعلى، ورافعة مالية متدنية، مما يجعلها قادرة على لعب دور جيد عندما يتعرض الاقتصاد للضغوط. المثال الأميركي بالنظر إلى الاقتصاد الأميركي كمثال لموضوعنا، فإنه حاليًا بعيد عن ذروتي الفوران والركود، مما يسمح للبنك المركزي بالتحلي بالصبر أكثر بشأن خططه لرفع أسعار الفائدة، والمحافظة على سياسة نقدية ملائمة للسوق لفترة طويلة، وهو نهج داعم بقوة للأسهم العالية الجودة. وكتب المحلل لدى «مورغان ستانلي» مايكل ويسلون في مذكرة حديثة: في عالم يشك فيه المستثمرون في شأن النمو، لكنهم لم يعودوا قلقين بشأن أسعار الفائدة، كان من المنطقي أن تقود الجودة حركة الاستثمار في الأسواق. منذ بداية العام وحتى التاسع من مايو، ارتفع صندوق الأسهم المتداولة العالية الجودة «إنفيسكو إس آند بي 500 كواليتي» بنسبة 16.5 في المئة، في حين أن مؤشر «إس آند بي 500» سجل عائدًا نسبته 14.5 في المئة، لكن يقول ويسلون: هذا قد يعني أن هذه الأسهم معرضة للخطر. عند التاريخ نفسه، كان مؤشر «إس آند بي 500 كواليتي» لأسهم الجودة المرتفعة، يتداول عند 18.8 ضعف الأرباح المتوقعة، أي أقل قليلًا من مستواه المرتفع المسجل في سبتمبر الماضي، ومقارنة بـ16.6 ضعفاً لمؤشر «إس آند بي 500»، وهذا يعني ارتفاعًا في التقييمات. خلال العقد الماضي، نمت العديد من شركات التكنولوجيا العملاقة، وشهدت تحسنًا ملحوظًا في ميزانياتها العمومية، ونتيجة لذلك، أصبحت أسماؤها براقة كفاية لتلائم محافظ الأسهم العالية الجودة، التي هيمنت عليها تاريخيًا قطاعات أخرى، مثل الصناعات، والرعاية الصحية، والمواد الاستهلاكية الأساسية. تقييمات مرتفعة وأسهم متقلبة يقول «كاليفاس»: إذا نظرت إلى الحيازات الحالية، فستجد أن هناك نسبة مرتفعة تاريخيًا من أسهم التكنولوجيا في محافظ الجودة، وهذا ليس النوع الشائع من أسهم الجودة العالية في المدارس القديمة (قبل 15 عامًا). تشكل حيازات أسهم التكنولوجيا 42 في المئة من «إنفيسكو كواليتي»، بأكثر من 20 في المئة عن نسبتها في مؤشر «إس آند بي 500» الأوسع نطاقًا، وفي الوقت نفسه، يفتقر الصندوق إلى أسهم قطاعات المال والرعاية الصحية والصناعات والعقارات والمرافق. التقييمات المرتفعة للغاية والتعرض القوي لأسهم التكنولوجيا الأكثر تقلبًا والتي تتحلى أيضًا بالطبيعة الدورية، تجعل محفظة الأسهم العالية الجودة أكثر عرضة للتغيرات المحتملة في السوق والاقتصاد، خصوصاً إذا ما بلغ مرحلة ذروة الفوران أو الركود. من شأن تسارع النمو الاقتصادي تعزيز قيمة الأسهم الدورية المنخفضة الجودة، في حين أن التباطؤ سيدفع المستثمرين للتحول إلى القطاعات الأكثر أمانًا ذات القدرة الدفاعية، ويمكن لأي من هاتين النتيجتين أن تضعف محافظ الجودة العالية. مع ذلك، يقول كاليفاس: لا يزال لأسهم الجودة العالية دور لتلعبه في هذه المرحلة من الدورة الاقتصادية، يحتاج المستثمرون فقط إلى أن يدركوا المخاطر المرتفعة المترتبة على المضي قدمًا في هذا المسار. (ارقام)

المصدر: جريدة القبس