مبارزة اقتصادية بين ترامب وهاريس وهبوط «ترامب ميديا» 15%

جاءت المناظرة بين المرشحين للرئاسة الأميركية دونالد ترامب وكامالا هاريس، حادة منذ بدايتها، حيث رفعت المرشحة الديموقراطية ونائبة الرئيس الحالية هاريس شعار «الفرص»، عبر دعم الطبقة المتوسطة والشركات الصغيرة بتخفيضات ضريبية تصل إلى 6 آلاف دولار للفرد، و50 ألفا للشركات، بينما وجهت الاتهامات سريعاً إلى نظيرها ترامب بأن خطته تقضي بتخفيضات ضريبية على المليارديرات، والشركات العملاقة، مثلما حدث من قبل. وقالت هاريس إن ترامب تسبب في عجز للاقتصاد الأميركي خلال فترة ولايته السابقة بلغ 5 تريليونات دولار، ويهدف خلال خطته الحالية إلى فرض ضريبة على المبيعات تصل إلى 20 بالمئة وربما أكثر، وهو ما سيكلف الأسر الأميركية 4000 دولار سنوياً. وأشارت إلى مشكلات الإسكان وارتفاع أسعار المنازل، مبيّنة أن خطتها تقضي بخفض أسعار المنازل وخلق الفرص لكل الأميركيين. كما أشارت إلى معدل البطالة الكبير الذي خلّفه ترامب بنهاية سنوات حكمه، والذي كان الأكبر منذ الأزمة الاقتصادية عام 2008. وجاء رد ترامب سريعاً، أنه وفّر مئات المليارات من الدولارات من الصين ودول أخرى، عبر فرض التعريفات الجمركية على السلع، ولم تتسبب خطته في رفع التضخم إلى المعدلات غير المسبوقة التي وصلت إليها خلال فترة حكم بايدن، وعمل هاريس نائبة للرئيس. وأكد أنه ترك أعظم اقتصاد في تاريخ أميركا خلال فترة ولايته السابقة، قبل أن يضرب وباء كوفيد العالم، ويتسبب في وفاة نحو 100 مليون شخص. وقال إنه دفع الاقتصاد إلى تصنيع أجهزة التنفس الصناعي، والأقنعة، والتطعيمات إلى جميع دول العالم. ورداً على اتهام هاريس بأن حربه التجارية مع الصين كانت سبباً في تفاقم العجز، قال ترامب إن الديموقراطيين لم يغيروا تلك التعريفات، وحافظوا عليها كما هي، وبالتالي فإن ما يقولونه معاكس لما سيحاولون انتهاجه مستقبلاً، وسيحاولون تنفيذ سياساته وفلسفته. وقالت هاريس إن ترامب ترك اقتصاد أميركا في وضع كارثي، وكنّا نعمل على تنظيف ما خلفه من فترة ولايته. ونسب كل منهما الفضل إلى نفسه فيما يتعلق بالمؤشرات الإيجابية، وألقى باللوم على الطرف الآخر فيما يتعلق بالتخضم واتساع العجز. واعتبر المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب، في مستهل مناظرته التلفزيونية ضدّ منافسته الديموقراطية هاريس مساء الثلاثاء، أن نائبة الرئيس لا تملك برنامجا اقتصاديا، وكل ما فعلته هو أنها نسخت برنامج الرئيس جو بايدن. وقال ترامب في المناظرة التي بُثّت على شبكة إيه بي سي إن هاريس «ليست لديها خطة. لقد نسخت خطة بايدن التي هي عبارة عن 4 جمل... أربع جمل تقول فقط: حسنا، سنحاول خفض الضرائب، ليس لديها خطة». وبدأ ترامب مناظرته الرئاسية الأولى مع منافسته الديموقراطية «بانتقاد الإدارة الحالية، مدعيًا أن التضخم بالولايات المتحدة ربما يكون الأسوأ في تاريخ البلاد». وأضاف: سجلت الإدارة الحالية تضخماً لم يشهده سوى عدد قليل جدًا من الشعب من قبل، ربما يكون الأسوأ في تاريخ أمتنا، لقد بلغ 21 بالمئة، وكان هذا تقديراً متفائلاً، لأن أسعار بعض السلع كانت أعلى بنسبة 50 و60 و70 و80 بالمئة عما كانت عليه قبل بضع سنوات فقط، لقد كانت هذه كارثة للناس وللطبقة المتوسطة ولكل الطبقات.​وكان التضخم أسوأ بكثير تحت قيادة بايدن مقارنة مع ترامب، حيث ارتفع 19 بالمئة خلال أول 42 شهرًا من ولاية الرئيس الحالي، مقارنة مع 6 بالمئة في نفس الفترة من عهد الرئيس السابق. لكن التضخم وصل إلى ذروته في عهد بايدن عند 9.1 بالمئة عام 2022، وهو ما يقل كثيرًا عن أعلى مستوى تاريخي، الذي بلغ 23.7 بالمئة عام 1920. من ناحية أخرى، رفض ترامب التصريح علانية ما إذا كان يرغب في فوز أوكرانيا بالحرب ضد روسيا، لكنه أوضح رغبته في انتهاء المعارك، وأنه سيطلب من زعماء البلدين الالتقاء والعمل على التوصل إلى اتفاق. وعندما سُئل مرتين خلال المناظرة عما إذا كان يرغب في فوز أوكرانيا بالحرب، أجاب قائلاً: أرغب في توقف الحرب، سأقوم بتسوية الأمر حتى قبل أن أصبح رئيسًا. واستغلت نائبة الرئيس الحالي هذا التعليق قائلة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان سيجلس في كييف وعيناه على بقية أوروبا في حال لم يخسر ترامب أمام الرئيس جو بايدن عام 2020. وتحدثت هاريس عن نشأتها كطفلة من الطبقة الوسطى، قائلة: أنا في الواقع الشخص الوحيد على هذه المنصة الذي لديه خطة تتعلق برفع مستوى الطبقة الوسطى والعاملين في أميركا، مشيرة إلى أن لديها خطة لما تسميه «اقتصاد الفرص». وعندما سُئلت هاريس عمّا إذا كان الأميركيون في حال أفضل مما كانوا عليه قبل 4 سنوات، لم تقدّم إجابة مباشرة، واتهمت الرئيس الأميركي السابق بترك إرث للديموقراطيين يشمل أسوأ بطالة منذ الكساد الأعظم. لكن في الحقيقة، ارتفعت البطالة إلى 14.8 بالمئة في أبريل 2020 مع حالات الإغلاق المرتبطة بالوباء، بينما عند مغادرة ترامب لمنصبه كان معدل البطالة 6.4 بالمئة. أما في حال انتخابها، فقد أوضحت هاريس أنها ستقدم للعائلات ائتمانًا ضريبيًا يصل إلى 6 آلاف دولار لكل طفل مؤهل، وخصم ضريبي بقيمة 50 ألف دولار للشركات الصغيرة. لكنها ألمحت إلى أن خطة منافسها هي القيام بما قام به من قبل، وهو تقديم خفض ضريبي للمليارديرات والشركات الكبرى، مما سيؤدي إلى زيادة العجز في أميركا بمقدار 5 تريليونات دولار. وزعمت أيضًا أن خصمها لديه خطة تسميها «ضريبة مبيعات ترامب» من شأنها الإضرار بالمواطنين العاديين، والتي ستكون ضريبة بنسبة 20 بالمئة على السلع اليومية التي نعتمد عليها. لكن ترامب أنكر أنه سيفرض ضريبة مبيعات، بل أقر بأن دولاً أخرى ستواجه تعريفات تجارية بحد أدنى 10 بالمئة حال عودته للبيت الأبيض. ويرى خبراء أن التعريفات الجمركية تعادل فرض ضريبة على المستهلكين، لأنهم سيدفعون مبالغ إضافية مع انتقال التكاليف إليهم. وانتقد ترامب الإدارة الحالية بسبب أعلى معدل تضخم في تاريخ أميركا، مشيرًا إلى أرقام تبلغ 21 بالمئة وتصل إلى 60 بالمئة على بعض السلع. لكن يبلغ معدل التضخم الحالي في البلاد 2.9 بالمئة، ووصل إلى ذروته في عهد بايدن إلى 9.1 بالمئة عام 2022، ورغم ذلك فإنه لا يزال أقل كثيرًا من المستوى القياسي للتضخم الذي بلغ 23.7 بالمئة في 1920. وأضاف ترامب: بنيت أعظم اقتصاد في العالم، أما هم فيدمرونه. و تراجع سهم مجموعة «ترامب ميديا آند تكنولوجي» بوتيرة حادة خلال تعاملات ما قبل افتتاح وول ستريت الأربعاء، مع تقدم كامالا هاريس في استطلاعات الرأي للانتخابات الأميركية بعد مناظرتها أمس مع المرشح المنافس دونالد ترامب. وحسب موقع «بريدكت» المتخصص في استطلاع آراء الناخبين، تراجعت نسبة تأييد ترامب إلى 47% من 53% بعد انتهاء المناظرة، في حين ارتفعت احتمالات فوز هاريس إلى 57% من 53%. وتسببت هذا في هبوط سهم مجموعة «ترامب ميديا» التابعة للمرشح الجمهوري، ومالكة منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به «تروث سوشيال» بنسبة 15.08% إلى 15.82 دولارا قبل افتتاح السوق في تمام الساعة 12:45 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.
جريدة الجريدة