كيف تحقق «روبن هود» ملايين الدولارات رغم مجانية التداول؟

وباء «كورونا» شكّل فرصة مثالية لتسارع نشاط الشركة مع سياسات الإغلاق

يتهم البعض منصة «روبن هود» بأنها وراء الارتفاع الحاد في تداولات الأفراد محدودي الخبرة داخل الأسواق المالية، ما قد يؤدي إلى تقلبات كبيرة وصعود غير مبرر وربما انهيار لاحق.

تحت شعار «الاستثمار للجميع بعمولة صفرية على التداول»، نجحت منصة «روبن هود» في جذب ملايين الأفراد لتداول الأوراق المالية عبر التطبيق.

لكن مع الانتقادات الكثيرة الموجهة للمنصة، فإن تساؤلاً آخر يطفو على السطح بشأن كيفية تحقيق الشركة للإيرادات مع عدم فرض أي رسوم على تداولات المستثمرين.

حقائق وأرقام

- أسست منصة «روبن هود» عام 2013 على يد بايجو بهات وفلاديمير تينيف اللذين تخرجا في «ستانفورد» وقاما بتصميم برامج للتداول وبيعها لصناديق التحوط في نيويورك.

- مع اتساع شبكة علاقتيهما في عالم التمويل، رأى الشريكان أن الشركات الكبرى في «وول ستريت» لا تدفع مقابلاً مادياً تقريباً لتداول الأسهم، في حين يدفع معظم الأميركيين عمولة على كل عملية.

- قرر «فلاد» و«بايجو» التوجه إلى كاليفورنيا لتأسيس منصة «روبن هود» بفكرة مفادها إتاحة التداول على المنتجات المالية للجميع لا الأثرياء فحسب.

- مع جذب تطبيق التداول الإلكتروني للشباب عبر شعار «التداول بدون عمولة»، حققت المنصة انتشاراً ملحوظاً في السنوات التالية لانطلاقتها، خصوصاً مع حقيقة أنها تسمح بالتداول على الأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة وعقود الخيارات، إضافة إلى العملات المشفرة مثل البيتكوين وغيرها.

- ارتفع عدد الحسابات على المنصة من مليون حساب في عام 2016 إلى حوالي 6 ملايين حساب بعد عامين ثم 10 ملايين حساب في بداية العام الحالي.

- شكّل وباء «كورونا» فرصة مثالية لتسارع نشاط «روبن هود» مع سياسات الإغلاق الوطني للسيطرة على تفشي الفيروس، التي دفعت الملايين الذين أجبروا على البقاء في منازلهم للتعامل على المنصة، ليرتفع عدد الحسابات إلى نحو 13 مليون حساب بعد أول أربعة أشهر من 2020.

- أعلنت المنصة حصولها على 200 مليون دولار في 17 أغسطس في أحدث جولة تمويلية، مما رفع تقييم الشركة لنحو 11.2 مليار دولار.

اتهامات ودفاع

- تتعرض «روبن هود» بشكل خاص لاتهامات مستمرة من جانب مستثمرين ووسائل الإعلام بأنها تستغل صغار السن الذين لا يملكون خبرة في التداول من أجل تحقيق أرباح.

- نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تحقيقاً حول الخطر الذي يتعرض له الشباب، مما اعتبرته «تلاعب روبن هود» بهم عبر وعود الربح السريع.

- تكبد العديد من عملاء «روبن هود» صغار السن خسائر مالية كبيرة وعانوا اضطرابات حادة في الحياة الشخصية بسبب إدمان التداول اليومي.

- في يوليو الماضي انتحر شاب يبلغ من العمر 20 عاماً يحمل اسم أليكس كيرنز بعد خسارته كل أمواله عبر الاستثمار في عقود الخيارات من خلال التطبيق.

- من جانبها، ردت «روبن هود» بتوضيح عدم صحة الاعتقاد بأن معظم عملائها يعتمدون على التداول يومياً، بالإضافة إلى توفيرها قسماً خاصاً بتعليم أساسيات التداول عبر موقعها الإلكتروني.

- كما قررت المنصة بعد واقعة انتحار «أليكس» وضع قيود على إمكانية استخدام العملاء لتداول عقود الخيارات، والتي تعتبر أداة أكثر تعقيداً وخطورة مقارنة بالاستثمار التقليدي.

- انتقاد آخر تتعرض له «روبن هود» ومنصات التداول الإلكتروني بصفة عامة وهو إمكانية حصول المستثمر على سعر تنفيذ أقل مما كان يمكن الحصول عليه بسب سياسة توجيه الأوامر إلى صناع السوق.

- لكن المنصة تشير إلى أن التوجيه يحدث بشكل تلقائي وإلكتروني لصناع السوق التي تتعاقد معهم والذين من المرجح أن يقدموا أفضل سعر تنفيذ بناءً على التجارب السابقة.

- يتهم البعض المنصة بأنها وراء الارتفاع الحاد في تداولات الأفراد محدودي الخبرة داخل الأسواق المالية، وهو ما قد يؤدي إلى تقلبات كبيرة وصعود غير مبرر وربما انهيار لاحق.

إيرادات بلا عمولة؟

تقوم معظم منصات تداول الأوراق المالية الأميركية على نظام تخفيض أو إلغاء العمولات المفروضة على عمليات البيع والشراء من جانب المستثمرين.

ورغم عدم فرض رسوم على العملاء مقابل التداول، حققت «روبن هود» إيرادات بقيمة 180 مليون دولار من التداولات في الربع الثاني من هذا العام، ما يعادل نحو ضعف المسجل في الربع السابق.

إذن كيف تحصل على إيراداتها؟، تحقق «روبن هود» عوائد مالية من مصادر عديدة لعل أبرزها هو تدفق الأوامر أو Order Flow.

أولاً: تدفق الأوامر

تطلق المنصة على هذه الخاصية اسم «خصومات من صناع السوق ومنصات التداول».

عندما يقوم مستثمر بمحاولة شراء أو بيع أسهم أو صناديق استثمار متداولة أو خيارات من خلال حسابه عبر شركة الوساطة، فإن هذه الأوامر يتم تمريرها إلى صناع السوق لتنفيذها.

ويمنح صناع السوق رسوماً لشركة الوساطة على كل عملية، مع حقيقة أن الشركات تقوم عادة بالتعامل مع عدد من صناع السوق.

والواقع أن «روبن هود» جذبت المعدل الأكبر لتدفق الأوامر على تداول الأسهم مقارنة بمنصات التداول الإلكتروني في الربع الثاني الذي بلغ 17 سنتاً لكل مئة سهم ونحو 58 سنتاً لعقود الخيارات.

من بين إيرادات تدفق الأوامر التي بلغت قيمتها 180 مليون دولار في الربع الثاني، كانت تداولات عقود الخيارات مسؤولة عن تحقيق عوائد بنحو 111 مليون دولار.

ثانياً: «روبن هود غولد»

تعرض «روبن هود» على العملاء إمكانية الحصول على عضوية اختيارية مقابل 5 دولارات شهرياً في مجموعة «روبن هود غولد».

تشمل هذه الخاصية مجموعة من أدوات الاستثمار التي تمنح العملاء إمكان الوصول إلى تقارير أبحاث يومية، والحصول على ودائع فورية أكبر، والاستثمار بالهامش.

عندما يقرر مستثمر أن يدخل أحد الاستثمارات عبر الشراء بالهامش، فإنه يقترض أموالاً من المنصة والتي تفرض فائدة بمعدل سنوي يبلغ 5 في المئة بعد تجاوز القيمة المقترضة حاجز ألف دولار.

مع زيادة قيمة عمليات الاقتراض بالنسبة للكثير من العملاء، فإن الفائدة المحققة قد تعني إيرادات كبيرة للمنصة.

ثالثاً: الفائدة على النقد غير المستثمر

تحقق «روبن هود» دخلاً من النقد غير المستثمر والذي لم يتم تحويله إلى شبكة إدارة النقد.

وتقوم المنصة بإيداع هذه الأموال في حسابات مصرفية تدر عليها فائدة نقدية.

بالتالي فإن «روبن هود» ورغم عدم فرض رسوم على تداولات الأفراد، فإنها تحقق قفزات في الإيرادات المحققة من العديد من المصادر الأخرى التي يظل أساسها هو المستثمر الفرد الحالم بتحقيق أرباح عبر الأسواق المالية.

(أرقام)

جريدة الجريدة