شركة البترول الوطنية الكويتية : تشغيل وحدة تقطير النفط الخام 111 بطاقة تكرير 264 ألف برميل يومياً
• م. عبدالله العجمي : تشغيلها الآمن تم في ظروف صعبة ويعد حدثاً استثنائياً
• م. وضحة الخطيب : نمضي نحو تنفيذ التوجهات الاستراتيجية لرفع الطاقة التكريرية إلى 1.6 مليون
أعلنت شركة البترول الوطنية الكويتية، أمس، تشغيل وحدة تقطير النفط الخام رقم 111 في مصفاة ميناء عبدالله، وتعتبر هذه الوحدة هي الأكبر من نوعها على مستوى الكويت، إذ تبلغ طاقتها التكريرية 264 ألف برميل يوميا.
بهذه المناسبة، قال نائب الرئيس التنفيذي للمشاريع في شركة البترول الوطنية م. عبدالله العجمي خلال مؤتمر صحافي عقدته الشركة في مصفاة ميناء عبدالله، إن التشغيل الآمن لأكبر وحدة تقطير للنفط الخام في الكويت يعد حدثا استثنائيا، وتم في ظروف استثنائية صعبة أيضا تزامنت مع انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد في الكويت والعالم، موضحا أن هذه الوحدة تعتبر من الوحدات الرئيسية في مشروع الوقود البيئي داخل مصفاة ميناء عبدالله.
وأضاف العجمي أن مشروع الوقود البيئي يعتبر مشروع الأرقام القياسية، وذلك ابتداء من الميزانية التقديرية للمشروع والبالغة 4.68 مليارات دينار، والتي تعد من أكبر الميزانيات المعتمدة للمشاريع التنموية في تاريخ الكويت، مرورا بمراحل تنفيذ المشروع على مدار السنوات الماضية والتي تزامنت مع تحديات عديدة نجحت الشركة في تجاوزها.
وأشار الى أن قيمة عقود المشروع بلغت 3.69 مليارات دينار، ويبلغ نصيب القطاع الخاص من مشروع الوقود البيئي نحو مليار حاليا، ويتوقع أن يصل إلى 1.3 مليار مع نهاية تنفيذ المشروع قريباً، موضحا أن حجم المحتوى المحلي من المشروع سيصل إلى 35.6 بالمئة من إجمالي قيمة العقود.
وذكر أن «البترول الوطنية» نجحت في استكمال مرافق المشروع كافة ضمن الميزانية المعتمدة، حيث بلغ الصرف حتى يومنا هذا نحو 4.4 مليارات دينار، وما تبقى يعد أكثر من كاف لاستكمال بقية أجزاء المشروع.
100 ألف عامل
وأوضح العجمي أن مشروع الوقود البيئي تتطلب حشد أكثر من 100 ألف عامل لإنجاز المشروع، وكذلك تنسيقاً دقيقا على مدار الساعة مع عدد من الجهات المسؤولة في الدولة، مشيرا إلى أن عدد العمالة بلغ في أوقات الذروة نحو 53 ألف عامل من مختلف الجنسيات والعرقيات واللغات المختلفة، وهو ما يزيد من صعوبة التعامل مع ذلك العدد الهائل في مثل تلك المشاريع.
وفي سؤال حول موعد تسلم بقية وحدات مشروع الوقود البيئي قال العجمي انه يتوقع تسلم المشروع نهائيا بحلول منتصف عام 2021، حيث نجحت الشركة في تسلم 105 وحدات في مصفاة ميناء الأحمدي في شهر فبراير الماضي، أما حزمة مصفاة ميناء عبدالله رقم 1 فتم الانتهاء من نحو 19 وحدة من أصل 29 وحدة، مؤكدا أنه تم الانتهاء من تسلم 63 وحدة ضمن الحزمة الثانية من مصفاة ميناء عبدالله في شهر أغسطس 2020.
بوابة للوقود البيئي
من جانبها، قالت نائبة الرئيس التنفيذي لمصفاة ميناء عبدالله، م. وضحة الخطيب، إن وحدة التقطير الجديدة في المصفاة تعد الأكبر من نوعها على مستوى الكويت، إذ تبلغ طاقتها التكريرية 264 ألف برميل يومياً، وهو ما سيؤدي إلى زيادة الطاقة التكريرية الإجمالية للمصفاة من 270 ألف برميل، إلى 454 ألفا يومياً، وبذلك فإنها تمثل البوابة الرئيسية لمشروع الوقود البيئي في المصفاة، والذي يشكل، بدوره، نقلة نوعية كبيرة لصناعة تكرير النفط في البلاد.
وأضافت أنه عبر تشغيل الوحدة رقم 111 فإن «البترول الوطنية» تؤكد أنها تسير بثبات نحو تنفيذ التوجهات الرئيسية لاستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية، والهادفة إلى رفع الطاقة التكريرية للقطاع، التي ستصل إلى نحو 1.6 مليون برميل يومياً مع تشغيل مصفاة الزور الجديدة، فضلا عن تحسين جودة المنتجات من المشتقات النفطية، لتتوافق مع المتطلبات والاشتراطات العالمية المتطورة، لافتة إلى أن ذلك سيسهم في فتح أسواق جديدة أمام هذه المنتجات، ومبينة أن ذلك سيعمل على تعزيز مكانة دولة الكويت كإحدى أهم الدول المنتجة للنفط على مستوى العالم.
وأعربت الخطيب عن الفخر بنجاح تشغيل الوحدة رغم الظروف الاستثنائية التي نعيشها ويعيشها العالم أجمع، والناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد، مشيرة في هذا الصدد الى أن فرق العمل في مصفاة عبدالله أظهرت قدرا كبيرا من الكفاءة والقدرة على صناعة هذا النجاح، بعد أن توجت جهودها المخلصة والجبارة بالوصول إلى هذا اليوم التاريخي، وذلك بعد عمليات تجهيز دامت أكثر من عامين، تم خلالها اختبار وتشغيل مجموعة من الأنظمة والوحدات المساندة اللازمة لبدء التشغيل الكلي الآمن لهذه الوحدة.
تجاوز الصعاب
وأشارت إلى الدور المهم والأساسي الذي بذلته الكوادر الوطنية في كيفية تجاوز الصعاب، والتعامل بكفاءة مع هذا الظرف الطارئ، والنجاح الفائق في سد النقص بأعداد العمالة الوافدة الذي تسببت فيه هذه الجائحة، مثمنة جهود تلك الكوادر والتي توجت بتشغيل وتجهيز ما يزيد على 11 مصنعاً ونظاماً، كان لا بدّ من تشغيلها كمقدمة لتشغيل الوحدة رقم 111.
وأضافت أن مصفاة ميناء عبدالله تصنف ضمن المستوى الثالث في معيار تعقيد عمليات التكرير عالمياً، وهو المستوى الأكثر صعوبة، حيث يتضمن تنوع الوحدات التصنيعية من حيث التكنولوجيا والطاقة الإنتاجية، وكذلك الحصول على درجة أعلى من القيمة المضافة للبرميل النفطي.
ولفتت الى أنه لضمان تحقيق أعلى درجات التكامل والتشغيل بجدوى اقتصادية مجزية، فقد تم ربط وحدات مشروع الوقود البيئي بوحدات مصفاة ميناء عبدالله القائمة، حيث عملت دوائر المصفاة بروح الفريق الواحد لتحقيق الربط اللازم بين ما يزيد على 5 وحدات تصنيعية حالية في المصفاة وخزاناتها التابعة في ميناء عبدالله والشعيبة، لضخ النفط الخام للوحدة، واستقبال وتكرير المنتجات الجديدة.
أهداف مشروع الوقود البيئي
يعتبر مشروع الوقود البيئي من أهم المشاريع الاستراتيجية والتنموية لشركة البترول الوطنية، ومن أهم أهدافه التالي:
- تطوير وتوسيع مصفاتي ميناءي عبدالله والأحمدي ودعم ربطهما ليصبحا مجمعاً تكريرياً متكاملا، من حيث تحويل زيت الوقود ذي المحتوى الكبريتي العالي إلى منتجات بترولية عالية الجودة ذات محتوى كبريتي منخفض.
- الإيفاء بمتطلبات الأسواق العالمية والمحلية من المنتجات البترولية المختلفة، وتلبية احتياجات السوق المحلي والأسواق العالمية من المنتجات البترولية، وذلك وفقاً للكميات والمواصفات العالمية الأكثر تشددا من الناحية البيئية.
- الارتقاء بكل من الأداء الفني والاقتصادي لزيادة القدرة التنافسية.
- حقق المشروع أعلى مستوى من الطاقة التحويلية في المصافي المحلية، مع الأخذ في الاعتبار الاحتياجات المحلية من الطاقة.
- تحقيق أقصى قدر من التكامل بين عمليات التكرير والبتروكيماويات محلياً.
- تحقيق أعلى عائد تكرير ممكن، مع المحافظة على أعلى المقاييس لكل من الأداء البيئي ومستويات السلامة.
- خلق فرص عمل جديدة للعمالة الوطنية وتشجيع التنمية الاقتصادية المحلية.
العمالة الوطنية
ذكرت شركة البترول الوطنية انه تم تدريب طواقم العمالة الوطنية من خلال ابتعاثهم إلى دورات فنية خارجية وميدانية كجزء من برامج التأهيل النظري والعملي لتحقيق التشغيل الآمن، وقد بلغ عدد الأيدي العاملة الماهرة بالموقع ذروته بنحو 950 فردا، كما قدر عدد ساعات العمل بـ 3.3 ملايين ساعة لتنفيذ الأعمال الإنشائية التالية:
- الأعمال المدنية، حيث بلغت كمية الخرسانة 14 ألف م3، والترصيف 28 ألف م2.
- الجسور والهياكل المعدنية و التي بلغت 9,5 ألف طن.
- خطوط الأنابيب وقدرها 295 ألف بوصة قطرية.
- شبكة كهربائية بطول 340 كلم.
- شبكة أنظمة التحكم بطول 173 كلم.
- أعمال الصباغة، 35 ألف م2.
- أعمال العزل الحراري والعزل ضد الحريق 59 ألف م2.
ذكرت شركة البترول الوطنية أنه لتشغيل وحدة النفط الخام رقم 111، فقد تم المرور من 3 مراحل هي كالتالي:
المرحلة الأولى بدأت في يونيو 2018 بتشغيل وحدات الخدمات، مثل:
إنتاج بخار الماء من خلال 6 غلايات.
إنتاج غاز النيتروجين.
مضخات وشبكة مياه الإطفاء.
وحدة معالجة المخلفات النفطية.
وحدة الشعلة.
المرحلة الثانية بدأت في أبريل 2020 بتشغيل الوحدات المساندة مثل:
وحدة استخلاص الغازات الكبريتية.
وحدة معالجة مياه التصنيع.
وحدة معالجة غاز الوقود.
وحدة إنتاج غاز الهيدروجين.
وحدة تبريد المنتجات الثقيلة.
وحدة تبريد المياه.
المرحلة الثالثة بدأت في الشهر الجاري بتشغيل الوحدات الرئيسية:
تشغيل وحدة تقطير النفط الخام رقم 111
جريدة الجريدة