شركات النفط «الصخري» مهددة بالإفلاس... مجدداً!

35 دولاراً كلفة البرميل في بعض الحقول

بينما تشهد أسعار النفط انخفاضاً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة، رأى الخبير والمحلل النفطي، محمد الشطي، أن تراكم الديون وفوائدها على شركات النفط الصخري الأميركي بالتوازي مع ارتفاع كلفة الإنتاج، يجعلها عرضة للإفلاس مجدداً بعد تجاوز الكثير منها تداعيات أزمة هبوط الأسعار منتصف العام 2014. واعتبر الشطي في تصريح لـ«الراي» أن «الأساس المالي والاقتصادي الذي تقف عليه شركات النفط الصخري الأميركي هش لدرجة أنه لن يصعب دفعها نحو الإفلاس مع تدني أسعار النفط، مقارنة بالإنتاج والالتزامات والفوائد البنكية المتراكمة عليها». وأضاف أن انخفاض أسعار النفط قد يؤدي إلى تراجع نشاط عمليات الحفر في تشكيلات النفط الصخري في الولايات المتحدة الأميركية في الوقت الذي يبدو فيه موقف الشركات المالي متزعزعاً بالفعل. وقال «ربما يكون إنتاج النفط الصخري حقق ارتفاعات ومستويات إنتاج غير مسبوقة، وربما تكون كلفة إنتاج البرميل قد انخفضت في بعض الحقول الأميركية إلى 35 دولاراً للبرميل، إلا أن معظم الشركات في أميركا تعاني من الخسائر، كما أن التدفقات النقدية في قطاع النفط الصخري تتراجع بشكل كبير». ولفت الشطي إلى أن تراجع أسعار النفط يهدّد شركات إنتاج «الصخري»، والتي تكافح لتفادي مزيد من التراجع الذي يمكن أن يؤدي بها للإفلاس، مبيّناً أن «شركات الصخري الأميركي تعيش اختباراً حقيقياً لقياس مدى قدرتها على التحمل، ومع تصاعد الضغط على منتجي النفط، وأجواء التوترات التجارية بين الصين وأميركا تواجه الشركات الضعيفة تهديداً متصاعداً جراء تضاؤل وضعف الاستثمار، وتعثر الإنتاج ما قد يضطرها لبيع الأصول واحتمال الإفلاس، والذي طال بعضها بالفعل». ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال» فقد سجلت سلة تضم 7 حفارين من النفط الزيتي تدفقات سالبة بقيمة 1.58 مليار دولار في الربع الأول من 2019، وهو أقل 4 مرات من الفترة المقابلة من العام الماضي. وأوضح الشطي أنه على الرغم من ذلك تظل شركات النفطي الصخري الكبرى تتوسع، ومنها «إكسون موبيل» التي ارتفع إنتاجها 7 في المئة، قائلاً إن «تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب أشعلت وتيرة الحرب التجارية بين أميركا والصين، وساهمت في تراجع الأسعار، وأثرت على أسهم شركات النفط الصخري وأدائها المالي». وأشار إلى أنه خلال الأيام القليلة الماضية هبطت بعض الأسهم «الثقيلة» في الولايات المتحده الأميركية، والتي تبرز أهميتها كونها تشكّل 24 من إجمالي 32 شركة، مسجلة في مؤشر «S&P500» لقطاع الطاقة، قائلاً «تراجع الأسهم يعني تحقيق خسائر بلا شك بما يؤثر تلقائياً على أداء الشركات». وأكد «في النهاية النفط الصخري الأميركي لاعب أساسي ومؤثر في السوق، ويمثل تحدياً أمام (أوبك) وتحالف المنتجين ربما لسنوات مقبلة، ولا بدّ من تطوير إسترتيجيات تضمن إيرادات ثابته ومتزايدة للمنتجين خصوصاً الدول التي تعتمد بشكل رئيسي على النفط». ولفت إلى ان تطورات إنتاج النفط الصخري تؤثر في أسواق النفط منذ العام 2010 وحتى اليوم، حيث تشهد زيادة سنوية لم يشهدها منتج آخر في العالم، ما دفع «أوبك» وتحالف المنتجين إلى خفض الإنتاج بهدف تحقيق توازن السوق النفطية، وتصحيح مسار الأسعار ليكون في صالح الاستثمار، والميزانيات، والاقتصاد العالمي. وفي السياق ذاته، أوضح الشطي أن الكثير من شركات النفطي الصخري التي تحاول تفادي الإفلاس قد لجأت للاندماج مع كيانات أخرى. وفيما ذكر الشطي أن تراجع منصات الحفر العاملة خلال العام الماضي أدى إلى فقدان 300 ألف برميل يومياً، رجّح أن تقوم البيوت الاستشارية العالمية بخفض توقعاتها للزيادة في إنتاج النفط الصخري الأميركي بمقدار 700 ألف برميل يومياً بدلاً من 1 مليون برميل يومياً بحلول العام 2020 وذلك على وقع تزايد انخفاض عدد المنصات بصورة مستمرة.

جريدة الراي