دول الخليج ستواصل الإنفاق بقوة على مشاريع النفط والغاز الجديدة
«ميد»: شركات النفط الخليجية ستبقى شريكاً موثوقاً به بالنسبة لعملائها
ذكرت مجلة ميد انه رغم التباطؤ والركود المتوقع أن تواجهه اقتصادات دول المنطقة في عام 2023، إلا انه ما زال متوقعا أن تتفوق دول الخليج على معظم دول العالم، مشيرة إلى أن دول التعاون أصبحت مكانا مناسبا للمعيشة في الوقت الحالي.
وأضافت المجلة أن دول المجلس، باعتبارها من أكبر مصدري الطاقة في العالم، استفادت من ارتفاع أسعار النفط التي عززت المداخيل المالية للحكومات، وجددت الثقة الاقتصادية ودعم خطط الإنفاق الرأسمالي الطموحة.
وقد تجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة نظيره في معظم أجزاء العالم الأخرى، وقال صندوق النقد الدولي في أغسطس 2022 إن المملكة العربية السعودية ستكون واحدة من أفضل الاقتصادات العالمية أداء لهذا العام.
وأشارت المجلة إلى أن الأمر لا يقتصر فقط على ارتفاع أسعار النفط، ففي أعقاب انخفاض أسعار النفط في عام 2014، نفذت حكومات دول مجلس التعاون الخليجي إصلاحات تهدف إلى جعل اقتصاداتها أكثر كفاءة ومرونة، واليوم تستفيد المنطقة من تلك الإجراءات لأن الإيرادات الإضافية التي تتدفق بفضل ارتفاع أسعار الطاقة لا تبدد في أوجه الإنفاق غير الضرورية.
إلى ذلك، تمكنت دول المنطقة أيضا من جني ثمار إنفاقها في السابق على المشاريع المختلفة في قطاع الهيدروكربونات، وسيستمر هذا التوجه بقوة خلافا لما هو عليه الأمر في الأسواق الأخرى التي نأت بنفسها عن الاستثمار في هذا القطاع، وهكذا فإننا نشهد التزاما من قبل شركات النفط الخليجية بأن تبقى شريكا موثوقا به بالنسبة لعملائها.
كما سيؤدي الإنفاق على المشروعات إلى تعزيز التنويع الاقتصادي، وتقود السعودية الدول الأخرى في هذا المضمار، لكن القضية ستكون إقليمية في الغالب، ففي دول الخليج، تتسارع المشاريع الإقليمية مثل خط السكك الحديدية الخليجي، وفي بقية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يجري تنفيذ المشاريع الكبرى أيضا على قدم وساق مستمدة الدعم في الغالب من الخليج.
وعلى الرغم من أن كل مشروع سيواجه تحديات خاصة به دون غيره من المشاريع، إلا أن ثمة قواسم مشتركة ستبقى قائمة، وكانت التوترات الجيوسياسية والاقتصادات العالمية الكبرى والتضخم واختناقات سلاسل التوريد بمنزلة اختبار فعلي للسوق، ورغم اتخاذ الخطوات اللازمة للتخفيف من تأثيرها، لكن من المحتمل أن تبقى مصدر قلق في المستقبل المنظور.
وبقدر ما قد تكون هذه التحديات محبطة في بعض الأحيان، إلا أنها تعتبر مشاكل تحت السيطرة في عالم تزداد فيه الآفاق الاقتصادية قتامة.
جريدة الانباء