دول الخليج ستبقى مزوداً رئيسياً للطاقة.. حتى مع انتهاء النفط!

بفضل استثماراتها الكبيرة بمصادر الطاقة المتجددة.. خاصة بالتقنيات الجديدة كالهيدروجين

ذكرت مجلة ميد انه بعد أن استمر الجدل محتدما منذ عقود حول بلوغ النفط ذروته والدور المستقبلي الذي ستلعبه دول الخليج في الاقتصاد العالمي، سادت مخاوف لأمد طويل مفادها أنه مع انخفاض إنتاج النفط، فان المنطقة ستعاني شحا في عائدات الصادرات النفطية وستتراجع اقتصاداتها لدرجة كبيرة.
ولكن هذه التوقعات قد انقلبت رأسا على عقب خلال السنوات العشر الماضية، حيث يرجع الفضل الى الاستثمارات بمصادر الطاقة المتجددة التي يعززها سطوع الشمس لفترات طويلة خلال العام في كل أرجاء المنطقة، فضلا عن المزيد من الخطط التي رسمتها هذه الدول لتعزيز الاستثمار في التقنيات الجديدة كالهيدروجين، فان منطقة الخليج كرست لنفسها دورا مهما كمزود للعالم بالطاقة النظيفة في المستقبل.
وساقت المجلة في تحليل بقلم مسؤول التحرير كولين فورمان أمثلة منها هدف الإمارات العربية المتحدة الاستحواذ على 25% من سوق تصدير الهيدروجين العالمي المقدرة قيمته بنحو 400 مليار دولار بحلول عام 2050.
ولكن، إذا كان لهذه الطموحات أن تتحقق، فانه يتعين ضخ استثمارات ضخمة، وهكذا فإن الإحصاءات تشير كما في 16 نوفمبر إلى أن دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وضعت خططا لنحو 50 مشروعا للهيدروجين الأخضر تتطلب استثمارات تقديرية لا تقل عن 155 مليار دولار، ولا يغيب عن البال ما ستخلقه هذه المشاريع من فرص للمستثمرين والمستشارين والمقاولين، فضلا عن أنها تضع المنطقة في طليعة الدول التي تتبنى تطوير التكنولوجيا الجديدة.
ولكن المحرر استدرك بالقول إنه مهما تعاظم شأن الطاقة المتجددة، فإنها لن تلبي وحدها متطلبات العالم واحتياجاته من الطاقة، وقد تكشفت الحقيقة المزعجة المتمثلة في استمرار افتقار العالم الى الهيدروكربونات، وتجلت بشكل كبير هذا العام في أعقاب الحرب الروسية- الأوكرانية.
وختمت المجلة بالقول إنه لطالما أعربت دول الخليج عن مواقفها بأنه بينما يجب تطوير الطاقة المتجددة، فإن دور الهيدروكربونات سيبقى مهما وضروريا في مزيج الطاقة العالمي.

وقد آتت هذه المواقف الخليجية ثمارها هذا العام بدليل توجه القادة الأوروبيين إلى الدوحة مدفوعين باليأس لتأمين إمدادات الطاقة قبل حلول فصل الشتاء.
ومن هنا، فإن ثمة معنى كبيرا وقيمة هائلة للأصول الطبيعية التي تملكها دول الخليج، سواء أكانت من الهيدروكربونات أو الطاقة الشمسية مصحوبين بنهج عملي للتحول نحو الطاقة النظيفة، وهذا المعنى يتجسد في أن الخليج سيستمر في تزويد العالم بالطاقة بمختلف أنواعها لعقود قادمة.

جريدة الانباء