ر

أكد في ندوة افتراضية مع جمعية «علاقات المستثمرين» أهمية الاتصال الرقمي

قال الطبطبائي: «تقع التكنولوجيا في صميم استراتيجية بورصة الكويت، فنحن نسعى جاهدين لتقديم أفضل الخدمات وتطويرها باستمرار من خلال الاستثمار في أحدث التقنيات وتحسين البنية التحتية لمنظومة السوق. ولدينا خطة طموحة للتحول الرقمي بالكامل مع حلول عام 2023».

نظّمت بورصة الكويت ندوة علاقات المستثمرين بعنوان «الاستجابة للعصر الرقمي الجديد لعلاقات المستثمرين» بالتعاون مع جمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط وفرعها بالكويت (MEIRA)، ضمن جهودها المستمرة لتطوير قطاع علاقات المستثمرين، ما من شأنه رفع مستوى الشفافية - العمود الفقري لعلاقات المستثمرين - خلال التعاملات مع المستثمرين المحليين والعالميين الحاليين والمحتملين.

وسلطت الندوة، التي انعقدت عبر الإنترنت أمس الأول، الضوء على العصر الجديد للتحول الرقمي وتأثيره على علاقات المستثمرين ونهج التواصل مع المستثمرين افتراضياً، بحضور أكثر من 70 مسؤولاً لعلاقات المستثمرين من الشركات المدرجة في بورصة الكويت، بهدف تثقيفهم بأحدث المستجدات والمعايير والممارسات المعترف بها دولياً، لمساعدتهم في بناء والحفاظ على علاقات قوية تتسم بالشفافية مع المجتمع الاستثماري.

المتحدثون الرسميون

شارك في الندوة خلدون الطبطبائي، الرئيس التنفيذي للشركة الكويتية للمقاصة، الجهة التي تقوم بمهام التقاص والتسوية والإيداع المركزي لجميع الأوراق المالية المتداولة في دولة الكويت، إضافة إلى مايكل شوجناكي، الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة كلوسير (Closir)، منصة التكنولوجيا المالية لعلاقات المستثمرين التي تركز على مساعدة الشركات من الأسواق الناشئة والأخرى الواعدة للوصول مباشرة إلى المؤسسات الاستثمارية العالمية التي اجتهدت لتقديم إمكانات رقمية جديدة لتعزيز إدارة علاقات المستثمرين.

كما شارك أيضاً محمد عبدال، عضو مجلس إدارة جمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط ورئيس فرعها في الكويت الذي يشغل أيضا منصب الرئيس التنفيذي للاتصالات وعلاقات المستثمرين في مجموعة زين، الذي سلط الضوء على تجربته كمصدر للأسهم، في حين أدارت الندوة دلال الدوسري، عضو مجلس إدارة جمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط ورئيس علاقات المستثمرين في بنك الخليج.

وخلال الندوة، سلط المتحدثون الضوء على التحول الرقمي للخدمات المقدمة للمستثمرين، بما في ذلك الاجتماعات العامة السنوية المقامة افتراضياً، وتوزيع الأرباح عبر الخدمات الالكترونية، والتواصل مع المستثمرين عبر أحدث التقنيات والحلول الرقمية.

كما تم تقديم نصائح حول كيفية الاستفادة من الممارسات الدولية ذات المستوى العالمي، بغية دفع النمو وتحقيق الأهداف طويلة الأجل للشركات، إضافة إلى إبراز دور قطاع علاقات المستثمرين في التخطيط الاستراتيجي بالتشاور والتعاون الوثيق مع مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية.

وخلال الندوة، استعرض الطبطبائي، الرئيس التنفيذي للشركة الكويتية للمقاصة، استراتيجية التحول الطموحة للشركة، التي ساهمت مع بورصة الكويت وهيئة أسواق المال في ترقية ناجحة للكويت في أبرز المؤشرات المالية على الصعيد الدولي، قائلاً: «دائماً ركزت استراتيجيتنا على تطوير البنية التحتية لمنظومة السوق لجذب المزيد من المستثمرين، ويستلزم ذلك تقديم خدمات ذات قيمة مضافة للمصدرين والمستثمرين على حدٍ سواء من أجل تعزيز تجربتهم في السوق».

وأضاف الطبطبائي: «تقع التكنولوجيا في صميم استراتيجيتنا، فنحن نسعى جاهدين لتقديم أفضل الخدمات وتطويرها باستمرار من خلال الاستثمار في أحدث التقنيات وتحسين البنية التحتية لمنظومة السوق. وتابع «لدينا خطة طموحة للتحول الرقمي بالكامل مع حلول عام 2023، كما أننا حريصون على مواصلة المسار الذي بدأناه لزيادة كفاءة خدماتنا وفعاليتها».

وزاد: «نجحنا في إطلاق العديد من الخدمات الرقمية على مدى السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك توزيع الأرباح الإلكتروني والجمعيات العامة الالكترونية، إضافة إلى التصويت الإلكتروني وتطبيق الاكتتاب في الكويت، والتي نالت رضا المستثمرين، ونواصل الاستماع إلى المستثمرين والمصدرين، ونبذل قصارى جهدنا لتلبية احتياجاتهم وتحقيق رؤية الشركة».

واستطلع المجتمعون الأساليب التي تمكن الشركات من الاستفادة من إمكانيات التقنية الجديدة عبر تبني التحول الرقمي، إذ تثمر اعتماد الأدوات والعمليات الرقمية عن تحسين الكفاءة وعمليات اتخاذ القرار، وزيادة الشفافية، وتعزيز رؤى العملاء، وتقليص التكاليف، مما يؤدي إلى زيادة الإيرادات ورفع معدلات الربحية، ومما سيعزز القدرة التنافسية للشركات في أسواق المال العالمية.

من ناحيته علق شوجناكي على تأثير جائحة فيروس كورونا المستجد على الاتجاهات الرقمية، قائلاً: «لقد أدت الجائحة إلى تسريع بعض التوجهات الرقمية التي ظهرت في قطاعنا خلال العقد الماضي. وفي طليعة هذه التوجهات هي فرص الوصول إلى جمهور المستثمرين العالمين دون الحاجة للسفر إليهم. ولتحقيق أقصى استفادة من هذه الفرصة، اتبعت الشركات نهجًا أكثر استراتيجية لاستهداف هذا الجمهور والتفاعل معه بشكلٍ أكبر».

التعاون مع بورصة الكويت

يأتي التعاون بين بورصة الكويت وجمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط تفعيلاً لركيزة التعليم ضمن استراتيجية الاستدامة المؤسسية لبورصة الكويت، ومثالاً على مساعيها الدؤوبة نحو زيادة الوعي المالي، وزيادة الوعي بأسواق المال بين المستثمرين الحاليين والمحتملين.

وكانت البورصة أطلقت العديد من المبادرات لتمكين وتجهيز الشركات والمستثمرين لاغتنام الفرص السوقية، كذلك لتحويل الكويت إلى وجهة استثمارية جاذبة ومزدهرة في ظل منظومةٍ راسخةٍ لسوق المال.

كما أكد فهد البشر، مدير علاقات المستثمرين في بورصة الكويت، الأهمية المتزايدة لاجتماعات الجمعية العامة السنوية الإلكترونية، ورقمنة علاقات المستثمرين قائلاً: «أصبحنا نرى زيادة في التوجه نحو اجتماعات الجمعية العامة الافتراضية في المنطقة، بحكم دورها في تعزيز كفاءة وفعالية عقد اجتماعات المساهمين السنوية بشكلٍ أوفر، بأن هذا التوجه سيكون جزءاً من الواقع الجديد في المستقبل».

ويتيح عقد الاجتماعات عن بُعد المجال أمام المساهمين في الشركات للمشاركة بأمانٍ وراحةٍ من منازلهم أو مكاتبهم أو أثناء تنقلاتهم، وبالتالي تمكينهم من تعزيز مشاركتهم وتفاعلهم.

كذلك، يتيح هذا النوع من الاجتماعات للشركات إمكان الوصول إلى المزيد من المستثمرين الحاليين محلياً أو في أي مكانٍ آخر من العالم.

وعقدت بورصة الكويت آخر اجتماع لجمعيتها العامة إلكترونياً، للمرة الثانية عبر استخدام النظام الإلكتروني للشركة الكويتية للمقاصة، وشهدت الجمعية العامة الالكترونية مشاركة كبيرة من مساهمي البورصة في جميع أنحاء العالم.

وأضاف البشر «لقد تمكنا أخيراً من عقد اجتماع الجمعية العامة العادية ومؤتمر المحللين عن بُعد، وشهدنا مشاركةً وحضوراً واسعاً من المساهمين، كذلك، هو الأمر بالنسبة لهذه الندوة المنعقدة افتراضياً، والتي وفرت لنا فرصة رائعة لتسليط الضوء على الفوائد والمزايا العديدة للاجتماعات السنوية الافتراضية».

وأعرب عن جزيل «شكرنا وامتناننا لجمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط على هذه المبادرة المهمة، ونتطلع قدماً لمواصلة العمل معاً في تجسيد مختلف مساعي الجمعية المستقبلية».

وشهدت الفترة الماضية تعاوناً حثيثاً بين بورصة الكويت وجمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط في العديد من المناسبات عبر تنظيم عددٍ من الندوات والمنتديات عبر الإنترنت بهدف تعزيز ممارسات علاقات المستثمرين، والارتقاء بوعي ومعرفة المجتمع الاستثماري في الكويت.

وتسعى بورصة الكويت جاهدة لتعزيز نظام بيئي مستدام لأسواق رأس المال في الكويت، إيماناً بأهمية علاقات المستثمرين، وتبني أفضل الممارسات الدولية لتأسيس والحفاظ على علاقات ذات مغزى بين مختلف المشاركين في سوق رأس المال.

جريدة الجريدة