تراجع الأسهم القيادية يعمّق خسائر صناديق الاستثمار
للشهر الثالث على التوالي... لكنّ أداءها السنوي لا يزال إيجابياً
سجلت صناديق الاستثمار التي تنشط على الأسهم المُدرجة في بورصة الكويت، تراجعاً إضافياً في عوائدها في ظل خسارتها لحصة جديدة من مكاسبها التي حققتها منذ بداية العام. وتراوحت الخسائر بين 2 و5 في المئة حسب إقفالاتها للشهر الماضي، للسواد الأعظم من الصناديق، بعد تسجيل أداء سلبي للشهر الثالث على التوالي، ما يجعل تماسكها مرهوناً بتداولات الربع الأخير من العام الحالي. ويبدو أن الانخفاض الواضح في الأسعار السوقية للأسهم القيادية السبب الأساسي وراء تلك الخسائر، إذ لوحظ أن أسهماً تمثل ثقلاً في البورصة فقدت جزءاً من مكاسبها خلال الشهر الماضي فقط، بخلاف ما تكبدته منذ بداية أغسطس. وبالنظر إلى أداء السلع الأكثر رواجاً بين الصناديق، يتضح انها أقفلت على مكاسب حققتها حتى نهاية الربع الثالث، إلا أن تراجع المؤشرات العامة للسوق أفقدها جانباً من تلك المكاسب، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على العديد من الصناديق الخليجية التي تنشط بين الكويت وأسواق المنطقة. ولم يخف مدير قطاع الصناديق الاستثمارية لدى إحدى الشركات الكبرى، انعكاس تراجع الأسهم القيادية على أدائه، لافتاً إلى أن ذلك ينسحب على السواد الأعظم من الكيانات المرخص لها. وقال إن الصناديق حققت مكاسب جيدةً حتى نهاية النصف الأول من العام الحالي، إلا أن الهزة المؤثرة التي تعرضت لها التعاملات في ظل تطورات الوضع الإقليمي، تركت أثراً على مسار الأداء، خصوصاً على صعيد الأسهم القيادية، بداية من البنوك وبعض السلع الخدمية، التي تتراوح أوزانها بالصناديق بين 8 و15 في المئة». وأكد أن استعادة أداء الصناديق لتوازنها مرهون بتحسن أداء المؤشرات العامة، المرتبطة في الأساس بما تشهده أسهم الكيانات التشغيلية القيادية من تطور، إذ ان التخارج منها يُعد مستحيلاً لصعوبة تجميعها من جديد، منوهاً إلى أن القطاع حقق أداءً إيجابياً حتى إقفالات الربع الثالث، إذ يظل الأمر مرتبطاً بشكل وثيق بما ستشهدها البورصة خلال الربع الأخير. وتوقع أن يكون لمواءمة فريق جهوزية السوق لمتطلبات الترقية والانضمام لمؤشر MSCI خلال الأسابيع المقبلة، الأثر الجيد في زيادة حجم التداولات وتدفق المزيد من السيولة نحو البورصة، الأمرالذي ينتظر أن يترك انعكاساً على أداء الصناديق. ورصدت «الراي» أداء إيجابياً لنحو 25 صندوقاً حتى نهاية الربع الثالث، إلا أنها سجلت خسائر مختلفة خلال الشهر الماضي، فيما حافظت صناديق قيادية منها «المُدار» من قبل شركة الاستثمارات الوطنية على عوائدها المحققة منذ التأسيس، بينما بلغ عائد «صندوق الوطنية» مثلاً 283 في المئة منذ التأسيس، ومنها 11.3 في المئة منذ بداية العام الحالي، رغم تسجيله خسائر تبلغ 4 في المئة خلال سبتمبر. ويأتي ذلك في وقت حافظ صندوق «كامكو الاستثماري» على مكاسب جيدة منذ بداية العام، بلغت 15.4 في المئة، رغم خسارته 4.4 في المئة خلال الشهر الماضي. ولوحظ تماسك صناديق الكويتية للاستثمار رغم تراجعها خلال سبتمبر، إذ سجل «الرائد» وهو من نوع الثقيل بقيمة أصوله البالغة نحو 160 مليون دينار خسارة بلغت 4.3 في المئة خلال سبتمبر، إلا أن مكاسبه منذ بداية العام بلغت 9.1 في المئة (حقق عائداً منذ التأسيس أكثر من 300 في المئة). من جهة أخرى، ما زالت تلك الصناديق تحافظ على معدل أداء إيجابي حتى نهاية الربع الثالث، إذ تراوحت مكاسبها بين 5 و16 في المئة حتى إقفالات 30 سبتمبر، باستثناء نحو 4 صناديق حققت أقل من 4 في المئة منذ بداية 2019.
جريدة الراي