تحفيز بتريليوني دولار يقفز بمؤشرات الأسواق العالمية
«داو جونز» سجل أفضل أداء يومي منذ الكساد الكبير
ارتفعت الأسهم الأميركية خلال تداولات، أمس الأول، مدعومة بانتعاش قطاع الطيران، وعززت مكاسبها محققةً أفضل أداء يومي منذ الكساد الكبير في 1933، مع استعداد الكونغرس للاتفاق على تخصيص حزمة التحفيز المالي لحماية الاقتصاد من تداعيات "كورونا".
اتفق البيت الأبيض ومجلس الشيوخ على خطة تحفيزية للاقتصاد بتريليوني دولار.
وبينما لم يتم إعلان تفاصيل خطة التحفيز، تتضمن الحزمة 130 مليار دولار لدعم المستشفيات، و150 مليارا لمساعدة الولايات والسلطات المحلية، وفقاً لما نقلته "رويترز".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، طالب الكونغرس بتبني خطة الإنعاش الاقتصادي الضخمة لمواجهة تداعيات وباء كورونا، أمس الأول، محذراً من أضرار المفاوضات طويلة المدى بين الجمهوريين والديمقراطيين على العمال الأميركيين.
وكتب الرئيس الجمهوري في إشارة واضحة لمطالب معينة قدمتها المعارضة الديمقراطية "يجب أن يوافق الكونغرس على الخطة بعيداً عن الترهات اليوم".
وحذر من أنه "كلما طال الوقت ازدادت صعوبة إعادة تشغيل الاقتصاد. سيعاني عمالنا".
ومنذ يوم الجمعة، يشارك أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون والديمقراطيون وممثلو البيت الأبيض في مفاوضات مكثفة، للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة إنعاش عملاقة يمكن أن تحشد نحو 2000 مليار دولار، في حين يخشى أن يكون أول اقتصاد عالمي قد دخل بالفعل فترة ركود.
وكان من المقرر التصويت مبدئيًا على الخطة، الاثنين، إلا أنه تم تأجيل الموعد.
ويقود وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، المفاوضات في الكونغرس بين الجمهوريين والديمقراطيين.
وكان زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر متفائلا مساء الاثنين بشأن "تقدم" المفاوضات، ورفضت كتلته الأحد والاثنين، إجراءات اقترحها الجمهوريون.
وتطالب المعارضة، التي استاءت من تجاوزات المستفيدين من خطة الإنقاذ خلال أزمة عام 2008، وبشكل خاص إدارة ترامب، بزيادة الإشراف على القروض الممنوحة للشركات الكبيرة والتي وفقًا لها تشبه هدايا مقدمة لقادتها. كما تريد تخصيص مزيد من الأموال للمستشفيات الأميركية المهددة بسبب الوباء.
وأكد وزير الخزانة ستيفن منوتشين، صباح الاثنين، أن الإجراءات ستفيد العمال، لكنه أشار إلى "بند خاص" للنقل الجوي، مؤكداً أنه قطاع استراتيجي للأمن القومي للبلاد.
600 وفاة
بعد التصويت على الخطة في مجلس الشيوخ، يجب أن تتم الموافقة عليها في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديموراطيون قبل أن يوقعها الرئيس الجمهوري.
وتفيد حصيلة نشرتها جامعة جونز هوبكنز، أن الفيروس أصاب أكثر من 46 ألف شخص في الولايات المتحدة حتى صباح أمس الأول، وأسفر عن نحو 600 وفاة، وهي أعداد تتغير بسرعة كبيرة.
وتراجع الدولار للجلسة الثالثة على التوالي أمس، إذ يعد اتفاق لمساندة الاقتصاد الأميركي مع حزمة تحفيز مالي ضخمة بتخفيف آخر لبعض الطلب الكبير على العملة الصعبة المدفوع بوباء كورونا.
وقفز الدولار الأسترالي الشديد التأثر بالمخاطر فوق مستوى 60 سنتا للمرة الأولى في الأسبوع، مع إعلان نبأ الاتفاق، ثم واصل مكاسبه إلى 0.6047 دولار أميركي.
وارتفع الجنيه الاسترليني 0.6 في المئة لأعلى مستوى في الجلسة عند 1.1834 دولار، وصعد الدولار النيوزيلندي واحدا في المئة إلى 0.5894 دولار. وارتفع اليورو 0.3 في المئة إلى 1.0819 دولار.
ومقابل سلة من العملات، تراجع مؤشر الدولار 0.2 في المئة إلى 101.43. واستقرت العملة الأميركية بصفة عامة مقابل الين الياباني عند 111.17 ينا للدولار.
وعلى الرغم من أن الدولار الأسترالي ارتفع 1.5 في المئة في الجلسة، فإنه والاسترليني منخفضان بأكثر من سبعة في المئة منذ بداية الشهر الجاري، إذ إن كل العملات تقريبا تلقت ضربة بسبب التدافع صوب الدولار الأميركي.
وتمكنت عملات الأسواق الناشئة من التقاط أنفاسها مع الخسائر التي حققها الدولار الأميركي، رغم المحفزات القوية التي أعلنها البنك المركزي الأميركي.
وفي سوق متقلب وخسائر عنيفة تسيطر على كل الأسواق، حققت عملات الأسواق الناشئة مكاسب ملحوظة تتجاوز 1 في المئة خلال تعاملات، أمس الأول، مع تعهدات التحفيز ضد أضرار ومخاطر انتشار فيروس "كورونا".
وجاءت مكاسب العملات الناشئة مع خسائر ملحوظة للدولار الأميركي أمام العملات الكبرى، على خلفية إعلان الاحتياطي الفدرالي إجراءات غير مسبوقة من ضمنها شراء كميات غير محددة من الأصول لدعم الأسواق المالية.
الأسهم الأميركية
وكانت الأسهم الأميركية ارتفعت خلال تداولات أمس الأول مدعومة بانتعاش قطاع الطيران، وعززت مكاسبها محققةً أفضل أداء يومي منذ الكساد الكبير في عام 1933، وذلك مع استعداد الكونغرس للاتفاق على تخصيص حزمة التحفيز المالي لحماية الاقتصاد من تداعيات "كورونا".
وقفز مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 11.4 في المئة أو 2113 نقطة إلى 20705 نقاط، وهي أكبر مكاسب يومية بالنسبة المئوية منذ عام 1933، كما ارتفع "S&P 500" الأوسع نطاقاً بنحو 9.4 في المئة أو 210 نقاط عند 2447 نقطة، وصعد "ناسداك" 8.12 في المئة أو بمقدار 557 نقطة إلى 7418 نقطة.
وعن أداء قطاع الطيران، صعد سهم "أميركان إيرلاينز" بنحو 35.8 في المئة إلى 13.92 دولارا، كما قفز سهم "يونايتد إيرلاينز" بنسبة 25.71 في المئة عند 33 دولاراً، في حين أغلق سهم "دلتا إيرلاينز" على ارتفاع بنحو 21.20 في المئة إلى 26.93 دولارا.
وفي أوروبا، ارتفع مؤشر "ستوكس يوروب 600" بنحو 8.40 في المئة أو 23 نقطة إلى 304 نقاط.
وصعد "داكس" الألماني بنحو 11 في المئة (+959 نقطة) عند 9700 نقطة، وقفز "فوتسي" البريطاني بنسبة 9% (+452 نقطة) إلى 5446 نقطة، في حين ارتفع "كاك" الفرنسي بنحو 8.4 في المئة أو 328 نقطة إلى 4242 نقطة.
حزمة تحفيزية
وفي آسيا، ارتفعت مؤشرات الأسهم اليابانية في نهاية تعاملات أمس لأعلى مستوى في أسبوعين، بدعم من المكاسب الكبيرة التي سجلتها البورصة الأميركية في جلستها الأخيرة، وفي ترقب تمرير الكونغرس في الولايات المتحدة حزمة تحفيزية ضخمة لدعم الاقتصاد.
وفي نهاية التعاملات، ارتفع مؤشر "نيكي" بنحو 8 في المئة أو 1454 نقطة عند 19547 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ العاشر من مارس، كما صعد المؤشر الأوسع نطاقًا "توبكس" بنسبة 6.9 في المئة إلى 1425 نقطة.
جريدة الجريدة