النفط ينخفض قبيل قرارات «الفائدة الأميركية»
«غولدمان ساكس»: الطلب القياسي على الخام سيعزز نمو الأسعار
تترقب أطراف السوق أن تطبق الصين إجراءات تحفيز لدعم اقتصادها المتعثر، الأمر الذي سينعش، على الأرجح، الطلب على النفط في ثاني أكبر مستهلكيه في العالم. انخفضت أسعار النفط، صباح اليوم الاثنين، مع ترقب المستثمرين لمزيد من الرفع في أسعار الفائدة من البنكين المركزيين الأميركي والأوروبي، في حين أبقت قلة المعروض وآمال بخصوص تحفيزات صينية خام برنت عند 80 دولاراً للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 41 سنتاً أو 0.5 في المئة إلى 80.66 دولاراً للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 37 سنتاً أو 0.5 في المئة إلى 76.70 دولاراً للبرميل. وارتفع الخامان 1.5 في المئة و2.2 في المئة على التوالي في الأسبوع الماضي، في رابع أسبوع على التوالي للمكاسب مع توقع انخفاض المعروض في أعقاب تخفيضات مجموعة «أوبك +»، كما تصاعد القتال في الأسبوع الماضي في أوكرانيا بعد انسحاب روسيا من اتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود. ويأخذ المستثمرون في الاعتبار برفع الفائدة ربع نقطة مئوية في البنك المركزي الأميركي والمركزي الأوروبي هذا الأسبوع، لذلك سيكون التركيز منصباً على تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي «المركزي الأميركي» جيروم باول ورئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد بخصوص رفع الفائدة مستقبلاً. كما تترقب أطراف السوق أيضاً أن تطبق الصين إجراءات تحفيز لدعم اقتصادها المتعثر، الأمر الذي سينعش على الأرجح الطلب على النفط في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم. وفيما يتعلق بالإمدادات قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي الجمعة، إن تحركات «أوبك +» لدعم سوق النفط كافية في الوقت الراهن، مضيفاً أن المجموعة متأهبة لاتخاذ المزيد من الخطوات عند الضرورة. من جهة أخرى يتوقع بنك غولدمان ساكس أن يؤدي الطلب القياسي في أسواق النفط إلى ارتفاع أسعار النفط الخام في المدى القريب. وقال رئيس أبحاث النفط في بنك غولدمان، دان سترويفن: «نتوقع عجزاً كبيراً إلى حد ما في النصف الثاني مع عجز يقارب مليوني برميل يومياً في الربع الثالث مع وصول الطلب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق». وأضاف أن البنك يتوقع ارتفاع سعر خام برنت من 80 دولاراً للبرميل الآن إلى 86 دولاراً للبرميل بنهاية العام. وأقر سترويفن بأن إنتاج النفط الخام الأميركي ارتفع بشكل كبير خلال العام الماضي إلى 12.7 مليون برميل يومياً، يرى أن وتيرة النمو ستتباطأ طوال بقية عام 2023. وقال «نتوقع أن يتباطأ نمو المعروض من الخام الأميركي بشكل كبير وبوتيرة متسلسلة تبلغ 200 برميل يومياً من مستوياته الحالية»، مشيراً إلى انخفاض عدد الحفارات، يستخدم هذا المقياس، الذي يقيس عدد منصات النفط النشطة، كمؤشر لنشاط الحفر والإنتاج المستقبلي. وسجل عدد منصات النفط الأميركية مؤخراً أدنى مستوى له في 16 شهراً، بانخفاض 15% عن ذروته في أواخر عام 2022، وفقاً لتقرير حديث لبنك غولدمان، نقلاً عن بيانات من «بيكر هيوز»، و«هافر». والأسبوع الماضي، أفادت شركة «بيكر هيوز» أن منصات النفط الأميركية تراجعت بمقدار 7 إلى 530، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2022. وأشار سترويفين إلى أن عدم وجود اتفاق بعد اجتماع وزراء الطاقة في مجموعة العشرين يشير إلى حالة عدم يقين «كبيرة جداً» بشأن الطلب على النفط على المدى الطويل. يأتي ذلك، فيما اجتمع وزراء الطاقة لمجموعة العشرين في الهند خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكنهم غادروا دون التوصل إلى توافق في الآراء بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، مما يعقد الانتقال نحو الطاقة النظيفة. وقال سترويفن: «النقطة الأساسية هنا بالنسبة للمستثمرين إنه مع ارتفاع حالة عدم اليقين بشأن الطلب على النفط، فقد يحتاج المستثمرون إلى علاوة للتعويض عن المخاطر المتزايدة من عدم اليقين المتزايد في الطلب». وتوقعت وكالة الطاقة الدولية في يونيو أن الطلب العالمي على النفط في طريقه للارتفاع بمقدار 2.4 مليون برميل يومياً في عام 2023، متجاوزاً الزيادة البالغة 2.3 مليون برميل يومياً في العام السابق. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، توقع الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي جوزيف ماكمونيجل أن تقوم كل من الهند والصين بتحقيق مليوني برميل يومياً من زيادة الطلب في النصف الثاني من عام 2023.
جريدة الجريدة