الصين: اليوان عند المستوى المناسب
رويترز - اعتبرت رئيسة الإدارة الدولية في بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) تشو جون، أن اليوان عند مستوى مناسب حالياً، وإن الاضطراب الذي سجله ارتفاعاً وانخفاضاً لن يتسبب بالضرورة في تدفقات غير منظمة لرأس المال. وتراجع اليوان بنحو 2.4 في المئة منذ تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشهر الجاري بفرض المزيد من الرسوم الجمركية على سلع صينية اعتباراً من الأول من سبتمبر على الرغم من وجود مؤشرات على أن الصين تحاول السيطرة على هذا الانخفاض. وبيّنت جون في مقابلة مع «رويترز» أن «المستوى الحالي لسعر صرف اليوان يتفق على نحو ملائم مع أسس الاقتصاد الصيني والعرض والطلب في السوق». وأضافت أن الصين مصدومة من تحرك وزارة الخزانة الأميركية في الأسبوع الماضي لتصنيف بكين على أنها متلاعب بالعملة بعد ساعات من سماح الصين لليوان بالانخفاض عن مستوى دعم رئيسي لأدنى مستوياته في أكثر من عشر سنوات. لكن تشو أكدت أن الصين قادرة على «التعامل مع جميع السيناريوهات الناجمة عن إقدام واشنطن في الآونة الأخيرة على تصنيف بكين بأنها تتلاعب بالعملة». وقالت إنه في الأمد القصير، ستلعب الصدمات الخارجية دوراً أيضاً بالتأثير على تحركات اليوان، مضيفة «على الرغم من هذا، طالما يتحرك اليوان على نحو منظم استنادا إلى العرض والطلب في السوق فإن مثل هذه التحركات في أي من الاتجاهين لا تعني بالضرورة تدفقات غير منظمة لرأس المال». وأشارت إلى أن اليوان سيظل مدعوماً من الأسس الاقتصادية القوية للصين واستقرار معدل الدين واحتواء المخاطر المالية والاحتياطيات الكافية من النقد الأجنبي وفوارق مواتية لأسعار الفائدة بين الصين والاقتصادات الكبيرة، مبينة أنه «في الأجل المتوسط والطويل، لدينا ثقة كاملة في اليوان كعملة قوية». القروض من جهة أخرى، قدّمت البنوك الصينية قروضاً جديدة بالعملة المحلية قيمتها 1.06 تريليون يوان (150.06 مليار دولار) في يوليو، بانخفاض عن الشهر السابق ودون توقعات المحللين. وكان محللون قد توقعوا أن تهبط القروض الجديدة باليوان إلى 1.25 تريليون يوان في يوليو من 1.66 تريليون يوان في الشهر السابق، ومقارنة مع 1.45 تريليون يوان قبل عام. ونما المعروض النقدي (ن 2) في يوليو 8.1 في المئة على أساس سنوي، وهو ما يقل عن توقعات لنمو قدره 8.4 في المئة في استطلاع «رويترز»، وبعد زيادة بلغت 8.5 في المئة في يونيو. ونمت القروض القائمة باليوان 12.6 في المئة على أساس سنوي في يوليو، منخفضة قليلاً عن توقعات المحللين التي أشارت إلى نمو قدره 12.8 في المئة ومتباطئة من 13.0 في المئة في يونيو. مبيعات من ناحية ثانية، أظهرت بيانات من أكبر اتحاد لصناعة السيارات في الصين، أن مبيعات المركبات التي تعمل بالطاقة الجديدة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم انخفضت بنسبة 4.7 في المئة على أساس سنوي في يوليو، وهو أول هبوط في أكثر من عامين. وهبطت مبيعات سيارات الطاقة الجديدة في الصين إلى 80 ألف وحدة الشهر الماضي، حيث يقارن ذلك مع نمو بلغ 80 في المئة في مبيعات تلك المركبات في يونيو. وذكرت جمعية مصنعي السيارات في الصين أن إجمالي مبيعات السيارات في ثاني أكبر سوق للمركبات في العالم انخفضت 4.3 في المئة في يوليو، مواصلة التراجع للشهر الثالث عشر على التوالي. وجاء ذلك في أعقاب انخفاض بلغ 9.6 في المئة في يونيو وهبوط بنسبة 16.4 في المئة في مايو وأيضاً أول انكماش سنوي العام العام الماضي منذ عقد التسعينات على خلفية تباطؤ النمو الاقتصادي وحرب تجارية مؤلمة مع الولايات المتحدة. وقال الأمين العام المساعد لجمعية مصنعي السيارات، تشن شيخوا «السبب الرئيسي لانخفاض مبيعات مركبات الطاقة الجديدة في يوليو هو التحول في السياسات»، مشيراً إلى تحرك الصين لخفض الدعم لتلك المركبات الشهر الماضي.
جريدة الراي