الذهب يلامس مجدداً قمة غير مسبوقة بدعم احتمال خفض الفائدة الأميركية
السبيكة تصل إلى مليون دولار... ومحللون: الأسعار تتهيأ صوب 3000 دولار للأونصة
لامست أسعار الذهب مستوى مرتفعاً غير مسبوق، اليوم، مع توجه المستثمرين نحو الملاذ الآمن وسط ارتفاع غير مسبوق مدفوع بتوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.7 في المئة عند 2522.17 دولاراً للأوقية «الأونصة»، متجاوزاً المستوى المسجل يوم الجمعة، الذي كان غير مسبوق حينذاك. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.8 في المئة إلى 2561.10 دولاراً. وبما أن سبائك الذهب تزن عادة حوالي 400 أونصة، فإن هذا يعني أن قيمة كل واحدة منها تزيد على مليون دولار، للمرة الأولى على الإطلاق. هناك بعض الفروق الدقيقة في هذا الرقم. فبينما تزن سبائك الذهب في سوق لندن - المركز العالمي لتداول المعدن الثمين - عادة حوالي 400 أونصة، فإنها يمكن أن تحتوي على 350 إلى 430 أونصة من الذهب الخالص، وفقاً لجمعية سوق السبائك في لندن. ومن الممكن أيضاً للأفراد شراء سبائك أصغر حجماً وأكثر تكلفة. وفي النصف الأول من هذا العام، بلغت مشتريات البنوك المركزية الصافية من الذهب 483.3 طناً، أي ما يعادل نحو 40 ألف سبيكة، وفقاً لحسابات «بلومبرغ» التي استخدمت فيها أرقام شركة الاستشارات ميتالز فوكس. وقال كارستين مينكي المحلل في جوليوس باير، إن المتعاملين في الذهب يركزون على احتمال خفض أسعار الفائدة الأميركية، مما يجعل الباحثين عن الملاذ الآمن يتجهون مجدداً إلى هذه السوق. وأضاف أنه «بالنظر إلى ضعف الاقتصاد الصيني والتوتر الجيوسياسي الذي يشمل الصين، نعتقد أن هناك احتمالاً كبيراً باستئناف شراء الذهب عاجلاً أم آجلاً. نتوقع حالياً أن سعر الذهب قد يصل إلى 2600 دولار للأوقية خلال 12 شهراً». وارتفعت أسعار الذهب نحو 20 في المئة حتى الآن هذا العام مدفوعة بالتفاؤل حيال بدء خفض أسعار الفائدة الأميركية في سبتمبر وعمليات شراء قوية من البنوك المركزية وارتفاع الطلب على الملاذ الآمن بسبب التوتر في الشرق الأوسط. وتعزز أسعار الفائدة المنخفضة جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً. ومن المتوقع أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في كل من الاجتماعات الثلاثة المتبقية لعام 2024، مع استبعاد أغلبية ضئيلة من خبراء الاقتصاد الذين استطلعت رويترز آراءهم مخاوف الركود. وحام الدولار قرب أدنى مستوى في سبعة أشهر ليعزز الذهب المقوم بالعملة الأميركية. وقال أوليه هانسن رئيس محللي السلع في بنك ساسكو: «سيكون خفض الأسعار متعلقاً بما إذا كانت البيانات الاقتصادية المستقبلية ستظهر استمرار الأداء الضعيف الذي شهدته المؤشرات الاقتصادية الرئيسية مؤخراً». ويترقب المتعاملون عن كثب محضر آخر اجتماع للسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) غداً الأربعاء وخطاب لرئيس المجلس جيروم باول في ندوة جاكسون هول يوم الجمعة تلمساً لمزيد من المؤشرات. وبالنسبة للمعادن الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.7 في المئة إلى 29.67 دولاراً للأوقية، وزاد البلاتين 1.3 في المئة إلى 965.60 في المئة، وصعد البلاديوم 0.5 في المئة إلى 936.03 دولاراً. عدل بعض المحللين نظرتهم لأسعار المعدن الأصفر، بعد تسجيل الذهب مستويات قياسية. حيث قالت رئيسة قسم السلع في BMI، صابرين شودري، إن بمجرد أن يبدأ بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة قد يصل الذهب إلى 2700 دولار للأونصة. وقال محللو «سيتي غروب»، إن معنويات مستثمري الذهب مهيأة للاتجاه الصعودي خلال ثلاثة إلى ستة أشهر مقبلة ويرون الأسعار عند 3000 دولار للأونصة بحلول منتصف عام 2025. من جهته، قال استراتيجي السلع في «يو بي إس لإدارة الثروات العالمية»، واين غوردون، إن الأسعار «تتجه نحو 2700 دولار للأونصة بحلول منتصف عام 2025 تقريباً»، مستشهداً بتحول السياسة النقدية للفدرالي. من جانبه، قال كبير محللي الأسواق في XTB MENA، هاني أبو عاقلة، إن أسعار الذهب مستمرة في الارتفاع ولن تتوقف قريباً، وأقرب مستوى لها عند 2530 دولاراً للأونصة، وهو رقم كان متوقعاً خلال الفترة الماضية. وأضاف أبو عاقلة، في مقابلة مع «العربية Business»، أن الارتياح في الأسواق بعد البيانات الأميركية الإيجابية أدى إلى التمركز مرة أخرى في الذهب. وأوضح أنه قبل يوم الاثنين الأسود في الأسواق مؤخراً، كانت حيازة الصناديق المتداولة على الذهب في أعلى مستوى لها، ومشتريات البنوك المركزية لا تزال جيدة جداً عند 483 طناً في النصف الأول من السنة الحالية، وقد تنهي السنة الحالية عند مشتريات بنحو 1000 طن، مشيراً أيضاً إلى الأداء الإيجابي للعقود الآجلة في شنغهاي. وأوضح أن تخطي مستوى 2530 دولاراً للأونصة سيفتح المجال للارتفاع إلى مستويات 2570 دولاراً. وقال إن الذهب ذهب بعيداً في الارتفاع ويجب عليه التصحيح أو الثبات عند مستوياته المرتفعة، ومن المنطقي أن ينهي السنة الحالية عند 2500 و2600 دولار للأونصة.
جريدة الجريدة