الخسائر تكتسح غالبية الصناديق الاستثمارية!
تراوحت بين 2 و8 في المئة خلال أغسطس
أصبحت صناعة الصناديق الاستثمارية أكثر رواجاً لدى الشركات والأفراد الباحثين عن استثمار آمن في الأسهم بعيداً عن «الصُداع» خصوصاً بعد أن باتت المضاربات بلا زخم حقيقي. وعلى الرغم من المكاسب التي حققتها الصناديق منذ بداية العام، إلا أنها تأثرت بشكل كبير بالهزة التي تعرّضت لها البورصة خلال شهر أغسطس الماضي، حيث سجلت غاليتها خسائر شهرية تراوحت بين 2 و8 في المئة. وبحسب النتائج الشهرية للصناديق، يتضح أنها تأثرت كثيراً بما تعرضت له وتيرة التداول في السوق المحلي إلى جانب موجة التراجعات التي منيت بها الأسواق الخليجية، وغيرها من الأسباب المرتبطة بالمخاوف من الركود الاقتصادي العالمي. وفي هذا الإطار، أظهرت نتائج صندوق «الوطنية الاستثماري» المُدار من قبل شركة الاستثمارات الوطنية، تماسكاً، على الرغم من تسجيله أداءً سلبياً يشمل خسارة بـ4 في المئة خلال الشهر الماضي، غير أن الصندوق سجل مكاسب بنحو 16.2 في المئة منذ بداية العام. ويبلغ حجم أصول «الوطنية» نحو 133 مليون دينار، أما الوزن الأكبر من مكونات الصندوق يعود لسهم «الوطني» الذي يستأثر بـ12 في المئة، يليه «المتحد - البحرين» 11.3 في المئة، ثم «زين» و«أجيليتي» بنحو 10 في المئة لكل منهما، و«الخليج» بواقع 6.8 في المئة. أما صندوق «الرائد الاستثماري» المُدار من قبل الشركة الكويتية للاستثمار فقد سجل هو الآخر خسارة شهرية على غرار «الوطنية» بنحو 4 في المئة، في حين بلغت مكاسبه منذ مطلع العام الحالي 13.8 في المئة. وتُفضل الأوساط الاستثمارية التوجّه للمساهمة في مثل هذه الصناديق («الوطنية» و«الرائد») كونها تحظى بإدارة واعية وضعت بشكل مسبق إستراتيجية للتعامل مع الهزات التي تتعرض لها أسواق المال، دون الاندفاع وراء التعاملات المضاربية التي يتخللها ضح سيولة ساخنة تعتمد على التلاعبات والهروب السريع. وعلى المنوال نفسه، سجل نحو 21 صندوقاً خسائر شهرية متباينة على النحو التالي: «الأثير» 1.9 في المئة، و«الدارج» 2.7 في المئة، و«زاجل» 3 في المئة، و«الساحل الاستثماري» 3.2 في المئة، و«الوسم» 3.7 في المئة، و«فرصة» 3.8 في المئة، و«كامكو الاستثماري» 3.9 في المئة، و«مركز للعوائد الممتازة» 4.1 في المئة، و«المركز للاستثمار والتطوير» 4.2 في المئة، و«الرؤية» 4.3 في المئة، و«وفرة» 4.3 في المئة، و«الفجر» 4.6 في المئة، و«الهدى الإسلامي» 4.7 في المئة، و«المركز الإسلامي» 5 في المئة، و«الكويت الاستثماري» 5 في المئة، و«كاب كورب» 5.2 في المئة، و«ثروة الاستثماري» 5.5 في المئة، و«ثروة الإسلامي» 5.5 في المئة، و«موارد» الذي يستمثر في أسواق الخليج 7.7 في المئة. وبحسب مديري استثمار، فإن هذه النتائج السلبية لغالبية الصناديق، تأتي كنتيجة طبيعية لتراجع المؤشرات العامة للبورصة خلال أغسطس الماضي والتي سجلت خسائر كبيرة. 3.3 مليار دولار وقد خسرت القيمة السوقية للأسهم المُسجلة في البورصة نحو مليار دينار بما يعادل نحو 3.3 مليار دولار خلال الشهر الماضي، وذلك وسط عمليات التصحيح وجني الأرباح التي شهدتها تعاملات بعد موجة نشطة غلبت على التداولات من بداية العام. ولم تؤثر تلك الخسائر بشكل كبير على المكاسب التي حققتها المؤشرات نفسها منذ بداية العام، إذ يحتفظ المؤشر العام بمكاسب تصل إلى 17 في المئة والقيمة السوقية بـ18.5 في المئة بخلاف مكاسب السوق الأول التي تمثل أسهمه واجهة البورصة، والتي تبلغ 23.9 في المئة. وعلى الرغم من تلك الخسائر، إلا أن الصناديق القيادية ما زالت تحتفظ بمعظم المكاسب التي حققتها، إذ إنها ظلت صامدة، ويُتوقع أن تستعيد عافيتها من جديد لا سيما أن معظم مكوناتها تُعد من الأسهم التشغيلية القيادية على غرار «الوطني» و«بيتك» و«زين» و«أجيليتي» و«المتحد» و«بوبيان» والخليج وغيرها. وواصلت المحافظ المالية والصناديق الاستثمارية عمليات الشراء المنظم على الأسهم القيادية بعد موجة الهدوء الأخيرة، فيما يتحفظ البعض من زيادة حجم الكميات المقتناة لديه في ظل ما يتوارد من أنباء حول الانكماش الاقتصادي العالمي لعدد من الأسواق.
جريدة الراي