التداول في البورصات الخليجية يتأثر كثيراً بحركة مؤشرات «العالمية»
ذكر تقرير «الشال» أنه حتى مايو من العام الحالي لأربع من بورصات الخليج الرئيسية، وحتى منتصف أبريل لبورصة قطر، كان أداء أسواق بورصات الإقليم معاكساً لمسار أداء مؤشر «داو جونز»، بمعنى أنها كانت تحقق مكاسب، بينما كان «داو جونز» يخسر.
وكان ذلك في حدود المنطق، فـ «داو جونز» ممثلاً لمعظم بورصات العالم الرئيسية والناشئة كان يتأثر سلباً بعاملين رئيسيين، الأول هو احتمالات ارتفاع أسعار الفائدة، والآخر الذي عزز من مخاوف التضخم، كان اندلاع الحرب الروسية- الأوكرانية.
وأضاف «على النقيض، أدى ارتفاع أسعار النفط ولاحقاً إنتاجه في النصف الثاني من 2021، ثم تعزيز ذلك الارتفاع بشكل كبير بسبب اندلاع الحرب الأوكرانية، إلى انتشال دول الخليج من عجوزاتها المالية، ودعم نموها الاقتصادي ليعوض الإقليم خسائر عامي الجائحة».
ولكن اختلف مسار مؤشرات معظم بورصات الخليج الرئيسية في مايو، وبدأ بالاتجاه السلبي، واستمر حتى نهاية النصف الأول من العام الحالي، بعد أن هدد استمرار الحرب الأوكرانية وما تبعه من ارتفاع متزايد لأسعار الفائدة بإعادة الاقتصاد العالمي إلى حالة من ركود عميق وطويل بكل تداعياته المحتملة اللاحقة على سوق النفط.
وقال التقرير «لم يحدث شيء سلبي على أرض الواقع في الإقليم، ولكن ما حدث لأسواق العالم أثر نفسياً على تعاملات أسواق الخليج وهبطت سيولتها المطلقة بنحو -5.1 في المئة في الربع الثاني بتأثير من هبوط سيولة السوق السعودي، وبدأت مؤشراتها بفقدان الكثير من مكاسب الأشهر الأربعة الأولى من العام، أي أن معامل الارتباط مع أداء بورصات العالم الرئيسية انتقل من عكسي إلى طردي».
الطيب في الأمر، أن بورصات العالم الرئيسية والناشئة لم تسقط سقوطاً حراً كما حدث في أزمة عام 2008، إنما هبوط متذبذب حصيلته سلبية ولكنها ليست مفزعة، وذلك يحسب لكفاءة فرق إدارة الأزمة في تلك الدول حتى الآن.
وذكر «ذلك كله أصبح تاريخا، وما أردنا التنبيه له هو ذلك التحول في معامل الارتباط، ما يعني أن قرار التعامل في الأسهم في إقليمنا بات يتأثر بشكل أكبر وربما متزايد بحركة مؤشرات البورصات الرئيسية والناشئة»، مضيفا «ذلك ما سنتابعه في تقريرنا للأشهر المتبقية من السنة الحالية، وغرضنا هو توفير التنبيه لعامل لم يكن مؤثراً في معظم أيام نصف السنة الأول، وأصبح مؤثراً بشكل كبير في آخر شهرين منه. ما لا نعرفه وقد تؤكده أو تنفيه الأشهر القليلة القادمة، هو ما إذا كانت العلاقة الطردية بين أداء بورصات العالم وبورصات الإقليم ستستمر علاقة قوية أم تتحول إلى ضعيفة».
جريدة الجريدة.