اضطراب الأسواق العالمية قاد أداء البورصات الخليجية
مكاسب لأبوظبي ومسقط... ومؤشرا السعودية وقطر يخسران أكثر من 3%
للأسبوع الثاني على التوالي يميل أداء معظم مؤشرات أسواق المال الخليجية الأسبوعي إلى التراجع، ويتكبد خسائر جديدة بعد خسائر قياسية تكبدتها جميع الأسواق الخليجية خلال الأسبوع الأسبق، والتي قادتها تراجعات الأسواق العالمية، حيث انتهى الأسبوع الماضي بتراجع 5 مؤشرات خليجية مقابل مكاسب في مؤشرين هما أبوظبي ومسقط، وحقق الأول ارتدادا كبيرا، واسترد 4.6 في المئة من خسائر الأسبوع الأسبق، بينما ربح مسقط، الأقل خسارة بين مؤشرات الأسواق المالية الخليجية، ثلث نقطة مئوية.
وكان «تاسي»، المؤشر الرئيسي في السوق السعودي الأكبر وزنا في الشرق الأوسط، تكبد خسارة أسبوعية كبيرة وجديدة الأسبوع الماضي بنسبة 3.2 في المئة، وحل ثانيا مؤشر سوق قطر المالي بتراجعه بنسبة 3.1 في المئة، وفقد مؤشر السوق البحريني 1.9 في المئة وحل ثالثا، تلاه رابعا مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 0.7 في المئة، واستقر مؤشر بورصة الكويت العام بخسارة اقل هي نصف نقطة مئوية فقط.
مكاسب معاكسة في «أبوظبي» و«مسقط»
انفرد مؤشر سوق أبوظبي المالي بنمو كبير، واستعادة جزء مهم من خسائره للأسبوع الأسبق، والتي بلغت 7 في المئة تقريبا، حيث ربح خلال الأسبوع الماضي 4.6 في المئة، أي 440.97 نقطة، واقترب كثيرا من مستوى 10 آلاف نقطة، حيث أقفل بنهاية الأسبوع على مستوى 9934.39 نقطة.
وسلك مؤشر أبوظبي مسلكا إيجابيا في 4 جلسات من الأسبوع الماضي، وبنمو كبير في معظمها، وبعد أن انتقلت دفة قيادة الإمارات بسلاسة واتفاق من مجلس الإمارات إلى سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلفا لأخيه المرحوم سمو الشيخ خليفة بن زايد، ووسط تحسن أسعار النفط التي تعد المورد الرئيسي للإيرادات الحكومية في أبوظبي، وثبات سعر النفط فوق مستوى 110 دولارات طوال جلسات الأسبوع حتى انتهى بسعر 112.8 دولارا للبرميل، وهو لا شك عامل دعم قوي للاقتصاديات الخليجية على وجه العموم واقتصاد أبوظبي على وجه الخصوص.
وسجل مؤشر سوق عمان المالي ثلث نقطة مئوية، وعوض كامل خسارته للأسبوع الأسبق، حيث إن تذبذبه كان الأقل خليجيا، مستفيدا من أسعار نفط مرتفعة مازالت أعلى من سعر التعادل في ميزانية السلطنة، مما يؤهلها لتعويض جزء كبير من العجز الذي تكبدته خلال الـ 8 سنوات الماضية، ويدعم إصلاحات قامت بها حكومة السلطنة لتخفض العجز خلال السنوات الماضية، ليبقى مؤشر السوق المالي مستقرا ويربح 0.3 في المئة، أي 10.94 نقاط، ليقفل على مستوى 4156.68 نقطة.
خسائر كبيرة في «تاسي» و«قطر»
وتكبد مؤشر تاسي السعودي خسارة أسبوعية كبيرة للأسبوع الثاني على التوالي، وبالرغم من انها نصف ما خسره المؤشر خلال الأسبوع السابق فإنها كبيرة وبنسبة 3.2 في المئة، ولم يرتد سوى في جلسة واحدة اخفت إيجابيها خسائر بقية الجلسات لينتهي بفقده 407.34 نقاط، ويقفل على مستوى 12427.96 نقطة، وسط ضغط كبير من معظم مكونات المؤشر لتبلغ خسارته خلال هذا الشهر فقط نسبة 8 في المئة، ويتبقى من مكاسبه لهذا العام 10 في المئة فقط، بعد أن تجاوزت نسبة 20 في المئة منتصف الشهر الماضي.
ولعبت تراجعات مؤشرات الأسواق الأميركية والعالمية دورا بارزا في الضغط على قرارات المستثمرين في السوق السعودي، حيث القلق من تراجع نمو الاقتصاد العالمي واستمرار التضخم، بالرغم من رفع متعدد لأسعار الفائدة وبوتيرة أسرع مما كان متوقعا، وكان ذلك رغم إعلان أرامكو نتائج بنمو ممتاز للربع الأول من العام الماضي بلغ 80 في المئة، حيث إن الأسهم تشترى لمستقبلها، والذي يرتبط بتقديرات نمو الاقتصاد العالمي الذي أصبح ضبابيا.
ولم يكن مؤشر السوق القطري أفضل حالا بالرغم من اعتماده على السلعة الأغلى عالميا، وامتلاكه احتياطيات من الأكبر عالميا من الغاز الطبيعي، الذي يعتبر الأقل ضررا للبيئة بين مصادر الطاقة الحديثة، ووسط استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتصعيد التصريحات ومسار الحرب عسكريا وعقوبات اقتصادية على الطاقة الروسية من قبل دول أوروبا وتعثر بعضها للدفع بالروبل أصبح الغاز الطبيعي أكثر أهمية من ذي قبل، ووسط مخاوف توقفه من قبل روسيا التي تمد أوروبا بنسبة 40 في المئة من حاجتها من مصادر الطاقة، ورغم ذلك تراجع مؤشر السوق القطري، وبقي باتجاهه الهابط ليبلغ مستوى 12730.22 نقطة، حاذفا نسبة 3.1 في المئة، أي 413.31 نقطة مستمرا في تحقيق خسائر أسبوعية للأسبوع الثالث على التوالي.
وسجل مؤشر سوق البحرين المالي خسائر وسط، لكنها مؤثرة على مستوى مؤشره الذي تأرجح بقوة خلال فترة أسبوعين، وواصل التراجع الأسبوع الماضي، وفقد نسبة 1.9 في المئة، أي 37.53 نقطة، ليقفل على مستوى 1922.14 نقطة.
خسارة محدودة لـ «الكويت» و«دبي»
تذبذبت مؤشرات بورصة الكويت الرئيسية بقوة خلال الأسبوع الماضي، وشهدت انخفاضات وارتفاعات حادة انتهت الى حصيلة حمراء بنصف نقطة مئوية على مستوى مؤشر السوق العام، والتي تعادل 39.33 نقطة، ليقفل على مستوى 7829.5 نقطة، وكذلك خسر مؤشر السوق الأول نصف نقطة مئوية هي 40.69 نقطة، ليقفل على مستوى 8696.47 نقطة، واستقر مؤشر رئيسي 50 قريبا من نقطة الأساس وفقد 2.75 نقطة ليقفل على مستوى 6326 نقطة.
وزادت السيولة كمعدل قياسا على مستوى الأسبوع الأسبق، وكان التراجع الإجمالي بنسبة 8.5 في المئة فقط في رابع جلساته مقارنة بخمس جلسات، وخسر النشاط نسبة أكبر بلغت 26 في المئة، بينما تراجع عدد الصفقات بنسبة 10 في المئة أيضا، وهو معدل أعلى من الأسبوع الأسبق، ومن الأسابيع النادرة التي تبلغ الخسائر نسبا صحيحة متتالية في بورصة الكويت، والتي يزداد فيها القلق متأثرة بتراجعات الأسواق العالمية ومعدلات التضخم وتطورات الحرب الروسية الأوكرانية.
وتراجع مؤشر بورصة دبي بنسبة 0.7 في المئة، وعاكس أداء بورصة أبوظبي الرابح بقوة خلال الأسبوع الماضي، وفقد مؤشر دبي 25.39 نقطة ليقفل على مستوى 3393.18 نقطة، وارتبط مؤشر السوق بتداولات الأسواق العالمية كحال معظم مؤشرات الأسواق الخليجية، وهو ما تتطابق أيام عمله مع أيام عمل الأسواق العالمية، التي تبدأ من الاثنين إلى الجمعة.
جريدة الجريدة