أسعار النفط قُرب قمة 10 أشهر بدعم مخاوف الطلب
«كامكو إنفست»: تخفيضات الإنتاج ومحادثات تعليق أسعار الفائدة تدفعان الخام لتخطي 92 دولاراً
ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 74 سنتا ليبلغ 95.18 دولارا في تداولات الثلاثاء مقابل 94.44 دولارا في تداولات الاثنين وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية. وذكرت عدة مصادر تجارية وبيانات تعقب السفن أن مصفاة الدقم العمانية الجديدة شحنت أول شحنة من الديزل الثلاثاء في تشغيل تجريبي لمجمع التكرير، أحدث منشأة تبدأ عملياتها في الشرق الأوسط. وبدأت المصافي في الشرق الأوسط في تعزيز الطاقة الإنتاجية للاستفادة من الأرباح القوية من مبيعات المنتجات المكررة مدفوعة بقلة الإمدادات والمخزونات عالميا. وقالت ثلاثة مصادر تجارية إن مصفاة الدقم، التي تعمل بطاقة 230 ألف برميل يوميا وهي مشروع مشترك مناصفة بين شركة النفط العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية، بدأت التشغيل التجريبي في منتصف هذا العام. وقال شافي العجمي الرئيس التنفيذي لشركة البترول الكويتية العالمية هذا الأسبوع إن مشروع مصفاة الدقم اكتمل بنسبة 98.9 بالمئة في نهاية يوليو. وأظهرت بيانات تعقب السفن من شركات كبلر وفورتيكسا وإل.إس.إي.جي أن المصفاة قامت بتحميل 35 ألف طن متري على الأقل من الديزل على الناقلة هيلاس مارجاريتا الثلاثاء وأن الشحنة متجهة إلى شرق افريقيا. وقال مصدران في سمسرة شحن السفن إن من المقرر تحميل شحنة ثانية من الديزل يبلغ حجمها نحو 50 ألف طن من مصفاة الدقم في الأيام القليلة المقبلة وستتجه أيضا إلى شرق افريقيا. ووفقا لبيانات شركتي إل.إس.إي.جي وكبلر، قامت مصفاة الدقم أيضا بتصدير نحو 25 ألف طن من النافتا في يونيو، فضلا عن تصدير ما يقرب من 90 ألف طن من زيت الوقود عالي الكبريت بين نهاية أبريل ومنتصف مايو. وفي الاسواق العالمية، ارتفعت أسعار النفط الأربعاء لتحوم مجددا عند أعلى مستوى في عشرة شهور الذي لامسته في الجلسة السابقة، إذ طغت توقعات تقلص الإمدادات العالمية والمخاوف من انقطاع الإمدادات الليبية على المخاوف من تباطؤ الطلب في بعض الدول مثل الصين. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت ثمانية سنتات بما يعادل 0.1 بالمئة إلى 92.14 دولارا للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 14 سنتا أو 0.2 بالمئة إلى 88.98 دولارا للبرميل. وارتفع الخامان القياسيان بنحو اثنين بالمئة الثلاثاء ليغلقا عند أعلى مستوياتهما منذ نوفمبر 2022. وقال ساتورو يوشيدا محلل السلع الأولية لدى راكوتين سكيوريتيز «التوقعات الإيجابية للطلب من أوبك وتنبؤات إدارة معلومات الطاقة الأميركية بانخفاض مخزونات النفط العالمية عززت وجهات النظر في السوق بشأن شح الإمدادات في المستقبل». وأضاف أن الأنباء عن إغلاق ليبيا العضو في أوبك أربعا من محطات تصدير النفط الشرقية بسبب عاصفة مميتة ساهمت أيضا في رفع أسعار النفط. وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها المسجلة في 10 أشهر مخترقة حاجز 90 دولاراً للبرميل بعد أن شهدت مكاسب متواصلة منذ الأسبوع الأخير من أغسطس 2023. وكانت المكاسب الأولية مدفوعة بالانخفاض المستمر في مخزونات النفط الأميركية والتي وصلت إلى أدنى مستوياتها المسجلة منذ ديسمبر 2022. كما أدى انخفاض مخزون المنتجات النفطية المكررة في كل أنحاء العالم إلى تعزيز الأسعار. وإضافة إلى ذلك، وحسب تقرير صادر عن شركة كامكو إنفست، ساهم إعلان السعودية وروسيا المتعلق بتمديد التخفيضات الطوعية بنحو 1.3 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام في إعطاء دفعة قوية لأسعار النفط منذ بداية الشهر الجاري. كما أدت قرارات خفض الإنتاج إلى انخفاض حاد لكميات النفط التي تم شحنها، إذ وصلت إلى 1.04 مليار برميل، فيما يعد أدنى مستوى منذ بداية أغسطس 2022، وفقاً لبيانات شركة كبلر. اتجاه أسعار النفط منذ بداية العام وعلى صعيد الطلب، أدى الشعور بالتفاؤل المتزايد تجاه توقف بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي والاتحاد الأوروبي عن رفع أسعار الفائدة، وفقاً لاستطلاع شمل نخبة من الاقتصاديين العالميين، إلى توقعات بانتعاش الطلب على النفط بوتيرة أقوى في ظل اتجاه النمو الاقتصادي لتحقيق الهبوط الناعم في وقت لاحق من العام الحالي. وإضافة إلى ذلك، ظلت واردات الصين من النفط قوية الشهر الماضي، على الرغم من إشارة بعض بيانات الاقتصاد الكلي الأخرى إلى تباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد، وهو الأمر الذي تحاول الحكومة مواجهته من خلال الإصلاحات المختلفة التي تم الإعلان عنها مؤخراً. كما استقرت مستويات الطلب على النفط في الولايات المتحدة خلال شهري مايو ويونيو 2023، وفقاً للبيانات المنقحة الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
جريدة الجريدة