أسعار النفط تستقر بعد تحرُّك الصين لدعم الاقتصاد
أنظار الأسواق تتجه نحو آثار العاصفة المدارية إداليا على الإنتاج
بدعم من انخفاض مخزونات النفط وتخفيضات الإمدادات من مجموعة أوبك+، ظلت أسعار النفط فوق 80 دولاراً للبرميل. ظلت أسعار النفط دون تغيير يُذكر، صباح اليوم، بعد أن اتخذت الصين خطوات لدعم اقتصادها المتعثر، رغم أن المستثمرين ما زالوا قلقين إزاء وتيرة النمو، وكذلك من ارتفاعات جديدة محتملة لأسعار الفائدة الأميركية التي يمكن أن تثبط الطلب على النفط. وخفضت الصين رسوم الدمغة على تداول الأسهم إلى النصف، في أحدث محاولة لدعم الأسواق المتعثرة. وتركز الأسواق أيضاً على العاصفة المدارية إداليا، والمخاطر التي تشكلها على إنتاج النفط والغاز في ساحل الخليج الأميركي. وتراجع خام برنت 15 سنتاً أو 0.2 في المئة إلى 84.33 دولاراً للبرميل، فيما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 79.88 دولاراً للبرميل، مرتفعاً 5 سنتات. وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأولية في ساكسو بنك، إن التركيز حالياً ينصب على «إجراءات الصين لدعم اقتصادها، واتجاه العاصفة المدارية إداليا إلى فلوريدا، وما إذا كان برنت يمكن أن يستعيد الزخم ليتجاوز 85 دولاراً». وأظهرت أحدث التقارير أن قوة إداليا زادت مع اقترابها من كوبا. وقال توني سيكامور، المحلل لدى «آي جي ماركتس»، إن تأثير العاصفة الأكثر ترجيحاً هو انقطاع التيار الكهربائي لمدة يوم أو يومين. وأضاف أن ذلك «ينبغي أن يمنح بعض الدعم قصير الأجل لأسعار النفط». وسجل الخامان برنت وغرب تكساس الوسيط خسارة للأسبوع الثاني، الجمعة، بعد أن قال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول إن البنك المركزي الأميركي قد يحتاج إلى مزيد من عمليات رفع أسعار الفائدة لتهدئة التضخم الذي لا يزال مرتفعاً جداً. وذكرت تينا تنغ، المحللة في «سي. إم. سي ماركتس»، أن سيناريو التباطؤ المعتدل للاقتصاد الأميركي عزز أسواق الطاقة، اليوم، رغم إصرار «الاحتياطي الاتحادي» على الاستمرار في رفع أسعار الفائدة. وظلت أسعار النفط فوق 80 دولاراً للبرميل بدعم من انخفاض مخزونات النفط وتخفيضات الإمدادات من مجموعة أوبك+. وقال محللون لـ «رويترز»، الأسبوع الماضي، إنه من المتوقع أن تمدد السعودية خفضاً طوعياً يبلغ مليون برميل يومياً للإنتاج ليشمل أكتوبر، مع سعى المملكة إلى تقديم المزيد من الدعم للأسواق. «سينوبك»من جانب آخر، تراجع صافي أرباح شركة الصين للبترول والكيماويات (سينوبك) في النصف الأول من العام الحالي، بسبب انخفاض أسعار النفط، والطلب على الوقود جراء تباطؤ التعافي الاقتصادي في الصين. وحققت شركة الصين للبترول والكيماويات، صافي أرباح بلغ 36.12 مليار يوان (4.96 مليارات دولار) في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، مقارنة بـ 44.5 مليار يوان خلال نفس الفترة من عام 2022، وفق وكالة بلومبرغ للأنباء. وشهدت شركة سينوبك، أكبر شركة لتكرير الوقود في الصين، ارتفاعاً في المبيعات المحلية للمنتجات النفطية المكررة بنسبة 18 في المئة بالنصف الأول مقارنة بالعام السابق، عندما تم إغلاق المدن الكبرىن مثل شنغهاي، بالكامل لعدة أشهر متتالية. من ناحية أخرى، انخفضت أسعار النفط الخام بنسبة 24 في المئة خلال النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، ما قلل من أرباح «سينوبك» من النفط والغاز. وستعلن «بتروتشاينا»، الشركة الأكبر المالكة لشركة سينوبك والمملوكة للدولة، أرباحها الأربعاء المقبل. «غازبروم» قالت شركة غازبروم الروسية إنها سترسل 41.5 مليون متر مكعب من الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا، الأحد، وذكرت أن تلك الكمية تتماشى مع المعدلات السارية خلال الأيام الماضية، وفقاً لما نقلته «رويترز». وفرضت أوروبا وأميركا العام الماضي مجموعة من العقوبات على روسيا وشركاتها التابعة للدولة، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. ولم تُفرض عقوبات مباشرة على صادرات «غازبروم» من الغاز الطبيعي، وهي مصدر رئيسي لإيرادات الشركة، لكن أحجام الصادرات تراجعت إلى النصف تقريباً العام الماضي، لتبلغ 101 مليار متر مكعب. وتحاول موسكو إعادة توجيه جزء من صادراتها إلى دول حليفة في آسيا الوسطى، لا سيما كازاخستان وأوزبكستان، وهي دول تواجه أزمات طاقة، رغم وفرة موارد الغاز والنفط لديها.
جريدة الجريدة