«موديز»: قدرة الكويت ائتمانياً على امتصاص الصدمات... قوية
«محدودة للغاية بالنسبة للعراق ولبنان»
أشارت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني إلى أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط تمثل تصعيداً كبيراً للتوترات، مبينة أن حجم التأثر الائتماني المحتمل للدول سيختلف وفقاً لقدراتها على امتصاص الصدمات، حيث ستكون تلك القدرة محدودة للغاية بالنسبة لحكومتي العراق ولبنان، بينما ستكون أكثر قوة بالنسبة للكويت وقطر والإمارات.
وأوضحت الوكالة في تقرير لها، أنه في حالة حدوث صراع مطول وواسع النطاق، فإن قدرة هذه الحكومات على دعم الجهات المصدرة ذات الصلة بها يمكن أن تتعرض للإعاقة، لافتة في الوقت عينه إلى أن آثار الصراع العسكري على الائتمان في المنطقة ستعتمد على مدة الصراع، ونطاقه وحجم الدمار الذي سيخلفه في البنية التحتية المهمة، مبينة أن تلك العوامل لا تزال تنتابها ضبابية عالية من عدم اليقين.
ورغم ارتفاع حدة المخاطر خلال الأيام القليلة الماضية، أوضحت الوكالة أنها تستمر في افتراض أن تتجنب كل من إيران والولايات المتحدة صداماً عسكرياً مباشراً. ولفتت إلى أن أبرز القنوات الرئيسية التي ستؤثر على تصنيفات الائتمان في منطقة الشرق الأوسط حدوث تأثير مباشر في حال تعرض الصادرات النفطية والإيرادات المالية لصدمة، بسبب إضعاف قدرة إنتاج الهيدروكربون بشكل كبير ودائم.
ولأن القدرة على إعادة تدوير إيرادات الهيدروكربون لدول الخليج والعراق تعتبر مفتاح النمو في القطاع غير النفطي، فإن جميع الجهات المصدرة للسندات سوف تتأثر بالنقص في إيرادات الهيدروكربون مع اختلاف درجة التأثير وفقاً لحساسية أوضاعها الائتمانية تجاه إنتاج النفط والغاز وحجم النقد الأجنبي والاحتياطيات المالية. وأضافت «موديز» «ستكون للنزاع الدائم آثار واسعة النطاق من خلال صدمة اقتصادية ومالية واسعة من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم ظروف التشغيل والتمويل بشكل كبير»، مبينة أن الضرر الذي يلحق بالبنية التحتية الحيوية والتعطيل الموقت للتجارة سيؤثر على الشركات غير المالية.
من ناحية أخرى، أشارت الوكالة إلى أن بنوك المنطقة ستتعرض للحكومات لسحب ودائعها وهي تحاول صد الصدمة، ويحتمل أن تكون للنزاع الذي طال أمده تداعيات عالمية، لا سيّما من خلال تأثيره على أسعار النفط.
وبالنسبة لمنتجي الهيدروكربون، توقعت «موديز» إمكانية أن تؤدي زيادة أسعار النفط إلى تخفيف بعض الآثار السلبية للائتمان، طالما ظل الطلب العالمي على النفط مستداماً.
من جانب آخر، لفتت الوكالة إلى أن عُمان التي تقع جغرافياً خارج الخليج وحافظت على موقف محايد وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية الإقليمية هي الأقل تعرضاً لاضطرابات محتملة في البنية التحتية للإنتاج والنقل.
جريدة الراي