«جي بي مورغان»: مستمرون في الخليج رغم معاكسة رياحه
البنك ينظر للمنطقة بأنها أكثر أهمية على المدى البعيد
يواصل بنك «جي بي مورغان» الأميركي حضوره خليجياً، مع تطلعه لنمو طويل الأجل في أعماله بالمنطقة، في وقت تستمر فيه الحكومات والشركات في إصدار السندات وجذب الاستثمار، وتنفيذ المزيد من عمليات الاندماج والاستحواذ. ووفقاً لتقرير نشره موقع «ذي ناشيونال»، فإن البنك الذي يملك أكبر حصة من سوق الاستثمار المصرفي العالمي، لا يخطط إلى تغيير إستراتيجيته في المنطقة رغم أنها تواجه رياحا معاكسة بدعم من تقلبات أسعار النفط وتراجع النمو العالمي. وأوضح رئيس القسم العالمي للخدمات المصرفية للشركات في البنك، شورد لينارت، أنه لو عمل البنك ضمن 5 دورات اقتصادية فقط، فإنه لن نقوم ببناء أي أعمال، ولكنه ينظر إلى المنطقة على المدى البعيد، وتحديداً للعقود القليلة المقبلة، بحيث ستكون أكثر أهمية. ولفت إلى أن العام الحالي شهد أفضل أداء لـ«جي بي مورغان» منذ عقد من الزمان، لا سيما على مستوى إيرادات الخدمات المصرفية الاستثمارية والتحسن في وضعه في المنطقة. وبحسب التقرير، تواجه البنوك الاستثمارية انخفاضاً في الإيرادات مع تباطؤ الاقتصاد العالمي في أعقاب الحروب التجارية المتصاعدة، إذ أنه وفقاً لشركة «ديلز إنتليجنس»، حيث انخفض حجم الرسوم التي حصلت عليها البنوك الاستثمارية بنحو 9 في المئة على أساس سنوي في الأشهر الـ12 حتى 22 أغسطس إلى 62.9 مليار دولار. ومع ذلك، استثمر «جي بي مورغان»، الذي استأثر بحصة تبلغ 6.6 في المئة من جميع الرسوم المصرفية الاستثمارية المكتسبة حتى شهر أغسطس، بكثافة في التوسع في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما مع محاولة الدول الغنية بالنفط تنويع اقتصاداتها، وفتح طرق جديدة لأعمال للبنوك العالمية. من ناحية أخرى، أوضح التقرير أن حكومات الخليج عمدت إلى الدخول في أسواق السندات الدولية لسد العجز في ميزانياتها، وتوسيع قاعدة التمويل لديها في أعقاب صدمة انخفاض أسعار النفط. وبحسب تقرير مؤسسة «Refinitiv»، فإن قيمة عمليات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلغت 12.6 مليار دولار خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الحالي، ما يمثل ارتفاعاً بواقع 160 في المئة عن الفترة نفسها من 2018. أما على صعيد كبرى الصفقات، فلفت إلى أنها تمثلت في استحواذ شركة أرامكو على «سابك» بواقع 69 مليار دولار، وعملية اندماج «بيت التمويل الكويتي» (بيتك) مع البنك الأهلي المتحد التي تبلغ قيمتها 7.6 مليار دولار. من ناحيته، أشار لينارت إلى أن «جي بي مورغان» تواجد في معظم هذه الصفقات في المنطقة، بحيث يعتبر من البنوك الريادية في دراسة عمليات الاندماج والاستحواذ.
جريدة الراي