«الوطني»: «الفيدرالي» سيلعب دوراً جوهرياً لضمان استقرار الاقتصاد الأميركي

تأييد كبير داخل لجنة سياسات البنك لخفض الفائدة سبتمبر المقبل.. واجتماع محوري بـ«المركزي الأوروبي» لإعادة تقييم سياساته النقدية

قال تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني إن الأسواق العالمية شهدت تطورات مهمة خلال الأسبوع على خلفية تحركات البنوك المركزية وصدور بيانات اقتصادية جديدة، حيث أعطى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول، خلال البيان الذي ألقاه في ندوة جاكسون هول، أقوى مؤشرات تصدر حتى الآن على أن تكاليف الاقتراض ستنخفض قريبا في أميركا.
كما كشف محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في يوليو عن التأييد الكبير لخطوة خفض أسعار الفائدة، وساهمت أحدث البيانات الصادرة مؤخرا، بما في ذلك طلبات الحصول على إعانة البطالة والتي بلغت 232 ألف طلب، والمراجعة الهبوطية الكبيرة التي طرأت على تقديرات إجمالي الوظائف منذ بداية العام الحالي حتى مارس الماضي، في تعزيز إمكانية خفض الفائدة.
وفي كندا، أشار تقرير «الوطني» إلى تراجع معدل التضخم إلى 2.5% على أساس سنوي في يوليو، في حين فاجأ بنك الاحتياطي النيوزيلنــدي الأســواق بخطوة غير متوقعة وقام بخفض سعر الفائدة إلى 5.25%
وفي منطقة اليورو، رسم مؤشر مديري المشتريات المركب، الذي وصلت قراءته إلى 51.2، صورة مختلطة، إذ ارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات في فرنسا إلى 55.0 فيما يعزى إلى حد كبير إلى الدعم المؤقت الذي قدمته أولمبياد باريس، في حين استمرت سلسلة انكماش قطاع الصناعات التحويلية في ألمانيا على مدار 27 شهرا متتالية، ووصلت قراءة مؤشر مديري المشتريات التصنيعي إلى 41.2.
وسلط محضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي لشهر يوليو الضوء على شهر سبتمبر باعتباره موعدا محوريا لإعادة تقييم السياسة النقدية، في ظل طرح إمكانية خفض سعر الفائدة على طاولة المناقشات نظرا لاستمرار التضخم والحالة الضبابية التي تحيط بالمؤشرات الاقتصادية.
وفي ذات الوقت، تحسنت أنشطة الأعمال في المملكة المتحدة خلال شهر أغسطس، إذ ارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب العالمي الصادر عن ستاندرد أند بورز إلى 53.4 بدعم من تراجع ضغوط التكاليف والتحسن القوي الذي شهده أداء كلا من قطاعي الخدمات والتصنيع.
وبالانتقال إلى آسيا، قام بنك الشعب الصيني بتثبيت سعر الفائدة وسط ضعف النمو الصناعي واستمرار ركود سوق العقارات الذي امتد على مدار ثلاثة أعوام. وبصفة عامة، تمر الأسواق بمشهد تسيطر عليه البيانات وتحول مواقف وسياسات البنوك المركزية في ظل التقلبات المستمرة.
الولايات المتحدة الأميركية
وقال تقرير بنك الكويت الوطني إن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أشار إلى أن «الوقت قد حان لتعديل السياسة النقدية»، مما يشير إلى إمكانية خفض تكاليف الاقتراض بدءا من سبتمبر المقبل.
وشدد بـــاول على أن «الاتجاه واضح، وسيعتمد توقيت ووتيرة خفض أسعار الفائدة على البيانات الواردة، وتطور التوقعات، وتوازن المخاطر». وذكر أن الفيدرالي سيبذل «كل ما في وسعه للحفاظ على سوق عمل قوي في الوقت الذي نواصل إحراز المزيد من التقدم نحو استقرار الأسعار»
كما سلط باول الضوء على اهتمام الفيدرالي بالموازنة بين كبح التضخم ودعم سوق العمل. وأشار إلى «تزايد ثقته بأن التضخم يسير على مسار مستدام»، وارتفعت الأسهم وانخفضت عائدات سندات الخزانة بعد خطاب باول.
ولفت محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في يوليو إلى تزايد تأييد مسؤولي الفيدرالي لإمكانية خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، استنادا الى البيانات الأخيرة التي أشارت إلى تباطؤ نمو سوق العمل وتراجع معدلات التضخم.
وعلى الرغم من تثبيت الفيدرالي لسعر الفائدة في نطاق 5.25 و5.50% خلال اجتماع يوليو، فإنه كان هناك إجماع واسع النطاق على وجود ما يبرر خفض سعر الفائدة إذا اتسقت الأوضاع الاقتصادية مع التوقعات.
وقد تعزز هذا الرأي منذ ذلك الحين بدعم من ضعف بيانات سوق العمل بوتيرة أكثر من المتوقع، بما في ذلك المراجعة الهبوطية لنمو الوظائف بمقدار 818 ألف وظيفة منذ بداية العام الحالي حتى مارس 2024.
وفي ظل ظهور بعض المؤشرات الدالة على تحسن معدلات التضخم، واقتراب موعد انعقاد اجتماع سبتمبر، أي قبل ستة أسابيع فقط من إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر، من المتوقع أن يلعب الفيدرالي دورا جوهريا لضمان الاستقرار الاقتصادي وتشكيل توقعات السوق.
أوروبا والمملكة المتحدة
وعلى صعد أوروبا، ذكر تقرير «الوطني» أن اليورو ارتفع إلى أعلى مستوياته المسجلة منذ عام مقابل الدولار الأميركي، بدعم من توقعات خفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة بوتيرة أسرع من البنك المركزي الأوروبي.
كما وصل الجنيه الاسترليني إلى أعلى مستوياته المسجلة منذ يوليو 2023 في ظل ضعف أداء الدولار الأميركي بعد صدور محضر اجتماع الفيدرالي. وجاء ذلك في الوقت الذي توقع المشاركون في السوق أن خطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول هذا الأسبوع سيعزز حالة خفض تكاليف الاقتراض بشكل كبير خلال الأشهر المقبلة، في حين تدعم مخاوف النمو في أوروبا طرح المزيد من التخفيضات هناك. ويعكس تقدم اليورو، الذي ارتفع بنسبة 3.5% هذا الشهر، هذه الرهانات المتغيرة على صعيد السياسة النقدية.
وأشار محضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي في يوليو إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة في سبتمبر على الرغم من استمرار الضغوط التضخمية. واستقر معدل التضخم الأساسي عند %2.9، وانخفض تضخم الخدمات هامشيا إلى 4.0% مقابل 4.1% في يونيو.
وأعرب المسؤولون عن انفتاحهم على إجراء المزيد من التعديلات على أسعار الفائدة، مشيرين إلى أن شهر سبتمبر قد يكون لحظة مناسبة لإعادة تقييم السياسة النقدية. وأبقى البنك المركزي الأوروبي على سعر الفائدة على الودائع عند %3.75في يوليو، بعد خفضها بمقدار 25 نقطة أساس في يونيو.
من جهة أخرى، تباطأت وتيرة نمو الأجور المتفاوض عليه في منطقة اليورو إلى 3.6% في الربع الثاني من العام مقابل 4.7% في الربع الأول من العام، مما يعزز سيناريو تيسير السياسات النقدية، وتؤثر البيانات الاقتصادية المختلطـــة والمخاوف الناشئة بشأن الركود التضخمي على المناقشات الجارية حول السياسة النقدية المستقبلية، حيث يتوقف القرار النهائي على إصدارات البيانات القادمة.
5 %
نمواً مستهدفاً للاقتصاد الصيني في 2024
ذكر تقرير بنك الكويت الوطني أن بنك الشعب الصيني أبقى على أسعار الفائدة الرئيسية للقروض لمدة عام وخمسة أعوام دون تغيير عند 3.35% و3.85%، على التوالي، بعد خفضها بمقدار 10 نقاط أساس في يوليو، ويتسق هذا القرار مع التوقعات، حيث يهدف بنك الشعب الصيني إلى تحقيق التوازن بين الدعم الاقتصادي واستقرار السوق.
وعلى الرغم من البيانات الاقتصادية المختلطة التي صدرت مؤخرا، بما في ذلك تواضع معدلات الانتعاش الاقتصادي وتحسن ثقة المستهلكين، إلا أن نشاط الإقراض ما يزال ضعيفا. وساهم خفض سعر الفائدة في يوليو في تحفيز انخفاض عائدات السندات الحكومية، مما أثار ردود فعل حذرة في السوق. ويعكس الموقف الحالي لبنك الشعب الصيني عزمه على دعم النمو الاقتصادي للوصول إلى مستوى 5% المستهدف للعام 2024، مع تجنب زيادة معدلات التضخم في السوق. ووصل الدولار الأميركي أمام اليوان الصيني إلى 7.1244 بنهاية تداولات الأسبوع.

جريدة الانباء