«الوطني»: «الفيدرالي» سيصل بالفائدة إلى 5% خلال 2023
ارتفاع عائدات سندات الخزانة لمستويات قياسية جديدة يعزز توقعات سياسة نقدية أكثر تشدداً
التقرير صادر عن بنك الكويت الوطني إن الأسبوع الماضي شهد صدور عدد محدود من البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة، إلا أن الدولار ظل محتفظا بصدارته على قائمة العملات الرئيسية في ظل ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية لأعلى مستوياتها منذ بداية العام الحالي.
ووصل عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياته منذ بداية العام عند مستوى 4.15% في ظل مواصلة المشاركون في السوق تسعير تحركات مجلس الاحتياطي الفيديرالي الأكثر تشددا.
ويقوم السوق حاليا بتسعير وصول سعر الفائدة الفيدرالية عند مستوى 5.00% العام المقبل بعد رفعها مرتين بمقدار 75 نقطة أساس بنهاية العام الحالي واللتين تم تسعيرهما بالكامل، كما سلط رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، تشالز إيفانز، الضوء على المعضلة الحالية التي تواجه الاحتياطي الفيدرالي وغيره من البنوك المركزية الكبرى بأن تجنب الانكماش أصبح «مشكلة وشيكة» أكثر من المعتاد.
كما أكد انه لا يزال يأمل في أن رفع سعر الفائدة إلى أعلى مستوياتها لتتراوح ما بين 4.50% إلى 5.00% سيكون كافيا لخفض معدلات التضخم مرة أخرى نحو المستوى المستهدف.
سوق الإسكان الأميركي
على صعيد البيانات، انخفضت معدلات تشييد المنازل وتصاريح البناء الجديدة في الولايات المتحدة خلال سبتمبر، ما يضيف إلى المؤشرات التي تؤكد أن ارتفاع معدلات الرهن العقاري إلى أعلى مستوياتها المسجلة في عقدين من الزمن تؤثر سلبا على الطلب وتثبط أنشطة البناء والتشييد، إلا انه على الرغم من ذلك، من المستبعد أن يؤثر ذلك على قرارات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الذين لم يروا بعد دليلا واضحا في الاقتصاد الأميركي يؤكد اعتدال الأسعار بعد أن تجاوزت أحدث قراءات مؤشر أسعار المستهلكين كافة التقديرات.
من جهة أخرى، واصلت العملة الأميركية ارتفاعها مقابل العملات الرئيسية الأخرى، ومع ارتفاع عائدات السندات، استمر الدولار في تحقيق مكاسب مقابل الين الياباني.
استقالة رئيسة وزراء بريطانيا
استقالت رئيسة الوزراء البريطانيةليز تراس يوم الخميس الماضي، لتصبح بذلك صاحبة أقصر فترة رئاسة لمجلس الوزراء البريطاني في تاريخ البلاد.
وستبقى تراس في منصبها حتى يتم اختيار خلفا لها لتولي قيادة الحزب والحكومة، وهو الإجراء الذي قالت إنه سينتهي خلال أسبوع.
وعاصرت المملكة المتحدة اضطرابات سياسية منذ استفتاء الانفصال عن الاتحاد الأوروبي في يونيو 2016، إلا أن الأسابيع القليلة الماضية كانت استثنائية حتى بالمقارنة بتلك المعايير.
وكان بوريس جونسون ووزير ماليته السابق ريشي سوناك في صدارة المتنافسين المحتملين ليحلوا محل رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس يوم الجمعة، حيث قاموا بحشد المؤيدين ليتولى أحدهما رئاسة حزب المحافظين في منافسة مستعرة.
وللتأهل لمنصب رئاسة الوزراء، على المرشح جمع 100 صوت من المشرعين المحافظين بحلول يوم الاثنين المقبل لخوض المنافسة التي يأمل الحزب أن تعزز موقفه للخروج من المشاكل التي يعاصرها.
بيانات الاقتصاد البريطاني
يسهم ارتفاع أسعار المواد الغذائية بصفة مستمرة في تعزيز معدلات التضخم بصفة عامة. وفي المملكة المتحدة، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين مرة أخرى إلى معدلات ثنائية الرقم في سبتمبر إلى 10.1% مقابل 9.9% في أغسطس، ليسجل بذلك أعلى مستوياته في 40 عاما التي وصلها في يوليو الماضي.
وكانت المواد الغذائية المحرك الرئيسي لارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين، مقارنة بشهر أغسطس، بعدما سجلت نموا بنسبة 0.16%.
ويبلغ معدل تضخم أسعار المواد الغذائية والمشروبات الآن 14.5% على أساس سنوي مقابل 13.1% في أغسطس. وانخفضت مبيعات التجزئة بنسبة 1.4% على أساس شهري في سبتمبر مقابل توقعات إجماع السوق بأن تصل إلى -0.5%.
كما وصلت احتمالات حدوث توقعات رفع بنك إنجلترا سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماعه المقبل المقرر عقده في 3 نوفمبر إلى 80%.
في تلك الأثناء، واصل الجنيه الإسترليني تذبذبه بوتيرة حادة، إذ ارتفع إلى مستوى 1.1439 يوم الاثنين لكنه استمر في التراجع مع تصاعد حالة عدم اليقين السياسي على مدار الأسبوع. وأدت بيانات التضخم المرتفع ومبيعات التجزئة الضعيفة إلى تراجع الجنيه الإسترليني دون مستوى 1.11.
سوق العملات الأجنبية
وصلت قراءة معدلات التضخم في اليابان خلال سبتمبر إلى أعلى مستوياتها المسجلة في ثماني سنوات عند 3.0% على أساس سنوي.
وتضع تلك البيانات تحديات كبيرة أمام إصرار البنك المركزي على الاحتفاظ بسياساته التيسيرية، حيث يواصل الين الياباني تراجعه إلى أدنى مستوياته المسجلة في 32 عاما ما يسهم في رفع تكاليف الاستيراد.
وتسلط بيانات التضخم الضوء على المعضلة التي يواجهها بنك اليابان في الوقت الذي يحاول فيه دعم الاقتصاد الضعيف من خلال الحفاظ على معدلات الفائدة عند مستويات منخفضة للغاية، والتي بدورها تؤدي إلى تراجع الين الياباني.
وصرح وزير المالية الياباني، شونيتشي سوزوكي يوم الجمعة إن السلطات تتعامل مع المضاربين «بحزم»، حيث أبقت عمليات البيع المكثفة للين الياباني الأسواق في حالة تأهب قصوى لقيام الحكومة بمواصلة تدخلها وبيع الدولار.
وقال سوزوكي في مؤتمر صحافي يعقد بشكل دوري ردا على سؤال عما إذا كان الين الياباني يتعرض لهجوم من المضاربين «نواجه المضاربين بصرامة، وسنستجيب بشكل مناسب مع مراقبة تحركات سوق العملات على نحو ملح».
قبل إغلاق جلسة تداول يوم الجمعة، تدخل بنك اليابان في السوق ودفع زوج العملات الدولار الأميركي مقابل الين الياباني إلى مستوى 147.
جريدة الأنباء