«أوابك» تبحث التعاون بين الأعضاء في مجال استثمار الغاز الطبيعي

عقدت الاجتماع التاسع عشر للخبراء عبر تقنية الاتصال المرئي «Zoom»

عقدت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، (مقرها الكويت) أمس الأول، الاجتماع التاسع عشر للخبراء تناول بحث إمكانيات التعاون في مجال استثمار الغاز الطبيعي في الدول الأعضاء في المنظمة.

واستهل الاجتماع، الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي "Zoom"، بتقديم ورقة الأمانة العامة لمنظمة أوابك بعنوان "متابعة تطورات صناعة الغاز الطبيعي عربيا وعالمياً"، وأظهرت أن الاحتياطي العالمي من الغاز الطبيعي بلغ في نهاية عام 2019 نحو 7019 تريليون قدم مكعبة، وتبلغ احتياطيات الدول العربية نحو 1925 تريليوناً، أي ما يمثل نحو 27.4 في المئة من إجمالي الاحتياطي العالمي.

وبلغت صادرات الدول العربية في عام 2019 من الغاز 19.7 مليار قدم مكعبة يومياً، بتراجع قدره مليار قدم مكعبة يومياً عن عام 2018. وأوضحت الورقة أن صادرات الدول العربية من الغاز الطبيعي تشكل حوالي 16 في المئة من إجمالي تجارة الغاز الطبيعي العالمية في عام 2019.

وأوضحت الورقة ان حجم التجارة العالمية للغاز الطبيعي "عبر الأنابيب + الغاز الطبيعي المسال"، بلغ عام 2019 نحو 124.5 مليار قدم مكعبة يومياً، تلبي نحو 32.7 في المئة من إجمالي الطلب العالمي على الغاز، أما الباقي فيستهلك محلياً في مناطق إنتاجه.

وبينت أن التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال تمثل أكثر من الثلث "47 مليار قدم مكعبة يومياً بنسبة 37.7 في المئة من إجمالي التجارة العالمية وحصتها في تنامٍ ملحوظ، بينما تمثل تجارة الغاز عبر خطوط الأنابيب أقل من الثلثين "77.5 مليار قدم مكعبة/يومياً" بنسبة 62.3 في المئة من إجمالي التجارة العالمية.

كما استعرضت الورقة تأثيرات جائحة كورونا "كوفيد - 19" على السوق العالمي للغاز الطبيعي المسال، وقد لخصتها بما يلي:

- تراجع أسعار الغاز الطبيعي المسال في السوق الفوري وطويل الأمد إلى مستويات تاريخية.

- إلغاء العديد من الشحنات المعدة للتصدير من عدة مناطق وبالأخص الولايات المتحدة الأميركية.

- إرجاء اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في بعض المشاريع الجديدة.

وأوضحت الورقة أن صادرات الغاز الطبيعي المسال من الدول العربية خلال النصف الأول من عام 2020 لم تتأثر بشكل كبير بسبب جائحة كورونا، ويعود ذلك في المقام الأول إلى طبيعة التعاقدات بين الشركات الوطنية العربية وعملائها في الأسواق الأوروبية والآسيوية، إذ تعد الدول العربية المورد الرئيسي طويل الأمد لكبار المستهلكين في مختلف الأسواق.

وشارك في الاجتماع مجموعة من الخبراء والمتخصصين في صناعة الغاز الطبيعي في الدول الأعضاء، بالإضافة إلى فريق الأمانة العامة لـ"أوابك".

وكان الأمين العام للمنظمة علي بن سبت، قال في كلمته الافتتاحية، إن اجتماع هذا العام يعقد في ظل الغموض الذي يكتنف الوضع الاقتصادي العالمي، والتباطؤ الحاد للنشاط الاقتصادي في الكثير من اقتصادات العالم بسبب الاجراءات الاحترازية نتيجة تفشي فيروس كورونا، وتداعيات ذلك على قطاع الطاقة.

وأضاف بن سبت أنه من خلال النظر إلى نمط استهلاك الطاقة والتوقعات المستقبلية يبدو أن تعافي الوضع الاقتصادي العالمي بالكامل وعودته إلى معدلات نموه السابقة قد يكون طويلاً، ويصعب التكهن بذلك.

وأكد حرص الأمانة العامة للمنظمة على المتابعة الدورية للتطورات والمستجدات في السوق العالمية للنفط والغاز، مشيراً في هذا الصدد إلى إصدار الأمانة العامة أخيراً التقرير الدوري الأول حول تطورات صناعة الغاز الطبيعي المسال، وتضمن تداعيات جائحة

"كورونا" على قطاع الغاز الطبيعي المسال.

ودأبت الأمانة العامة لمنظمة أوابك على تنظيم الاجتماع السنوي لخبراء الغاز على مدار أكثر من عقدين، ويهدف الاجتماع إلى تعزيز التعاون وتبادل المعلومات، وتوثيق العلاقات بين العاملين في قطاع صناعة الغاز الطبيعي في الدول الأعضاء في المنظمة.

كما يتم خلال الاجتماع مراجعة التطورات في صناعة الغاز الطبيعي في الدول الأعضاء خلال الفترة بين الاجتماعين، الثامن عشر والتاسع عشر بغية تلمّس إمكان التعاون بين الدول الأعضاء في هذا المجال، وما تم خلال تلك الفترة من تطورات.

وتقدم بن سبت بالشكر إلى وزراء النفط والطاقة في الدول الأعضاء على دعمهم الدائم للندوات والاجتماعات التي تعقدها المنظمة، من خلال ترشيح المشاركين من ذوي الخبرة المتميزة.

بعد ذلك قام المشاركون في الاجتماع بتقديم أوراق العمل التي تناولت تطورات صناعة الغاز الطبيعي في دولهم، والخطط والاستثمارات المستقبلية الرامية نحو تلبية الطلب المحلي المتنامي على الغاز، والإيفاء بمتطلبات التصدير.

كما شاركت الشركة العربية للاستثمارات البترولية "أبيكورب" بورقة عن آفاق الاستثمارات في مجال الغاز الطبيعي والبتروكيمياويات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وفي ختام الاجتماع، ناقش المشاركون بعض الاستنتاجات والتوصيات التي من شأنها تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في مجال تطوير صناعة الغاز الطبيعي في إطار العمل العربي المشترك، من أبرزها:

• التأكيد على أهمية قطاع الغاز الطبيعي واستمرار ضخ الاستثمارات في أنشطة البحث والاستكشاف، وتطوير موارد الغاز المكتشفة، وزيادة الاهتمام بمصادر الغاز غير التقليدية.

• مشاركة الدول الأعضاء في الندوات وورش العمل التي تعقدها الأمانة العامة لمنظمة أوابك حول أبرز التطورات التي تشهدها صناعة الغاز الطبيعي عالمياً، لإطلاعهم على كل المستجدات والسياسات الجديدة المتعلقة بهذا القطاع الحيوي، وما لذلك من انعكاسات على الدول الأعضاء.

جريدة الجريدة