«آبل» تتحدى فيروس كورونا بتريليوني دولار في الأفق

تمكنت «آبل» من التألق وسط الجائحة، مما جعلها على أعتاب أن تصبح أول شركة أميركية تتباهى بقيمة سوقية تبلغ تريليوني دولار.

تتألق شركة «آبل» وسط الجائحة مع قيمة سوقية تبلغ تريليوني دولار تلوح في الأفق، وذلك بعد أن بدا في أوائل عام 2020 أنها عالقة في مأزق.

وأدى الانتشار الأولي لفيروس كورونا الجديد إلى إغلاق المصانع في الصين التي تقوم بتجميع أجهزة آيفون الخاصة بها.

كما أغلقت «آبل» متاجرها للبيع بالتجزئة في بلد يُصنف على أنه من الأسواق الكبرى بالنسبة للشركة إلى جانب سوق الولايات المتحدة.

وبدت الأمور أكثر سوداوية في شهر مارس بعد أن دفع الوباء العالمي الاقتصاد الأميركي إلى ما يبدو الآن أنه أعمق تراجع له منذ الكساد الكبير قبل ما يقرب من قرن.

لكن «آبل» تمكنت منذ ذلك الحين من التألق وسط الجائحة، مما جعلها على أعتاب أن تصبح أول شركة أميركية تتباهى بقيمة سوقية تبلغ تريليوني دولار.

ومن الممكن حصول ذلك بعد عامين فقط من حصولها على لقب أول شركة أميركية عامة تصل قيمتها السوقية إلى تريليون دولار.

ووسط ارتفاع أسهمها بنسبة 50 في المئة هذا العام، فإن السؤال الوحيد بين المحللين هو هل ستجتاز «آبل» عتبة تريليوني دولار قبل إطلاق الجيل التالي من أجهزة آيفون في شهر أكتوبر.

وأصدرت شركة «آبل» مع نهاية الشهر الماضي نتائجها المالية للربع الثالث، وحققت أرباحاً قوية بشكل غير متوقع للربع من أبريل إلى يونيو.

وكان معظم المستهلكين الأميركيين عالقين في ذلك الربع في منازلهم وتم إغلاق متاجر الشركة الأميركية في أغلب الأحيان خلال ذلك الوقت.

وقفزت الإيرادات بنسبة 11 في المئة على أساس سنوي إلى 59.7 مليار دولار، فيما قفز صافي الدخل بنسبة 12 في المئة إلى 11.25 مليار دولار، مقارنة بمبلغ 10.0 مليارات دولار في الربع نفسه من العام الماضي.

«آبل» تتحدى المتشائمين

وتمكنت الشركة من تحدي المتشائمين، إذ أعيد افتتاح المصانع في الصين بحلول شهر مارس، وتثق قاعدة عملاء «آبل» في منتجاتها لدرجة أنهم استمروا في شراء أجهزة آيفون والأجهزة الأخرى عبر الإنترنت.

كما اتخذت الشركة قراراً منذ عدة سنوات بالتركيز على بيع الخدمات الرقمية، التي تشمل الآن الموسيقى والفيديو والعمولة التي تجمعها من متجر تطبيقات الذي يخضع الآن لقضايا مكافحة احتكار.

كما أدى الإعلان عن عملية تقسيم الأسهم القادمة في 24 أغسطس، التي تجعل أسعار أسهم شركة «آبل» في متناول المزيد من المستثمرين، إلى انتعاش أسهمها.

وكانت شركة «آبل» في طليعة مجموعة شركات التكنولوجيا الكبرى التي تسيطر بشكل متزايد على حياة الناس وسوق الأسهم.

وتمثل خمس شركات فقط – «آبل» ومايكروسوفت وأمازون وفيسبوك وغوغل – ما يقرب من 23 في المئة من القيمة الإجمالية لمؤشر (S&P 500)، الذي يقيس أداء أسهم 500 شركة كبرى مدرجة في بورصات الأوراق المالية في الولايات المتحدة.

وارتفعت القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا الكبرى على مدى السنوات الماضية لأنها تمكنت من تحقيق نمو ضخم حتى عندما كان الاقتصاد العالمي بطيئاً، وتمكنوا في الآونة الأخيرة من تحقيق ذلك إلى حد كبير حتى أثناء الوباء.

جريدة الجريدة