3 تحديات تعترض مشروع المنطقة الشمالية

تناول تقرير «الشال» الاسبوعي المنطقة الاقتصادية الشمالية التي أقرّ مجلس الوزراء مشروع قانون انشائها في 9 سبتمبر الجاري. وصف «الشال» المشروع بـ«الأساس في رؤية كويت جديدة 2035» كونه يحاكي المستقبل ويخلق ما يكفي من فرص عمل مواطنة مستدامة، ويسعى إلى تحقيق تحول جوهري في اتجاه الخفض التدريجي من اعتماد البلد بشبه كامل على تصدير النفط الخام وخلق مصادر بديلة مستدامة للدخل. وقال «الشال»: حتى لا يتحول إقرار مشروع القانون إلى كل الإنجاز، ثم تسير الأمور على أرض الواقع باتجاه معاكس تماماً، كما حدث مع كل مشروعات التنمية السابقة، وكما حدث مع كل المشروعات الجزئية ضمنها، مثل خدمات التعليم والصحة والبنى التحتية وحتى إدارة المرافق مثل المطار والميناء، فلا بد من مواجهة نواقص المشروع وأمثلتها كثيرة. وأوضح تقرير «الشال» ان المشروع يتبنى هدفا لا يدعمه أي أساس على أرض الواقع، وهو خلق أكثر من 200 ألف وظيفة مواطنة مستدامة بإنتاجية تماثل إنتاجية العمالة السنغافورية، ولكن لم تذكر الأدبيات المنشورة حول المشروع السبيل إلى الارتقاء بإنتاجية العامل الكويتي إلى ذلك المستوى، فالأساس في الارتقاء هو نظام التعليم، وقيم العمل، والتنافسية على الوظيفة في بيئة العمل العامة، وتلك كلها مفقودة. فالتعليم رديء، ووسيلة القياس هي الشهادة، أي شهادة، ومعظمها بمستوى هابط أو حتى مُزور، وقيم العمل أمام تكدس البطالة المقنعة لا تتعدى بصمة حضور وانصراف، والتنافسية في معظمها تنحصر في القدرة على توفير أقوى واسطة. وأشار التقرير الى تحد آخر هو أن نفس مجلس الوزراء الذي أقرّ المضي في المشروع هو نفس مجلس الوزراء الذي أقر استراتيجية «مؤسسة البترول الكويتية»، وبينما يتبنى مشــروع الشمـال هـدف تنويـع مصـادر الدخـل بعيـداً عـن النفط، يتبنى مشروع الجنوب الارتقاء بإنتاج الكويت النفطي إلى 4 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2040. والمشروعان تحت سلطة نفس مجلس الوزراء أهدافهما متناقضة تماماً، ويتنافسان على موارد الدولة المالية بحصة 450 مليار دولار لكل منهما أو 900 مليار دولار لكليهما، ويتنافسان على إغراء المستثمر المحلي والأجنبي وإقناعه بتفوق جاذبية وجدوى هدف كل منهما، والبلد لا يتحمل تكاليف المشروعين، ولا بد أن أحدهما على خطأ. أما التحدي الثالث، فيتمثل في البيئة العامة الحاضنة للعمل، فالكويت تنحدر في ترتيبها ضمن تصنيفات الفساد، والفساد شديد الضرر ومكلف جداً في زمن الرخاء المالي، وفي زمن ندرة الموارد، يستحيل تحقيق أي تقدم ما لم تكن مواجهته أولوية. ونظرة على انحدار مستويات الاستثمار الأجنبي المباشر الداخلة إلى الكويت للسنوات الخمس الفائتة، ربما تكون كافية لتأكيد أن نظرة الآخرين لنا غير مشجعة على مستوى المشروعات الصغيرة، والعزوف سيكون أكبر على مستوى المشروعات الضخمة. وأكدّ «الشال» الحاجة الماسة إلى تغيير النهج التنموي، فالبلد يفقد خياراته بمرور الزمن، ولكن العجز عن إدارة مطار أو ميناء أو حركة مرور أو تسمية شوارع أو بيئة «جون الكويت» أو مواجهة التزوير في كل شيء تقريباً، وغيرها، يتطلب من الإدارة العامة اكتساب ثقة بمواجهة صحيحة لتلك التحديات الصغيرة، حتى يثق ويدعم الناس توجهاتها لمواجهة التحديات الكبرى.

جريدة القبس