13 تريليون دولار الاستثمار بالطاقة المتجددة
بحلول العام 2050
توقّع تقرير صادر عن شركة الأبحاث «BloombergNEF» أن يتفوق حجم الاستثمارات العالمية في مصادر الطاقة المتجددة على تلك التي يتم ضخها في مصادر الوقود الأحفوري وذلك بحلول العام 2050، في الوقت الذي ستنمو فيه حصة الطاقة المتجددة بشكل كبير ومطرد. ووفقاً للتقرير الذي حمل عنوان «تطلعات الطاقة لعام 2019» فمن المرجح أن تبلغ قيمة الاستثمارات في الطاقة المتجددة حول العالم نحو 13.3 تريليون دولار بحلول 2050، إذ إنه ببلوغ ذلك العام سيكون 77 في المئة من الكهرباء ناتجة عن مصادر متجددة. وتوقّع التقرير، أن تستحوذ طاقة الرياح على استثمارات تبلغ نحو 5.3 تريليون دولار بحلول 2050، في حين ستشهد الطاقة الشمسية إنفاقاً بواقع 4.2 تريليون دولار، بينما ستبلغ الاستثمارات في صناعة البطاريات نحو 843 مليار دولار. وبالمقارنة، رأى التقرير أن الاستثمارات العالمية في منشآت الوقود الأحفوري الجديدة لن تتجاوز تريليوني دولار فقط. ومن المتوقع بحسب التقرير أن يؤدي الانخفاض المستمر في تكاليف البطاريات، وزيادة حجم واستخدام الطاقة النظيفة إلى ازدهار التخزين العالمي للطاقة الثابتة على مدار العقدين المقبلين، الأمر الذي سيتطلب استثمارات إجمالية تصل إلى 662 مليار دولار. من ناحية أخرى، رجّح التقرير أن ترتفع مستودعات تخزين الطاقة في جميع أنحاء العالم، متوقعاً أن تنمو طاقة الرياح والطاقة الشمسية بدرجة كبيرة بحلول عام 2032، حيث ستستفيد منها دول العالم بشكل أكبر من الفحم في توليد الطاقة. من جانب آخر، أوضح التقرير أن استخدام الفحم سيصل إلى ذروته على مستوى العالم بحلول العام 2026، مع توقّع بانهيار توليد الفحم في جميع أنحاء العالم باستثناء منطقة آسيا. وعلى الصعيد العالمي، سينخفض توليد الطاقة عبر الفحم بحلول العام 2050 بنسبة 51 في المئة، مما يوفّر 12 في المئة فقط من الكهرباء في العالم، مقارنة بنحو 27 في المئة في الوقت الراهن. ومن حيث وتيرة الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، فقد أوضح التقرير أن أوروبا هي الرائدة في هذا المضمار، إذ من المتوقع أن تمثل الطاقة المتجددة فيها نحو 90 في المئة من مزيج الكهرباء في وقت مبكر من العام 2040، على أن تشكّل طاقة الرياح والطاقة الشمسية 80 في المئة منها. وفي الوقت الذي تسير فيه الاقتصاديات الأوروبية الكبرى بالفعل على طريق إزالة الكربون، وذلك بفضل السياسات الداعمة لها وتسعير الكربون، إلا أن كل من الولايات المتحدة والصين تتخلفان عن القارة الأوروبية بسبب الوتيرة البطيئة في سعيهما نحو التخلص من استخدام الكربون. من جانبه، أوضح المحلل الرئيسي في «BloombergNEF» ماتياس كيميل، أن الوحدات الكهروضوئية الشمسية وتوربينات الرياح وبطاريات الليثيوم من المتوقع أن تستمر في منحنيات خفض تكاليف الطاقة، مبيّناً أنه بحلول عام 2030، ستؤدي الطاقة المولدة أو المخزنة والمرسلة بواسطة هذه التقنيات الثلاث إلى تقويض الكهرباء الناتجة عن محطات الفحم والغاز الموجودة في كل مكان تقريباً.
جريدة الراي