كامكو: عشرة وسبعة بالمئة تراجع سعر النفط الكويتي في يونيو

قال تقرير لشركة كامكو للاستثمار: إن أسعار النفط واصلت تحركها ضمن نطاق محدود في يونيو 2019 والنصف الأول من يوليو الجاري، وذلك في اعقاب التراجع الشديد الذي منيت به في النصف الثاني من مايو الماضي، على خلفية عدد من العوامل يتمثل أهمها في ضعف الطلب على النفط بالتزامن مع خفض الامدادات. وأضاف التقرير: استمر ضعف الأسعار على الرغم من اعلان «أوبك» وحلفائها عن تمديد اتفاقية خفض الإنتاج لمدة تسعة أشهر إضافية. من جهة أخرى، واصلت توترات الشرق الأوسط في تعزيز الأسعار. إلا ان تلك العوامل قابلها الإعلان عن بعض البيانات المهمة التي تشير إلى ضعف نمو الاقتصاد العالمي في الأجل القريب مع تصدر النزاع التجاري ما بين الولايات المتحدة والصين كأحد اهم العوامل المؤثرة سلباً على آفاق النمو. ويشير أحدث التقارير الصادرة عن التوقعات المستقبلية لقطاع الطاقة على المدى القصير في الولايات المتحدة إلى تراجع الطلب العالمي المتوقع على النفط للعام 2019 بواقع 0.2 مليون برميل يومياً مقارنة بالتوقعات السابقة، في حين أبقى التقرير على توقعات الطلب على النفط في العام 2020 دون تغيير. وأشار أحدث التقارير الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية إلى عدم فعالية جهود أوبك وحلفائها في خفض الإنتاج، وذكر ان سوق النفط سيظل يعاني من تخمة المعروض في العام 2020. كما ذكر التقرير أيضاً ان المعروض النفطي العالمي تخطى مستويات الطلب بنحو 0.9 مليون برميل يومياً في النصف الأول من العام 2019. وعلى الصعيد الاقتصادي، تواصل البيانات الاقتصادية رسم صورة قاتمة للطلب المستقبلي على النفط. إذ سجلت الولايات المتحدة ضعفا في معنويات أنشطة الأعمال وتباطؤ الصناعات التحويلية، وتلك العوامل قد تؤدي إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل.كما تشير البيانات الاقتصادية أيضاً إلى تراجع الطلبيات الجديدة لمصانع السلع الأميركية للشهر الثاني على التوالي. وفي المقابل، أعلنت الصين عن تراجع مبيعات السيارات بما يقرب من نسبة 10 في المئة على أساس سنوي للشهر الثاني عشر على التوالي في يونيو 2019. وينطبق نفس الوضع على الهند، حيث تراجعت مبيعات السيارات إلى أدنى مستوياتها المسجلة في ثمانية أشهر بنسبة 25 في المئة، في حين انخفضت مبيعات سيارات الركاب بنسبة 18 في المئة في يونيو 2019. أما في أوروبا، خفضت المفوضية الأوروبية توقعات الناتج المحلي الإجمالي ومعدلات التضخم لمنطقة اليورو بالنسبة للعام المقبل على خلفية تزايد المخاطر السلبية. الأسعار وبلغت أسعار النفط اعلى مستوياتها المسجلة في سبعة أسابيع خلال الأسبوع الثاني من يوليو 2019 على خلفية انقطاع الامدادات في الخليج الأميركي نتيجة لاقتراب الاعصار. واخترق سعر خام غرب تكساس الوسيط حاجز 60 دولارا أميركيا للبرميل للمرة الأولى منذ شهرين، في حين أدى الاتجاه التصاعدي لأسعار مزيج خام برنت إلى تخطيه مستوى 65 دولارا للبرميل. كما ساهم تراجع المخزونات الأميركية في تعزيز أسعار النفط، حيث تراجعت المخزونات للأسبوع الرابع على التوالي حتى 5 يوليو 2019 بإجمالي بلغ 26.5 مليون برميل وصولاً إلى 459 مليون برميل. إلا انه على الرغم من ذلك، فإن تفاعل السوق مع مثل تلك الاحداث كان متواضعاً للغاية بالمقارنة بمواقف مماثلة في السابق. كما يظل مراقبو النفط متشككون تجاه العوامل التي قد تؤدي لدعم أسعار النفط، وخاصة في ظل فشل الاتجاهات الاقتصادية المعلن عنها حديثاً من قبل الجهات الحكومية المختلفة في توفير أية حوافز إيجابية. ويعد استقرار سعر برميل النفط عند مستوى 60 دولارا للبرميل كافياً لتعويض المنتجين الأميركيين والذين تشير التقارير إلى مواصلتهم لخططهم الاستثمارية. وسجلت متوسطات أسعار اغلبية خامات النفط تراجعاً ثنائي الرقم في يونيو 2019 نظراً لأن الارتفاعات التي شهدتها الأسعار تجاه نهاية الشهر لم تفلح في معادلة تراجعات بداية الشهر. حيث تراجع متوسط سعر خام الأوبك بنسبة 10.1 في المئة على أساس شهري خلال يونيو 2019 وبلغ 62.9 دولارا أميركيا للبرميل. اما بالنسبة لمتوسط سعر خام النفط الكويتي فقد تراجع بوتيرة أعلى هامشياً بلغت 10.7 في المئة، حيث وصل إلى 62.6 دولارا للبرميل، في حين تراجع متوسط سعر مزيج خام برنت بنسبة 9.6 في المئة، وبلغ 64.0 دولارا أميركيا للبرميل فيما يعد أدنى مستوياته منذ مارس 2019. المعروض النفطي وفقاً لمنظمة «أوبك»، ارتفع المعروض النفطي في يونيو 2019 بوتيرة اعلى من الشهر السابق تصل إلى 0.47 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 98.56 مليون برميل يومياً. وتعزى تلك الزيادة مجدداً لتزايد انتاج الدول غير التابعة لمنظمة الأوبك بواقع 0.54 برميل يومياً ليصل المتوسط إلى 68.73 مليون برميل يومياً، وبصفة خاصة من الولايات المتحدة والبرازيل وكازاخستان وروسيا والصين. وأدى تزايد المعروض النفطي من الدول غير الأعضاء في أوبك إلى تقليص الحصة السوقية للأوبك بمعدل 20 نقطة أساس إلى 30.3 في المئة خلال يونيو 2019. وتراجع إنتاج أوبك هامشياً في يونيو 2019 على خلفية انخفاض الإنتاج الإيراني. وعلى الرغم من أن ذلك التراجع يعزى بشكل أساسي للأعضاء المعفين من حصص خفض الانتاج، إلا ان معدل الالتزام الإجمالي لأعضاء الأوبك البالغ عددهم 11 عضواً بلغ 104 في المئة في يونيو 2019 مقابل 117 في المئة في مايو 2019، وفقاً لوكالة S&P Platts. هذا ويعزى تراجع معدلات الالتزام في المقام الأول الى الزيادة في إنتاج السعودية ونيجيريا والعراق، وفقا للوكالة. ووفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبيرغ، خفضت إيران إنتاجها بواقع 100 ألف برميل يومياً إلى 2.28 مليون برميل يومياً، في حين أوضحت مصادر الأوبك الثانوية تراجعها إلى 142 ألف برميل يومياً ليصل بذلك معدل الإنتاج إلى 2.23 مليون برميل يومياً. وجاءت أكبر زيادة خلال الشهر من نيجيريا التي أنتجت 1.89 مليون برميل يومياً، حيث بلغ انتاجها اعلى مستوياته منذ يناير 2015، وذلك على خلفية تزايد الانتاج بحقل ايجينا العملاق، الذي دخل حيز الانتاج منذ ستة أشهر وينتج بالفعل 200 ألف برميل يومياً.
 

المصدر: جريدة القبس