هل دخول سوق الأسهم الأميركية «مغامرة»؟
في الوقت الذي تخيم التوقعات السلبية على أداء البورصات وأسواق الأسهم العالمية، فإن تقريرا حديثا أوصى بشراء الأسهم الأميركية خلال العام المقبل، وذلك على الرغم من ارتفاع حدة الإصابة بفيروس كورونا بالولايات المتحدة الأميركية خلال الأيام الماضية.
ورفعت شركة «بلاك روك» لإدارة الأصول، تصنيف الأسهم الأميركية إلى زيادة الوزن، متوقعة أن تستفيد أسواق المال الأميركية من اتجاهات النمو الهيكلية والارتفاع المحتمل للقطاعات المرتبطة بالدورة الاقتصادية خلال عام 2021.
وأشارت إلى أن الشركات الكبيرة التي تتبع اتجاهات النمو الهيكلي والشركات الأصغر الموجهة نحو الارتفاع المرتبط بالدورة الاقتصادية، هي فرص الاستثمار المفضلة.
وأوضحت «بلاك روك» أن الأخبار الإيجابية المتعلقة بلقاحات فيروس كورونا المستجد تعزز التوقعات بشأن التعافي الاقتصادي خلال عام 2021، مما يقلل من مخاطر الندوب الاقتصادية الدائمة.
وعلى الرغم من الهبوط الحاد أثناء ذروة جائحة كورونا خلال شهر مارس الماضي، ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز» بأكثر من 10 بالمئة منذ بداية العام، بفضل التحفيز المالي والنقدي، إضافة إلى التطورات الإيجابية بشأن لقاح كورونا في الفترة الأخيرة.
وأمس الأول، ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية في ختام التعاملات، ليصعد «داو جونز» بحوالي 330 نقطة، مع توالي التطورات الإيجابية بشأن لقاح كورونا.
وقادت أسهم الطيران مكاسب البورصة الأميركية مع آمال بأن تساهم اللقاحات في عودة السفر في وقت مبكر من العام المقبل. وأظهر اللقاح الذي طورته جامعة «أكسفورد» مع شركة «أسترا زينكا» فاعلية 70 بالمئة، وقد تصل إلى 90 بالمئة للوقاية من عدوى كورونا.
كما استفادت الأسهم الأميركية من تقرير تداولته وسائل إعلام أميركية بشأن ترشيح رئيسة الاحتياطي الفدرالي السابقة، جانيت يلين، لقيادة وزارة الخزانة، حيث ظلت معدلات الفائدة منخفضة في ولايتها.
وعند ختام الجلسة، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بنحو 1.1 بالمئة، أو ما يعادل 328 نقطة، ليسجل 29593.5 نقطة. كما صعد «ستاندرد آند بورز» بنسبة 0.6 بالمئة، ليصل إلى 3577.7 نقطة، كما ارتفع مؤشر «ناسداك» بنسبة 0.2 بالمئة إلى مستوى 11880.6 نقطة.
وتظهر بيانات قوية للنشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة خلال نوفمبر، توسع نشاط الأعمال بأقوى وتيرةٍ شهرية منذ 5 سنوات، وفق مسح IHS Markit.
وسجل مؤشر مديري مشتريات التصنيع 56.7 نقطة، ارتفاعا من 53.4 نقطة في أكتوبر. كما ارتفع مؤشر مديري مشتريات الخدمات إلى 57.7 نقطة، ارتفاعا من 56.9 نقطة في أكتوبر.
وتفاعلت الأسواق إيجابا أيضا مع الأنباء الإيجابية عن تجارب المرحلة الأخيرة للقاح كورونا الذي تطوره جامعة أكسفورد مع شركة ASTRAZENECA، التي أظهرت فعالية قد تصل إلى 90 بالمئة وفق طرق إعطاء الجرعات، كما أن معدل الفعالية هو 70 بالمئة.
وعلى الرغم من أن فعالية اللقاح البريطاني أقل من تلك التي أعلنتها شركتا فايزر وموديرنا الأميركيتان، فإن لقاح أسترازينيكا يمكن حفظه بدرجات براد عادي، ولا يحتاج للبرودة الشديدة التي يحتاج إليها اللقاحان الآخران، والتي تصل إلى درجة 70 تحت الصفر. كما أن تكلفة اللقاح الجديد ستكون أقل.