لا تثق في اتصال «فايبر» يسأل عن حسابك ولو كان المتصل... بنكك
«الهاكرز» طوّروا أسلوب خداعهم من «أنت ربحت» إلى «تم حظر بطاقتك»
لا تثق نهائياً في اتصال يأتيك عبر تطبيق «فايبر» أو «واتس اب» وغيرهما من وسائل الاتصالات المختلفة إذا كان يسألك عن بيانات حسابك الشخصية، ولو كان المتصل بنكك. وإلى ذلك يؤكد مسؤولو البنوك المحلية وكذلك شركات الاتصال والصرافة أن «الهاكرز» يحاولون استغلال اسمائهم في النصب على «الطيبين»، حيث لاحظوا أن العصابات طورت أسلوب خداعها، واستبدلت طريقتها التقليدية والتي كانت تأتي دائماً كرسالة بعنوان «أنت ربحت» إلى نموذج جديد يبدأ باتصال عبر «الفايبر» يعقبه رسالة تحذيرية حال عدم الإجابة بحظر بيانات الشخص ما لم يزوّدهم بالبيانات المطلوبة. ورغم التأكيدات المتتالية بأن البنوك المحلية أو الخارجية لا تطلب بيانات الحسابات المصرفية، وكذلك شركات الاتصال والصيرفة، إلا أن البعض لا يزال يقع ضحية التهديد الناعم الذي يمارسه «الهاكرز»، والذين يضغطون به على بعض العملاء خصوصاً إذا أبدى المتلقى تجاوباً حول البيانات المطلوبة. ورصدت «الراي» أخيراً تواصل عصابات السرقة الإلكترونية، في تطوير نموذج أعمالها بالتفنن للتحايل على الناس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مستغلين هذا الفضاء الإلكتروني، إذ ينتحلون صفة مؤسسات أو شخصيات معروفة لابتزاز المواطنين والمقيمين مالياً، واستدراجهم عبر أخذ المعلومات الشخصية كأرقام الهواتف أو الحساب البنكي. ووفقاً لتجارب عدد من مستخدمي برنامج «الفايبر» و«الواتس آب» في الكويت، لوحظ اتجاه هذه العصابات للتحايل على المستخدمين من خلال تقديم نفسها على أنها خدمات رسمية من قبل البنوك المحلية أو شركات الاتصال، إذ إنها ولزيادة إقناع العميل أكثر تقوم بوضع شعار هذه المؤسسات أو صور المسؤولين التنفيذيين المعروفين محلياً. وعمدت هذه العصابات أخيراً إلى إرسال رسائل تحذيرية، تقول للعميل إنه تم إلغاء حسابه البنكي، وتطلب منه ضرورة تحديث البيانات الشخصية مع إرسال صورة من بطاقته البنكية، ولا يكتفي هؤلاء المتحايلون بذلك، بل يقومون بالاتصال على الشخص، منتحلين صفة المؤسسة المحلية وتكرار التحايل معه. ومن خلال الإطلاع على الرسائل التي يبعثون بها إلى المستخدمين، يلاحظ أنها تحتوي في الغالب على أخطاء في الكتابة باللغة العربية واستخدام شعارات متعددة من مختلف المؤسسات، إلا أنها دائماً ما تتضمن وضع رقم للتواصل عبر «الواتس آب»، محاولة إيهام المستخدم بسهولة التواصل مع هذه المؤسسة التي ينتحلون صفتها. كما تعمد عصابات أخرى على التحايل على عملاء شركات الاتصالات، من خلال استغلال ثغرة في مواقع شراء بطاقات الشحن، مثل «الآي تونز»، عبر إدخال رقم هاتف عشوائي، ليقوم الموقع بإرسال كود خاص بعملية استكمال الشراء إلى صاحب هذا الرقم، وعندها يعمد أفراد العصابة إلى التواصل مع هذا الشخص المستهدف ويطلبون منه هذا الكود، فإذا منحه لهم واستخدموه، يقوم نظام شركة الاتصالات تلقائياً بإضافة مبلغ الشراء إلى حساب فاتورته دون أن يعلم بذلك، ليتفاجأ عند مراجعته للشركة في معاملاته الاعتيادية بطول ورقة الفاتورة! وبحسب المستخدمين، فإنه يظهر أن أفراد هذه العصابات ينتمون إلى جنسيات آسيوية، كما يبدو أنهم على معرفة جيدة بالمؤسسات الكويتية الكبرى من بنوك وشركات اتصال، إذ يظهر معرفتهم بأسماء وصور المسؤولين التنفيذيين فيها، وهو الأمر الذي يشير إلى احتمالية وجود هذه العصابات في الكويت، أو على الأقل لهم من يمدهم هنا بالمعلومات، على أنهم يجيدون التحدث باللهجة العامية الكويتية. وبسبب كثرة تكرار مثل هذه المحاولات من قبل هذه العصابات وإمكانية نجاحها، لا سيما مع فئة كبار السن أو من يحسن الظن بهم، دعا عدد من المستخدمين إلى ضرورة أن تكثف الشركات والمؤسسات المختلفة من رسائلها التوعوية والتحذيرية لعملائها، ليكون المستخدم على دراية بمثل هذه الأمور.
جريدة الراي