عملات الأسواق الناشئة تحت الضغط بسبب الجائحة
بعد المكاسب القوية التي حققتها عملات الأسواق الناشئة في جنوب شرق آسيا الأسبوع الماضي، ينتظر أن تأتي عملات تلك البلدان تحت الضغط الأسبوع الجاري، إذ يطغى تأثير ارتفاع معدلات الإصابة بـ «كورونا» حول العالم على فعالية التوصل للقاح للفيروس القاتل.
ويشير تقرير لوكالة «بلومبيرغ» إلى أن البنوك المركزية في تايلند، وإندونيسيا، والفلبين، ستتوخى الحذر حيال أي إشارات قد تدق ناقوس الخطر حيال وتيرة ارتفاع عملاتهم، والتي قد تؤثر على جاذبية العوائد التي يحصل عليها المستثمرون الأجانب من ضخ السيولة الأجنبية في تلك الأسواق.
والأسبوع الماضي، قال بنك الفلبين المركزي، إن هناك مجالا لخفض متطلبات الاحتياطي الإلزامي، في إشارة إلى رغبة البنك في توفير المزيد من السيولة بالأسواق.
وتواصل صناديق الاستثمارات العالمية ضخ السيولة في أسواق الأسهم والسندات في دول جنوب شرق آسيا، مع ارتفاع الإقبال على المخاطرة والبحث عن العوائد المرتفعة في بيئة منخفضة لأسعار الفائدة في الاقتصادات المتقدمة بفعل السياسات التيسيرية التي تنتهجها البنوك المركزية الكبرى حول العالم.
وارتفعت تدفقات الديون السيادية لتايلند إلى أعلى مستوى لها في 17 شهرا خلال نوفمبر الجاري، فيما يتجه المستثمرون الأجانب لتسجيل صافي شراء في الأسهم الإندونيسية خلال نوفمبر أيضا للمرة الأولي منذ مايو الماضي.
والأسبوع الماضي ارتفع البات التايلندي لأعلى مستوى له في 10 شهر، ليخترق مستوى مقاومة مهم عند القمة المسجلة خلال تعاملات يونيو الماضي، فيما ارتفعت الروبية الإندونيسية بنحو 3 في المئة، في وقت ينتظر أن يثبت فيه البنك المركزي أسعار الفائدة حول مستويات 4 في المئة، حينما يجتمع في وقت لاحق غدا.
ويترقب المستثمرون أيضا بيانات بشأن الاقتصاد الفلبيني من شأنها أن تعطي مؤشرا على اتجاه العملة خلال الفترة المقبلة، بعد أن سجل البيزو أفضل أداء بين عملات المنطقة أمام الدولار منذ مطلع العام مع تحسن في فائض ميزان المعاملات الجارية.
وتخطى البيزو الفلبيني الأسبوع الماضي حاجزا نفسيا مهما للمستثمرين عند مستويات 48 بيزو للدولار الواحد، في وقت يتابع فيه المستثمرون عن كثب بيانات تحويلات الأجانب والتي ينتظر أن تصدر أيضا هذا الأسبوع.