صندوق النقد الدولي: تعافي الاقتصاد غير مرجح في 2021

بنك أوف أميركا: «موجة ثانية» من الجائحة تعتبر أكبر تهديد للأسواق

قالت الرئيسة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، إن الاقتصاد العالمي سيستغرق وقتا أطول كثيرا مما كان متوقعا في البداية، للتعافي بشكل كامل من الصدمة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد، وحذرت من عودة إلى الحمائية.

وأضافت جورجيفا أن صندوق النقد من المرجح أن يعدل بالخفض توقعاته لانكماش الناتج المحلي الإجمالي في 2020، والبالغة 3 في المئة، ومن المتوقع أن يحدث تعاف جزئي فقط العام القادم، بدلا من الانتعاش البالغ 5.8 في المئة، الذي كان متوقعا في بادئ الأمر.

وفي مقابلة مع «رويترز»، قالت جورجيفا إن البيانات الواردة من أرجاء العالم أسوأ من التوقعات. ومضت قائلة: «بالتأكيد ذلك يعني أننا سنستغرق وقتا أطول بكثير للتعافي بشكل كامل من هذه الأزمة». ولم تقدم موعدا مستهدفا محددا للتعافي.

وفي أبريل، توقع صندوق النقد أن إغلاقات الشركات وإجراءات العزل العام الرامية لإبطاء انتشار فيروس كورونا ستلقي بالعالم في أعمق ركود منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي. لكن جورجيفا قالت في وقت سابق هذا الشهر إن بيانات وردت منذ ذلك الحين تشير إلى «المزيد من الأنباء السيئة».

ومن المنتظر أن يصدر صندوق النقد توقعاته الجديدة للاقتصاد العالمي في يونيو.

وسئلت جورجيفا عن تجدد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم، فقالت إنها تحث الدول الأعضاء على الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة، وكذلك تدفقات التجارة التي أعطت دعما للنمو العالمي لعقود.

وأضافت: «نحتاج إلى الحفاظ على تدفقات التجارة مفتوحة، وخصوصا الإمدادات الطبية، وأن نجد في الأجل الأطول مسارا للتغلب على ما يحدث الآن في هذه الأزمة».

وحذرت من عودة إلى الحمائية بسبب الأزمة الحالية.

وقالت أيضا إن صندوق النقد قدم تمويلات طارئة إلى 56 دولة، منذ بداية أزمة فيروس كورونا، وسينظر في 47 طلبا إضافيا بأسرع ما يمكن.

وقال متحدث باسم صندوق النقد إنه تم حتى الآن صرف نحو 21 مليار دولار في تمويلات طارئة بأسعار فائدة منخفضة جدا.

وقالت جورجيفا إن صندوق النقد قد يقدم أيضا منحا لمساعدة الدول الأكثر فقرا على تغطية مدفوعات خدمة ديونها إلى الصندوق حتى نهاية العام.

من جانبه، خلص مسح لمديري الصناديق أجراه بنك أوف أميركا إلى أن المستثمرين متفائلون حيال الأسهم، وخصوصا الأصول عالية المخاطر، لكنهم يتوقعون تعافيا اقتصاديا أبطأ، إذ مازال خطر موجة ثانية من الإصابات بفيروس كورونا المستجد قائما.

وتعافت الأسهم العالمية بنسبة هائلة بلغت 31 في المئة في غضون أقل من شهرين من موجة بيع في مارس، لتعوض أكثر من نصف خسائرها، إذ يراهن المستثمرون على أن النشاط الاقتصادي سينتعش بشكل فائق السرعة فور تخفيف إجراءات العزل.

لكن مؤشرات على تجدد الإصابات بفيروس كورونا في بعض البلدان قوضت تلك الآمال. وأظهر مسح بنك أوف أميركا أن «موجة ثانية» من الجائحة تعتبر أكبر تهديد للأسواق للشهر الثاني على التوالي.

وفي الوقت الذي تواصل فيه التوقعات الاقتصادية التراجع، أظهر مسح مايو أن 75 في المئة من المشاركين يعتقدون أن التعافي سيكون على شكل حرف ‭‭U‬‬ أو ‭‭W‬‬. ولم يتوقع سوى عشرة في المئة من المشاركين في المسح البالغ عددهم 194 تعافيا على شكل حرف ‭‭V‬‬.

والتعافي على شكل حرف ‭‭V‬‬ يشير إلى تراجع في النمو متبوع بتعاف على نفس القدر من الحدة، في حين يحدث التعافي على شكل حرف ‭‭U‬‬ عندما يستغرق التعافي أكثر من ربعي سنة، ويشير التعافي على شكل حرف ‭‭W‬‬ إلى نزول مزدوج في النمو.

وتجلى تشاؤم المستثمرين بشكل أكبر في مستويات السيولة التي صعدت إلى 5.7 في المئة، وهو ما يزيد كثيرا على نسبة الأربعة في المئة المسجلة في فبراير، ويقل بشكل طفيف عن أبريل.

 
جريدة الجريدة