شركة مشاريع الكويت: ننظر بحذَر إلى 2020 مع مراقبة آثار فيروس كورونا

• فيصل العيار: تصرفات الكثيرين ستعتمد على كيفية تطوّر الأوضاع في النصف الثاني من العام
• «عمومية» الشركة وافقت على توزيع 10% أرباحاً نقدية وانتخاب مجلس إدارة لـ 3 سنوات

أشارت "المشاريع" إلى أنه في حين ظل النمو مستقراً إلى حدٍّ ما عند مستوياته السابقة، فإنّ الأرباح الصافية للشركة حققت نمواً بنسبة 6% لتبلغ 30 مليون دينار للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2019، وذلك مقارنة مع 28.3 مليوناً في عام 2018.

قالت شركة مشاريع الكويت (القابضة)، في منتدى الشفافية الذي تعقده سنوياً، إنها تنظر إلى عام 2020 بحذر، في الوقت الذي تعمل على متابعة ودراسة آثار انتشار وباء فيروس كورونا على الأوضاع الاقتصادية بشكل عام وعلى أنشطتها الرئيسية بشكل خاص، إلى جانب نتائج الانخفاض الكبير في أسعار النفط العالمية مقارنة مع المستويات التي وصلت إليها في عام 2019.

وقدمت الشركة خلال المنتدى استعراضاً لنتائجها في عام 2019 وتطلعاتها لعام 2020. وتماشياً مع توجيهات السلطات الصحية فيما يتعلق بالتباعد الاجتماعي، فقد تم بثّ فعاليات المنتدى عبر شبكة الإنترنت للمساهمين والمحللين الماليين والمؤسسات المستثمرة.

 

 

الجمعية العمومية

وكان المنتدى قد عُقد عقب اجتماع الجمعية العمومية للشركة التي وافق خلالها المساهمون على توزيع أرباح نقدية بنسبة 10 بالمئة (10 فلوس للسهم الواحد)، والذي شهد أيضاً انتخاب مجلس إدارة جديد لمدة 3 سنوات.

لمحة عن عام 2019

وفي إطار استعراض الأداء خلال العام الماضي، أشارت الشركة إلى أنه في حين ظل النمو مستقراً إلى حدٍّ ما عند مستوياته السابقة، فإن الأرباح الصافية للشركة حققت نمواً بنسبة 6 بالمئة لتبلغ 30 مليون دينار (99 مليون دولار) للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2019، وذلك مقارنة مع 28.3 مليونا (93.4 مليون دولار) في عام 2018.

وأبرزت الشركة الدعم المستمر من مساهميها، الأمر الذي يظهر من خلال استكمال زيادة رأس المال بنجاح في صيف عام 2019، حيث جمعت الشركة 95 مليون دينار (314 مليون دولار)، في الاكتتاب الذي شهد إقبالاً فاق عدد الأسهم المطروحة بنسبة 17 بالمئة.

كما استكمــــلت الشركــــة بنجــــاح إصــــدار سنــــدات بقيمــــــة 500 مليـون دولار (151 مليـون دينـار) لأجـل 7 سـنوات، فــي إطـار برنامجهـا لإصـدار أوراق ماليـة متوسـطة الأجل باليـورو بقيمـة 3 مليـارات دولار. وبلـغ حجـم الطلـب علـى السـندات 3.6 مليـارات دولار، وهو الذي يعتبر الأكبر للشـركة على الإطلاق فــي أسـواق السـندات الدولية، مما يمثّـل زيـادة فــي الاكتتـاب بمقـدار 7.1 مرات. وحملت السـندات سـعر فائدة ثابتة بنسـبة 4.229 بالمئة، وهو أدنى معدل فائدة تحصل عليه الشـركة على الإطلاق. وساهم هذا الإصدار في إطالة أمد استحقاق الدين من 4.1 إلى 4.7 سنوات، وكذك في تخفيـض تكلفـة التمويل السـنوية للشـركة بحوالي 26 مليون دولار بمجرد تسـديد السـندات التي تستحق فــي شـهر يوليو 2020.

أداء شركات المجموعة

أما على صعيد أداء شركات المجموعة الرئيسية، فقد تحدثت شركة المشاريع عن ارتفاع الأرباح الصافية لبنك برقان بنسبة 3 بالمئة، وهو الذي عمل بنجاح على إصـــدار أوراق ماليـــة رأســـمالية دائمـــة ضمـــن الشــريحة الأولى لــرأس المــال بقيمــة 500 مليــون دولار وبعائــد 5.75 بالمئة.

من جهتها، حققت مجموعة الخليج للتأمين نمواً بنسبة 12 بالمئة في حجم أرباحها الصافية، كما ارتفع إجمالي الأقساط المكتتبة بنسبة 8 بالمئة. وما تزال الشركة من بين أكبر 5 شركات تأمين في الشرق الأوسط من حيث حجم الأقساط المكتتبة.

في حين سجلت شركة الخليج المتحد القابضة نمواً في الإيرادات بنسبة 8 بالمئة، أما شركة كامكو إنفست التابعة لها، فقد أعلنت تحقيق نمو بنسبة 47 بالمئة في الإيرادات، بعد استكمال عملية الاندماج مع بيت الاستثمار العالمي (غلوبل).

أما شركة التعليم المتحدة، فقد واصلت تطوير منشآتها وتعزيز قاعدة الطلاب في مؤسساتها، وحققت نمواً في الإيرادات بنسبة 6 بالمئة.

بدورها، حققت شركة العقارات المتحدة، الذراع العقارية لشركة المشاريع، نمواً في الإيرادات بنسبة 10 بالمئة، وهي التي تأثر أداؤها المالي بالخسائر المتكبدة من إعادة تقييم الممتلكات.

في غضون ذلك، سجلت شركة القرين لصناعة الكيماويات البترولية نمواً بنسبة 13 بالمئة في الإيرادات للأشهر التسعة الأولى من السنة المالية. وكانت الشركة قد استحوذت على حصة ملكية بنسبة 60 بالمئة في شركة جاسم للنقليات في شهر يونيو 2019، وتتحرك الشركة نحو مشاريع تطوير البتروكيماويات ذات الإمكانات الجيدة.

من جهتها، سجلت الشركة السعودية لمنتجات الألبان والأغذية (سدافكو)، وهي تابعة لشركة القرين لصناعة الكيماويات البترولية، ارتفاعاً في صافي الأرباح بنسبة 21 بالمئة ونمواً في الإيرادات بنسبة 11 بالمئة خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية.

أما بالنسبة لشركة OSN، فقد أعلنت شركة مشاريع الكويت تحقيق تحول تشغيلي في الشركة الناشطة في قطاع خدمات التلفزة المدفوعة. وقد أصبحت الشركة الآن موجودة في 25 دولة عبر المنطقة من خلال منصة البث عبر الإنترنت "OSN Streaming"، وكانت Disney+ قد أصبحت متوافرة على التطبيق منذ شهر أبريل 2020. وإضافة إلى ذلك لا تزال OSN تتمتع بحقوق المحتوى الحصري لـ7 استديوهات "هوليوود" رئيسية، والعمل جار لإنتاج محتوى عربي أصلي.

 

وقد استمرت عملية تعزيز انسيابية أعمال OSN بنجاح، حيث تم ترشيد تكلفة المحتوى وتوفير 120 مليون دولار مقابل القيمة التعاقدية في عام 2019. كما سجلت الشركة انخفاضاً بنسبة 28 بالمئة في النفقات العامة والإدارية وتكاليف الموظفين في عام 2019، مقارنة مع العام الماضي، وقد تم أيضاً تعزيز فريق الإدارة في مجالات الخبرة الضرورية.

 

 

التكنولوجية الرقمية

وأشارت شركة المشاريع إلى أن عام 2019 شهد بداية تطوير وتعزيز الخدمات الرقمية في شركاتها الرئيسة، الأمر الذي سيتواصل طوال عام 2020. وذكرت أن بنك برقان أطلق تطبيقه الجديد للهواتف الذكية مع ميزات آمنة وسهلة الاستخدام.

أما OSN فقد عمدت إلى إعادة تسمية تطبيقها للبث عبر شبكة الإنترنت، ليصبح اسمه "OSN Streaming" وإضافة برامج Disney+ إليه. يتمتع التطبيق بتصنيف 4.4 نجمات على متجر أبل للتطبيقات، حيث يحتل مرتبة أعلى أو مساوية لمنافسيه. ويبلغ تصنيف التطبيق لدى IMDb 8.7 نجوم، مما يجعله في مركز متقدم على العديد من منصات البث عبر الإنترنت الأخرى حول العالم.

في غضون ذلك، استثمرت مجموعة الخليج للتأمين في قنوات التوزيع الرقمية من خلال تعزيز موقعها على شبكة الإنترنت وموقع مزايا الموظفين، والاستحواذ على حصة ملكية في شركة "yallahcompare". وقد اتخذت المجموعة العديد من المبادرات الرئيسية لتعزيز وتطوير منتجاتها وخدماتها الرقمية، بما في ذلك نظام تتبّع المركبات.

ملاحظات أولية لعام 2020

في ملاحظاتها الأولية لعام 2020، قالت شركة مشاريع الكويت إن أنشطتها في قطاع التأمين تظهر صورة مستقرة، حيث إن معدل المطالبات الأقل يقابله تباطؤ في نمو الإيرادات، ومع ذلك، سيكون من الصعب التنبؤ بأداء الاستثمار بسبب تقلبات السوق.

أما قطاع الإعلام، فقد حقق أداءً تجاوز الميزانية في الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، بالتزامن مع زيادة استخدام العملاء، وتراجع معدل توقف الاشتراكات. إلا أن المبيعات الجديدة تأثرت بسبب إغلاق منافذ البيع، على خلفية حظر التجول والإغلاق الحكومي.

وأشارت الشركة إلى أن جودة القروض في أنشطة قطاع الخدمات المصرفية تبقى غير واضحة، وسيكون من الصعب توقّع أداء الاستثمار بسبب تقلبات السوق، إضافة إلى أن التوجيهات من السلطات التنظيمية ما تزال غير واضحة.

أما على صعيد العقار والضيافة، فقد قالت شركة المشاريع إن القضايا الأساسية التي تؤثر على هذا القطاع تشمل حجم السكان والقيود المفروضة على السفر والتنقل على خلفية انتشار فيروس كورونا.

وغني عن القول إن شركات المجموعة الناشطة في قطاع خدمات البتروكيماويات ستتأثر بالتغيرات في أسعار النفط.

التطلعات لعام 2020

وحول تطلعاتها المستقبلية لعام 2020، قالت شركة المشاريع إنه مع انتشار وباء فيروس كورونا وحاجة شركات المجموعة للتكيّف مع هذا التطور من أجل الاستمرار في تقديم خدماتها، فقد أثبت موظفو المجموعة أنهم على مستوى التحدي، وعملوا على تقديم الأفضل من خلال العمل في المنازل.

وقالت الشركة إنها ستواصل مراقبة تأثير انتشار هذا الوباء الذي له آثار وتبعات كبيرة وفي تزايد. وقال نائب رئيس مجلس الإدارة (التنفيذي) في الشركة، فيصل العيار: "نبقى على حذر بشأن عام 2020، حيث نراقب عن كثب آثار انتشار فيروس كورونا على بيئة الأعمال، وكذلك التراجع في أسعار النفط العالمية. كنا خلال أزمة انتشار الفيروس نعمل مع الإدارات التنفيذية في شركات المجموعة لضمان استمرار تقديم الخدمات لعملائنا بأفضل طريقة ممكنة، والحد من الآثار المالية السلبية التي سيتركها انتشار الوباء على شركاتنا. في الوقت الذي نبقى مستعدين من الناحية التشغيلية لإعادة إطلاق أنشطتنا على نطاق واسع في الأسواق المختلفة التي نعمل فيها، فإننا ندرك أيضاً أن الأسواق ستوفر فرصاً جديدة نتيجة هذه المرحلة الصعبة التي يعيشها العالم".

وأضاف: "على الرغم من أن تنفيذ مبادرات جديدة لشركاتنا تأثر بشكل سلبي في بعض الحالات بسبب انتشار فيروس كورونا، فإننا نعتقد أن الكثيرين سيعتمدون على كيفية تطور الأوضاع في النصف الثاني من عام 2020، وأي شركة تنجح في الإعلان عن ربحية هذا العام تكون بذلك قد حققت إنجازاً".

 

جريدة الجريدة