راماشاندران: «الجزيرة» قادرة على الطيران بمسافريها بين الكويت ولندن بنصف السعر

«ستكشف النقاب عن أسلوب جديد تماماً»

تستعد شركة طيران الجزيرة، لتخطو الشهر المقبل خطوة ستكون بمثابة أحد المعالم البارزة في مجال الطيران التجاري، إذ من المقرر أن تبدأ الشركة بتسيير أولى رحلاتها الجوية الطويلة منخفضة التكلفة بين الشرق الأوسط والمملكة المتحدة. ومن المقرّر أن تُقلع أولى الرحلات من الكويت بحلول 27 أكتوبر المقبل، وعندما تهبط الطائرة على مدرج مطار «غاتويك» في لندن بعد مرور أكثر من 6 ساعات من التحليق، فإن تلك الانطلاقة الجديدة ستدشّن أول مسار جوي تجاري منخفض التكلفة مباشر بين الكويت وبريطانيا منذ أكثر من نصف قرن. وفي مقابلة مع موقع «breakingtravelnews.com» قال الرئيس التنفيذي لشركة طيران الجزيرة، روهيت راماشاندران، إن هذه الخطوة «ستبث روحاً مثيرة جديدة في قطاع السفر الجوي منخفض التكلفة، إذ إنها ستكشف النقاب عن أسلوب جديد تماماً للسفر». وأضاف راماشاندران أن «هذه الانطلاقة الجديدة ستكون محطة مفصلية تاريخية رئيسية بالنسبة لـ(الجزيرة) لأسباب عدة، من بينها أنها أول خدمة منخفضة التكلفة بين الخليج والمملكة المتحدة»، مبيناً «سيكون هذا المسار أيضاً هو أطول خط مُجدول لطائراتنا الجديدة من طراز (إيرباص A320neo)، حيث ستستغرق الرحلة 6 ساعات ونصف الساعة. وبصفتنا شركة طيران منخفضة التكلفة، فإننا لا نتنافس بقوة على حركة المرور الحالية فحسب، بل ننافس سعياً إلى كسر الاحتكارات، ونعمل على توسيع نطاق عملياتنا إلى مناطق لا نعمل فيها حالياً». ورأى الموقع أنه «إذ تستهدف (طيران الجزيرة) في معظم عملياتها، مسافري السوق الترفيهية الذين تهمهم معقولية السعر قي المقام الأول، فإن الشركة تطمح في الوقت ذاته إلى تعزيز الروابط القائمة بين الكويت وبريطانيا». وأشار راماشاندران «بالطبع، تربط بين المملكة المتحدة والكويت روابط تاريخية قوية، وقد احتفلت السفارة البريطانية لدى الكويت للتوّ بـ120 عاماً من الشراكة بين البلدين. ولهذا السبب، تعتبر لندن بمثابة الوطن الثاني بالنسبة لكثير من رجال الأعمال الكويتيين، وفي الوقت ذاته يوجد أيضاً عدد كبير من الطلاب الكويتيين الذين يدرسون في لندن». خدمة التوقف وقال راماشاندران «نحن أيضاً شركة الطيران منخفضة التكلفة الوحيدة التي تقدّم خدمة التوقف في محطة واحدة بين لندن وبين دول شبه القارة الهندية. فنحن نقوم بتسيير رحلات إلى 5 وجهات في كل من الهند، وباكستان، ونيبال، وبنغلاديش. فجميع هذه الدول لها عدد كبير من المقيمين في المملكة المتحدة. وهكذا، فالبنسبة لهذه الجاليات الآسيوية التي ترغب في زيارة الوطن، سيكون هذا أول خيار منخفض التكلفة سيتاح لهم على الإطلاق». واعتبر أن المسار اللندني الجديد سيجعل «الجزيرة» قادرة على أن تطير بركابها بين لندن والكويت، بما يضاهي نصف السعر تقريباً مقارنة بمنافسيها. وأوضح الموقع من جانبه أنه «بينما تستطيع طائرة (إيرباص A320neo) أن تغطي مسافة الست ساعات ونصف الساعة، وصولاً إلى مطار الكويت الدولي، فإن مطارات دبي وأبو ظبي (التي توجد أبعد جنوباً بساعة تقريباً) توجد خارج نطاق قدراتها. وبالتالي فإن هذا الأمر سيمنح (طيران الجزيرة) ميّزة على شركات الطيران المنافسة التي لديها طائرات من الطراز ذاته». وتوقّع الموقع أن تتضاعف هذه الميزة عندما تبدأ «الجزيرة» بتسيير طائرات إضافية ضمن أسطولها مستقبلاً على هذا الخط الحيوي، إذ من المتوقع انضمام 3 طائرات في غضون العام الحالي، و4 أخرى خلال العام 2020. وفي حين بيّن الموقع أن جميع طائرات «إيرباص A320neo» التي لدى «طيران الجزيرة» حالياً، مستأجرة، أوضح أن راماشاندران قال إن «الشركة تدرس طلباً لشراء طائرات خاصة بها العام المقبل». وأضاف الرئيس التنفيذي لـ«الجزيرة» «لقد اتخذنا خيار الاستئجار حالياً لأننا وجدنا أنه يعطينا قدراً أكبر من المرونة، والقدرة على أن نتكيّف ونتتبع الفرص الأنسب لنا. فبهذه الطريقة، يمكننا أن نستأجر طائرات الخطوط المتعثرة من شركات طيران مختلفة، وأن نستأجر طائرات جديدة مباشرة من مصنع (ايرباص) من بين الطائرات التي لم يتم تسليمها لأي سبب من الأسباب. ونحن نتفاوض مع كل من (بوينغ) و(إيرباص) حول المستقبل، كما أننا ما زلنا شركة صغيرة نسبياً من حيث حجم أسطولها، وهو الأمر الذي يتيح لنا إمكانية التبديل من واحدة إلى أخرى دون أن نعاني الكثير من المتاعب». 15 عاماً وأكد «نحن نقوم بتسيير طائرات (إيرباص) منذ 15 عاماً، ونحن راضون عن طائرة (A320neo)، لكن كل من هذه الطائرة تحديداً وطائرة (بوينغ 737 Max) يمكنهما أن تخدما غرضنا جيداً، فهما تلبيان متطلباتنا التجارية، لكننا لسنا في عجلة من أمرنا في ما يتعلق بقرار شراء طائرات جديدة خاصة بنا. فمنطقتنا مليئة بشركات طيران مملوكة حكومياً طلبت شراء أعداد كبيرة من الطائرات دون أن تعرف إلى أين ستقوم بتسييرها». وتابع «نحن نقوم بالأشياء بشكل مختلف بعض الشيء، إذ إن لدينا التزاماً تجاه مساهمينا بأن ندير رأسمالنا بعناية فائقة، لذا فإن ما نفعله هو أننا نرصد طائرات الخطوط المتعثرة، ونؤجرها بأقل من المعدلات السعرية السوقية. ومع ذلك، فإننا نتطلع إلى تقديم طلبية لشراء طائرات جديدة خاصة بنا بحيث يكون موعد تسلمها ابتداء من العام 2023». وأشار الموقع إلى أنه «على الرغم من كون (الجزيرة) تصنف نفسها في فئة الطيران منخفض التكلفة، فإنها ستقدّم خدمة ذات ثلاث فئات على متن رحلاتها المرتقبة على مسار لندن». وأوضح راماشاندران «نحن أساساً سنوفّر نمطاً واحداً من المقاعد على متن الطائرة، ولكن بثلاث درجات متفاوتة. فدرجة رجال الأعمال ستكون مماثلة لتلك الخاصة بمقاعد شركات النقل الأوروبية في الرحلات ذات المدى القصير، أي المقعد نفسه، ولكن مع وجود مساحة أكبر مع حجب المقعد الأوسط بطاولة تقديم». كما ستكون هناك أيضاً أولوية في الصعود إلى الطائرة، وخدمة مقصورة معزّزة، ووزن أمتعة أكثر سخاءً، يصل إلى 50 كيلوغراماً تقريباً. وللمرة الاولى على هذا الخط، استحدثنا أيضاً مقصورة اقتصادية متميزة. وهذا يعني جوهرياً توفير ضمان من جانبنا لإبقاء المقعد المجاور لك شاغراً، وهو أمر لم يحدث من قبل، لكن ستبقى الدرجة السياحية سخية للغاية، إذ تبلغ مساحة المقعد 38 بوصة مربعة، وهي مساحة أوسع مما تجده في أي مقصورة مماثلة لدى العديد من شركات الطيران الأخرى ذات الصيت. 10 دقائق استطرد الرئيس التنفيذي لـ«الجزيرة» قائلاً «لا يستغرق الأمر منا سوى 10 دقائق لإعادة تنسيق مقصورة الركاب لتتحوّل بالكامل، إما إلى درجة سياحية، أو إلى درجة رجال أعمال، أو أي تعديل آخر، وهذا يعني أننا نتمتع بدرجة كبيرة من المرونة في تلبية الطلب، وهذا يعني أنه إذا كان لدينا على سبيل المثال مجموعة كبيرة من الركاب، فإنه يمكننا أن نتكيّف سريعاً حسب الحاجة»، مشيراً إلى أن «العام الحالي سيشهد إجمالا نقل (طيران الجزيرة) لنحو 2.4 مليون مسافر». ونوه الموقع إلى أنه «بالنسبة للمسافرين البريطانيين بغرض السياحة والترفيه، فإن (طيران الجزيرة) توفّر خطوطاً منخفضة التكلفة ذات توقف واحد للوصول إلى الوجهات السياحية الناشئة». وعن السفر من بريطانيا إلى الكويت للترفيه والسياحة، قال راماشاندران «الفترة من شهر أكتوبر إلى مارس هي وقت رائع لزيارة الكويت، فهي مثل الصيف هنا في بريطانيا. ويتسنى للبريطانيين الحصول على تأشيرة دخول فورية لدى الوصول إلى الكويت التي سيكون بإمكانهم زيارة أفضل أماكن التسوق فيها، والتي يمكنك العثور عليها في أي مكان في العالم. فمثلا، هناك مجمع (الأفنيوز) الذي هو الأفضل في العالم، بلا شك». ولفت راماشاندران إلى أنه «بالنسبة للمسافرين الذين يرغبون في النظر إلى ما هو أبعد من الكويت، مثل تبليسي في جورجيا، أو باكو في أذربيجان، أو بودروم في تركيا، فإننا نقدّم حلاً رائعاً منخفض التكلفة ذي توقف واحد للوصول إلى كل هذه الأماكن. وبمجرد أن ندشّن خط لندن، سننتظر ونرى كيف سيكون أداؤه». فكل مسار ينبغي أن يقف على قدميه أولاً، ومن ثم قد ندرس بعد ذلك تدشين مسار آخر إلى مانشستر أو غيرها، لكننا منفتحون.

جريدة الراي