تقارب احتمالات فوز بايدن وترامب يهدد خطة التحفيز والأسواق

المحادثات بشأن الحزمة الجديدة مستمرة... والأسهم ترتفع مع التفاؤل بتمريرها

قال المتحدث باسم نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي، إنها ووزير الخزانة ستيفن منوتشين حققا تقدماً نحو اتفاق على حزمة مساعدات جديدة لتخفيف التداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا أثناء مناقشة استمرت 45 دقيقة أمس الأول.

يرى «جيه بي مورغان» أن تقارب نتائج استطلاعات الرأي أخيراً حيال احتمالات فوز المرشحين في الانتخابات الأميركية جو بايدن والرئيس دونالد ترامب يجعل الأسواق على موعد مع عدم يقين إضافي.

وقالت مذكرة بحثية صادرة عن البنك الاستثماري الأميركي نقلتها «بيزنس إنسايدر، إن الفجوة الآخذة في الانكماش بين المرشحين في استطلاعات الرأي تشير إلى احتمالات حدوث تنازع على نتيجة الانتخابات الرئاسية.

ورغم أن بايدن لا يزال متقدماً في استطلاعات الرأي على الرئيس ترامب، فإن وتيرة التفوق بدأت في التراجع خلال الأسابيع الأخيرة.

ومن شأن النتيجة المتنازع عليها أن تقلل الآمال الخاصة بإقرار تدابير تحفيزية جديدة لدعم الاقتصاد الأميركي، إضافة إلى وضع ضغوط هبوطية على أسواق الأصول الخطرة على المدى القريب، بحسب «جيه بي مورغان».

وقال المتحدث باسم نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي، إنها ووزير الخزانة ستيفن منوتشين حققا تقدما نحو اتفاق على حزمة مساعدات جديدة لتخفيف التداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا أثناء مناقشة استمرت 45 دقيقة أمس الأول.

وكتب المتحدث درو هاميل على «تويتر» أن المحادثات ستستمر وأن «الجانبين كليهما جادان بشأن إيجاد حل توفيقي». ومن جانبها قالت بيلوسي، إنها تأمل الوصول إلى اتفاق بحلول نهاية الأسبوع.

وكانت بيلوسي حددت مهلة 48 ساعة أخيرة للبيت الأبيض للتوصل إلى تسوية بعد مفاوضات مستمرة منذ ثلاثة أشهر حول هذه المسألة التي تراجع فيها دونالد ترمب مرات كثيرة عن مواقف تعهد بها.

وقال ناطق باسم بيلوسي، إنها أجرت اتصالاً بوزير الخزانة استمر نحو ساعة، مشيراً إلى أن «الاختلافات آخذة بالتقلص» حول آلية خطة المساعدة الجديدة للشركات والأسر الأميركية، وفقاً لوكالة «فرانس برس».

وأعطت هذه المحادثات بعض الأمل للأسواق المالية وفتحت بورصة وول ستريت على ارتفاع أمس الأول.

لكن ثمة عقبات لا تزال تعترض طريق الاتفاق، إذ لا يكفي توصل الحكومة الفدرالية والديمقراطيين في مجلس النواب إلى اتفاق بل ينبغي أن يقره مجلس الشيوخ أيضاً.

وأكد ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ مرات عدة أنه لن يدعم برنامج مساعدات واسعاً جداً.

ويشكل الحجم الإجمالي للمساعدات، العقبة الرئيسية. ففي حين يسعى الديمقراطيون إلى إجراءات تقدر قيمتها بحوالي 2200 مليار دولار يريد البيت الأبيض الاكتفاء بـ 1800 مليار. أما الجمهوريون في مجلس الشيوخ فيريدون خطة لا تزيد على 500 مليون دولار.

إلى ذلك، قال تشارلز إيفانز رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في شيكاغو، إن لديه «قدراً معقولاً من الثقة» بأن تعافي الاقتصاد الأميركي سيحتفظ بقوته الدافعة في العام القادم، لكن بدون تحفيز مالي إضافي فإن التعافي قد يتعثر والمزيد من خسائر الوظائف قد تصبح دائمة.

وأبلغ إيفانز منتدى افتراضياً استضافه نادي ديترويت الاقتصادي، «أنا قلق بشأن نقص الدعم المالي»، مضيفاً أن احتمال عدم إقرار

مساعدات جديدة «يجعلني متوتراً» خصوصاً لأنه قد يعني أن حكومات الولايات والحكومات المحلية ستحتاج إلى خفض المزيد من الوظائف.

وقال إن الاقتصاد الأميركي تعافى بحوالي 91 في المئة لكن التعافي غير متجانس.

وأضاف أنه وسط ظروف جيدة، يُتوقع أن يبلغ معدل البطالة في الولايات المتحدة 5.5 في المئة بنهاية 2021.

وارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية عند نهاية تداولات أمس الأول، وسط إشارات بشأن إحراز تقدم بين الديمقراطيين والبيت الأبيض في مفاوضات حزمة التحفيز الإضافية المرتقبة.

وعند الإغلاق، صعد مؤشر «داو جونز» بنحو 0.4 في المئة ما يعادل زيادة حوالي 113.4 نقطة ليصل إلى 28.30 ألف نقطة، بعد ارتفاع بنحو 360 نقطة في وقت سابق من التعاملات.

في حين ارتفع مؤشر «S&P 500» بنحو 0.5 في المئة أو 16.2 نقطة ليصل إلى 3443.1 نقطة، بينما زاد مؤشر «ناسداك» بأكثر من 0.3 في المئة ما يوازي 37.6 نقطة مسجلاً 11.516 ألف نقطة.

وبالنسبة للأسواق المالية في أوروبا، انخفض مؤشر «ستوكس يوروب 600» بأكثر من 0.3 في المئة ما يعادل 1.3 نقطة مسجلاً 365.5 نقطة عند الإغلاق.

بينما ارتفع مؤشر «فوتسي 100» البريطاني بنسبة هامشية 0.08 في المئة (+4.6 نقاط) ليصل إلى 5889.2 نقطة، فيما تراجع المؤشر الألماني «داكس» بأكثر من 0.9 في المئة (-117.7 نقطة) مسجلاً 12.73 ألف نقطة، كما هبط «كاك» الفرنسي بنحو 0.3 في المئة (-13.3 نقطة) إلى 4929.3 نقطة.

وفي آسيا، ارتفعت مؤشرات الأسهم اليابانية في نهاية تعاملات أمس رغم صعود الين ومع استمرار مباحثات حزمة التحفيز المالي في الولايات المتحدة، ووسط متابعة مستجدات «كورونا».

وعند الإغلاق، ارتفع مؤشر «نيكي» بنحو 0.3 في المئة إلى 23640 نقطة، كما صعد مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.7 في المئة عند 1638 نقطة.

من جانبه، استقر مؤشر «شنغهاي المركب» في نهاية التعاملات مع ارتفاع اليوان لأعلى مستوى منذ يوليو 2018، وهبوط أسهم الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية.

وأظهرت بيانات اقتصادية ارتفاع الإيرادات المالية للصين 4.7 في المئة في الربع الثالث من العام الحالي على أساس سنوي، بحسب وكالة «رويترز».

وفي نهاية الجلسة، استقر مؤشر «شنغهاي المركب» عند 3325 نقطة، بينما هبط «شنتشن المركب» بنسبة 1.1 في المئة مسجلاً 2254 نقطة.

وقفز اليوان إلى أعلى مستوياته في أكثر من عامين خلال تداولات امس، حتى على الرغم من تحديد بنك الشعب الصيني السعر المرجعي اليومي للعملة عند مستوى أضعف من المتوقع.

وارتفعت العملة الصينية بنسبة 0.4 في المئة إلى 6.6522 يوان مقابل الدولار الأميركي، لتتداول عند أعلى مستوياتها منذ يوليو 2018.

وحدد بنك الشعب الصيني السعر المرجعي اليومي للعملة المحلية عند 6.6781 يوان مقابل الدولار الأميركي.

وارتفع اليوان بحوالي 5 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهي الوتيرة الأكبر بين عملات آسيا بعد الوون الكوري الجنوبي.

وذكر محافظ بنك الشعب الصيني «ياي جانغ» أن الصين ربما تسجل معدلاً اقتصادياً إيجابياً خلال العام الحالي بأكمله.

وأظهرت البيانات الصادرة هذا الأسبوع ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي الصيني 4.9 في المئة خلال الربع الثالث على أساس سنوي، مما يمهد الطريق كي تصبح الصين الاقتصاد الكبير الوحيد الذي يسجل نمواً هذا العام بعد السيطرة على وباء «كورونا».

ووفقاً لبيان نشر على موقع البنك، أشار خلال خطاب بمنتدى «فاينانشيال ستريت» في بكين إلى أن نسبة ديون الأسر والشركات غير المالية والحكومات إلى إجمالي الناتج المحلي الإجمالي ارتفعت هذا العام بسبب مواجهة الوباء، وأنها ستصبح أكثر استقراراً بعد ارتفاع النمو العام المقبل.

جريدة الجريدة