تزعزع الثقة بحجوزات الـ«أونلاين» يقفز بمبيعات مكاتب السفر 20 في المئة
أفاد مسؤولون في مكاتب سياحة وسفر، أن مبيعات المكاتب المباشرة زادت خلال الشهرين الماضيين ما بين 15 و20 في المئة، عازين ذلك إلى تزعزع ثقة العملاء بحجوزات الـ«أونلاين» على وقع أزمة التذاكر الملغاة أخيراً. وقال هؤلاء في تصريحات لـ«الراي» إن الأزمة الأخيرة وضعت نحو 3 آلاف مسافر من الكويت أجروا حجوزاتهم «أونلاين» من أحد المواقع المشهورة، أمام حلين، فإما إلغاء السفر، وإما حجز جديد بأسعار أعلى بكثير، لأنهم لم يجدوا وقت وقوع المشكلة أحداً يلجأون إليه لحلها. وأكد رئيس مجلس إدارة شركة «كومو» للسفريات، محمد خلف، أن «الأزمة التي تسبّب بها موقع لحجز التذاكر (أونلاين) أفقدت المسافرين من الكويت الثقة بهذه الطريقة، ما دفعهم إلى التوجّه لمكاتب السفر مباشرة، الأمر الذي زاد مبيعاتها ما بين 15 و20 في المئة خلال الشهرين الماضيين». وأوضح خلف، أن غالبية المتضررين من الأزمة كانوا قد انتهزوا فرصة انخفاض الأسعار في بداية العام فحجزوا منذ ذلك الحين، إلا أن الإلغاءات حدثت في أوج موسم السفر (يونيو ويوليو) حيث ارتفعت الأسعار بنسب تتراوح ما بين 50 و75 في المئة، ما عمّق من خسائرهم، وخصوصاً العائلات. وأضاف، أن المسافرين بدأوا يتوجهون إلى مكاتب السفر لأنهم أيقنوا أنها أكثر أماناً، على الرغم من العمولات البسيطة التي تتقاضاها، إذ تقدّم خدمات عديدة، مثل تعديل الخطأ في بيانات العميل، وتغيير مواعيد تذاكر السفر مع دفع فرق السعر لخطوط الطيران في حال وجوده، وإجراء حجوزات الفنادق، إلى جانب التواصل مع العميل وتقديم استشارة في ما يخص الوجهات السياحية، وخطوط الطيران الأفضل، والفنادق المميزة في وجهة المسافر، وكل ذلك يوفرّ مجاناً، إلى جانب أنها تتحمّل المسؤولية كاملة أمام العميل في حال حدوث أي خطأ من قبلها. في المقابل، لفت خلف إلى أن العميل الذي يحجز عن طريق مواقع الـ«أونلاين» ويريد تغيير موعد سفره أو تعديل بياناته، فسيضطر إلى القيام بذلك بنفسه، إلى جانب أنه سيدفع مبالغ كبيرة، لأن معظم أرباح هذه المواقع تأتي من شيئين: إما من تقاضي عمولة كبيرة لإجراء تغييرات في مواعيد الحجز عدا عن دفع فروقات الأسعار، وإما من خلال تذاكر السفر التي يقدمونها للعميل على أنها غير مسترجعة بسبب رخص ثمنها في حين أنها في الحقيقة معطاة له من قبل خط الطيران على أنها مسترجعة، وبذلك إذا افترضنا أن ما بين 20 و25 في المئة من المسافرين يلغون حجوزاتهم فستكون أرباح هذه المواقع كبيرة جداً من «المسترجعات». وبيّن خلف أن بعض المواقع تلجأ إلى إنشاء مواقع حجز «أونلاين» في حين أنها لا تصدّر تذاكر سفرها من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) مباشرة بل تلجأ إلى استخدام وصلات مكاتب أخرى، وهذا ما يعد مخالفاً لقوانين «أياتا» والقوانين المحلية، لافتاً إلى أن ضعف الرقابة على مثل هذه الأمور يؤدي إلى حدوث أزمات مثلما حصل أخيراً في الكويت. ضحايا من جانبه، قال مسؤول المبيعات في مكتب «Finder» يوسف حيوك، إن خوفهم من أن يكونوا ضحية لأحد مواقع حجز الـ«أونلاين» مثلما حدث في أزمة التذاكر الملغاة، قد دفعهم إلى التوجه لمكاتب السفر لأنها أكثر أمناً وموثوقية. وأشار إلى أن مواقع حجز الـ«أونلاين» تكون في كثير من الأحيان أرخص من مكاتب السفر، خصوصاً المواقع الغريبة، والتي كثرت في الآونة الأخيرة، لأنها إما تحصل على خصومات خاصة من البنوك في حال استخدام الـ«كردت كارد»، وإما أنها مواقع تُستخدم لغسيل الأموال. وأكد حيوك أنه ينبغي على الجهات المختصة تشديد الرقابة على مثل تلك المواقع حتى لا يتم استخدامها لغير الغرض التي أنشئت من أجله، ما سينعكس سلباً على سوق السياحة والسفر الكويتي في حال تسببها في أي أزمات مستقبلاً. وأوضح أن مكاتب السفر تتابع مع العميل من وقت إقلاع الرحلة وحتى عودته، كما أنها تقوم بإجراء استفتاءات لتقييم الخدمة المقدمة وتطويرها باستمرار لتقديم خدمة عالية للعملاء. سمعة جيدة أوضح حيوك، أن ينبغي على العميل في حال توجهه إلى الحجز «أونلاين» البحث عن المواقع المضمونة صاحبة السمعة الجيدة في السوق، حيث إن بعض المكاتب لديها مواقع للحجز «أونلاين» وتطبق أعلى المعايير والشروط الموصى بها من قبل «أياتا» وهو ما يجعلها محل ثقة.
المصدر: جريدة الراي