تراجع الأسواق الخليجية للشهر الثالث على التوالي
«كامكو إنفست»: على خلفية انخفاض أسعار النفط وتقلّص رهانات خفض أسعار الفائدة
انخفض مؤشر سوق الأسهم الخليجية للشهر الثالث على التوالي في مايو الماضي، حيث أدت القضايا الجيوسياسية وانخفاض أسعار النفط الخام إلى تفاقم العمليات البيعية في الأسواق الناشئة العالمية. ووفق تقرير صادر عن شركة كامكو إنفست، يعكس الانخفاض أيضاً الرهانات التي تميل إلى استمرار ارتفاع أسعار الفائدة لفترة أطول منذ بداية الشهر، وما نتج عن ذلك من ارتفاع معدلات اقتراض الشركات الإقليمية، وذلك على الرغم من أن بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي في الولايات المتحدة التي صدرت أخيراً، ساهمت مرة أخرى في إشعال رهانات خفض سعر الفائدة هذا العام. وسجل مؤشر مورغان ستانلي الخليجي أكبر انخفاض في 17 شهراً، بعد فقده نسبة 6.4 بالمئة من قيمته في مايو الماضي، لينهي تداولات الشهر مغلقاً عند 658.85 نقطة. ويعكس هذا الانخفاض تراجع 4 من أصل 7 مؤشرات إقليمية مقابل تراجع 2. وظل مؤشر السوق العام لبورصة الكويت مستقراً ولم يشهد تغييراً يذكر خلال الشهر، حيث إن الانخفاض الهامشي لمؤشر السوق الأول الذي يقيس أداء الشركات الكبرى قابله تسجيل مؤشر السوق الرئيسي لمكاسب. من جهة أخرى، سجلت السعودية أكبر انخفاض خلال الشهر، في ظل تسجيل مؤشر السوق العام (تاسي) خسائر بنسبة 7.2 بالمئة، مسجلاً بذلك أكبر انخفاض شهري منذ سبتمبر 2022، ليصل بذلك إلى أدنى مستوياته المسجلة في أكثر من 5 أشهر. وتبعه كلا من مؤشري بورصة دبي وبورصة قطر بتسجيلهما انخفاضات بأكثر من نسبة 4 بالمئة. أما فيما يتعلق بالأداء منذ بداية العام حتى تاريخه، دفع الانخفاض المسجل خلال الشهر مؤشر مورغان ستانلي الخليجي بعمق الى داخل المنطقة الحمراء، لتصل خسائره إلى 8.2 بالمئة بنهاية مايو. وسجل المؤشر العام لبورصة قطر أكبر انخفاض منذ بداية العام الحالي حتى تاريخه بنسبة 14 بالمئة، تلاها كل من بورصتي أبوظبي والسعودية بخسائر بلغت 7.5 و3.9 بالمئة، على التوالي. في المقابل، كانت عمان السوق الأفضل أداء على مستوى الأسواق الخليجية، إذ حققت مكاسب بنسبة 7.3 بالمئة منذ بداية العام الحالي حتى تاريخه، تلتها الكويت والبحرين بمكاسب بلغت نسبتها 3.4 بالمئة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام. أما على صعيد الأداء القطاعي، فقد شهد انخفاضاً واسع النطاق في ظل تراجع كل القطاعات إلى المنطقة الحمراء. وكان مؤشر قطاع إنتاج الأغذية الأسوأ أداءً في ظل انخفاضه بنسبة 9.6 بالمئة، في حين سجل كل من مؤشري قطاع المرافق العامة والطاقة أقل معدل تراجع شهري بنسبة 2.0 و2.9 بالمئة، على التوالي.
في الوقت ذاته، سجلت أسواق الأسهم العالمية مكاسب واسعة النطاق باستثناء الأسواق الناشئة التي شهدت معظم أسواقها خسائر، إذ ارتفع مؤشر مورغان ستانلي العالمي بنسبة 4.2 بالمئة خلال الشهر بدعم من الأداء الإيجابي الناتج عن ارتفاع معظم أسواق الأسهم الرئيسية، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا التي سجلت نمواً بنسبة 4.8 و2.6 بالمئة خلال الشهر، على التوالي. وفضّل المستثمرون مرة أخرى أسهم تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة، كما يتضح من مكاسب مؤشر ناسداك المركّب التي وصلت إلى نسبة 6.9 بالمئة. الكويت لم تشهد بورصة الكويت تغييراً يُذكر في شهر مايو الماضي، حيث تخلت البورصة عن جميع مكاسبها المسجلة في بداية الشهر تقريباً خلال النصف الثاني منه. وجاء أداء المؤشرات القطاعية متبايناً في ظل الأداء الإيجابي الذي ركّز مرة أخرى على الأسهم السائلة المدرجة في السوق الرئيسي، في المقابل، تراجعت أسهم السوق الأول بمعدلات هامشية. أما مؤشر السوق الرئيسي 50، فقد سجّل مكاسب بنسبة 0.6 بالمئة خلال الشهر، الأمر الذي أدى إلى تسجيل مؤشر السوق الرئيسي مكاسب بنسبة 0.6 بالمئة. من جهة أخرى، تراجع مؤشر السوق الأول بنسبة 0.1 بالمئة، مما أدى إلى ثبات الأداء الشهري لمؤشر السوق العام. وتأثر أداء مؤشر السوق الأول بانخفاض الأسهم ذات الثقل الوزني الكبير، على الرغم من أن الغالبية العظمي من الأسهم المدرجة ضمن المؤشر أنهت تداولات الشهر في المنطقة الخضراء. أما من حيث الأداء منذ بداية عام 2024 حتى تاريخه، فلا تزال جميع مؤشرات بورصة الكويت في المنطقة الخضراء، مع ارتفاع مؤشر السوق الرئيسي بنسبة 7.0 بالمئة، يليه تسجيل مؤشر السوق الرئيسي 50 لمكاسب بنسبة 5.5 بالمئة، في حين ارتفع مؤشر السوق العام ومؤشر السوق الأول بنسبة 3.4 و2.7 بالمئة، على التوالي.
جريدة الجريدة