تدخّل «الاحتياطي الفدرالي»... ما تأثيره في الأسواق والاقتصاد لمواجهة «كورونا»؟
اتخذ «الاحتياطي الفدرالي» عدة خطوات لدعم الاقتصاد وتخفيف تداعيات فيروس كورونا، حيث خفض الفائدة قرب الصفر، وأطلق برنامجاً غير محدود لشراء الأصول، وهو ما أعاد إلى الأذهان عبارة: «سنفعل كل ما يلزم» التي اشتهر بها رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ماريو دراغي.
ولم يكن «الفدرالي» فقط من تدخل لدعم اقتصاد بلاده، بل إن العديد من البنوك المركزية حول العالم تدخلت لدعم اقتصاداتها في ظل التأثير السلبي الشديد لـ «كورونا».
دعم مؤثر بالفعل
- زادت الضغوط على المستثمرين بشأن أي من الأصول التي يجب وضع أموالهم بها في ظل التقلبات الشديدة بالأسواق، فالسندات مرتفعة العائد تبدو محفوفة بالمخاطر في الوقت الحالي، وسندات الملاذ الآمن المتدنية العائد.
- مع ذلك، هناك رؤية لدى المحللين تشير إلى أن الأصول أو الأسواق التي تلقت دعماً مباشراً من «الفدرالي» تشهد فرصاً شرائية واعدة، حيث من الملاحظ حتى الآن أن الأسواق التي كانت الأوفر حظاً بأكبر قدر من دعم البنك المركزي هي الأقرب للعودة إلى حالتها الطبيعية قبل ظهور الفيروس.
- بالطبع، تعد سندات الشركات الأميركية من بين أكثر المستفيدين من برامج «الفدرالي» الأخيرة مقارنة بالطلب عليها قبل «كورونا».
- شهدت الصناديق المشتركة وصناديق المؤشرات المتداولة في أميركا تخارجاً قياسياً من الاستثمارات بنحو 43.8 مليار دولار خلال الأسبوع المنتهي في الثامن عشر من مارس.
- بعد تصريحات «الفدرالي» في الثالث والعشرين من مارس بأنه سيطلق صناديق لشراء سندات الخزانة، وأيضاً سندات الشركات ذات الجدارة الاستثمارية، شهدت الأخيرة بوادر استقرار، مما دفع الشركات لإصدار سندات بنحو 177 مليار دولار في الأسبوعين التاليين.
- من الصعب على «الفدرالي» شراء السندات مرتفعة العائد لكونه من غير المفترض التعرض لمخاطر ائتمانية، ونصح محللون المستثمرين بشراء ما يشتريه «الفدرالي» من سندات بعض الشركات على المدى القصير.
- لكن لو تفاقمت الأزمة بالنسبة للاقتصاد والأسواق، ربما يتم توسيع برامج «الفدرالي» لتشمل شراء كل الأصول، سواء السندات مرتفعة العائد أو غيرها.
نهج استثماري
- نجح «الفدرالي» نوعاً ما في امتصاص هلع الأسواق المالية في الآونة الأخيرة، وتتبع بعض المستثمرين ما يفعله «الفدرالي» حول شراء السندات من أجل الاستفادة من ذلك الدعم.
- يعد نهج تعقّب مشتريات «الفدرالي» معتاداً وناجحاً بعض الشيء في السنوات الماضية، ورغم التوقعات بنجاحه في الأزمة الحالية، إلا أن هناك تحذيرات من عدم نجاحه مع فئات الأصول كافة.
- يرتبط نجاح نهج «الفدرالي» بشأن مشتريات السندات بمدى التزامه بتعهداته لإعادة الاستقرار للأسواق المالية ردا على تداعيات فيروس كورونا وتأثيره السلبي في الاقتصاد الحقيقي.
- استهدف البنك المركزي الأميركي ببرامجه التمويلية إعادة الاستقرار للأسواق، لا سيما سندات الخزانة وسندات الشركات وأسواق المال.
- مع ذلك، يبدو أن الاقتصاد الأميركي يتجه نحو هبوط عميق، على الرغم من حزمة الإنقاذ الأكبر في تاريخ البلاد، والتي تقدر بنحو تريليوني دولار، وأقرها «الكونغرس»، ووقع عليها الرئيس دونالد ترامب.
- ظهر ذلك جلياً في ارتفاع معدل البطالة والصعود التاريخي في عدد إعانات البطالة الأسبوعية، وعلى أثر هذه البيانات السلبية، توقعت رئيسة «الفدرالي» السابقة جانيت يلين انكماش الاقتصاد الأميركي بنسبة 30 بالمئة في الربع الثاني، كما أطلق رئيس «الفدرالي» الأسبق بن برنانكي التوقع نفسه.
- أفاد محللون بأنه بدلا من متابعة مدى التزام «الفدرالي» بعودة الاستقرار للأسواق واعتباره كعلامة للشراء والاستثمار، يجب التركيز على فئات أصول ذات جودة ائتمانية عالية وقطاعات رئيسية.
جريدة الجريدة