انخفاض مبيعات سبائك الذهب دليل انحسار ثقافة ادخار الكويتيين
مقابل ارتفاع كبير بالقروض الاستهلاكية
بعد الارتفاع الكبير في معدلات نمو القروض الاستهلاكية، التي بلغت 24.6 في المئة في يوليو الماضي،على أساس سنوي، تظهر البيانات انخفاض مبيعات سبائك الذهب محلياً 47 في المئة، خلال الفترة بين شهري مارس وأغسطس الماضي، كدليل إضافي على انحسار ثقافة الادخار بشكل أكبر في المجتمع الكويتي، إذ يعتبر رواج أو كساد هذه السوق، مؤشراً لنمو ثقافة الادخار أو اضمحلالها. وإلى ذلك، كشف الرئيس التنفيذي في شركة سبائك الكويت حامد رجب تراجع مبيعات السبائك 5 أطنان، خلال الفترة من مارس إلى أغسطس الماضي، حيث انخفضت من 10.73 طن عن الفترة نفسها في2018 إلى 5.68 طن، مشيراً إلى أن التراجع في المبيعات بلغ في يوليو الماضي 99 في المئة، لتبلغ 35.6 كيلو غرام، مقارنة مع 2.4 طن في الشهر ذاته 2018. أما في أغسطس الماضي، فظلت نسبة التراجع في حدود 97 في المئة، مع بلوغ المبيعات 70 كيلو غراماً من السبائك، مقارنة مغ 2.47 طن في الشهر نفسه من 2018. وبيّن رجب أن التحفظ الذي بدا على استحياء لدى مشتري الذهب خلال شهري مايو ويونيو الماضيين، اشتد في يوليو وأغسطس، ما خفض حجم دخول سبائك جديدة من خارج الكويت 47 في المئة، مؤكداً أن مقتني المعدن الأصفرمحلياً، خلال الفترة من مارس حتى يونيو الماضيين، حققوا أرباحاً لا تقل عن 25 في المئة على رأس المال المستثمر، بعدما ارتفع سعر الأونصة خلال تلك الفترة من 1260 إلى 1560 دولاراً، كأعلى رقم يحققه سعر الذهب في 6 سنوات، فيما انخفضت معدلات ربح من جمعوا الذهب وبنوا مراكز استثمارية خلال شهري مايو ويونيو، فيما ارتفع معدل الربح عن تلك النسب لدى المضاربين بسبب تداولاتهم السريعة. ووفقا لرجب، فإنه وسط طفرة الأسعار الكبيرة، ما زال الكثيرون ينتظرون أي عملية تصحيح لمنحنى أسعار الذهب من أجل اللحاق بـ«قطار المكاسب الكبيرة» مجدداً، إلا أن الأمر أصبح صعب المنال، خصوصاً وسط المؤشرات الاقتصادية والجيوسياسية التي تؤكد أن سعر القاع للذهب (أدنى معدل سعري قد ينخفض إليه) هو 1480 دولاراً للأونصة. ويؤكد رجب أن تحقيق مكاسب بمعدلات 25 في المئة كحد أدنى على رأس المال المستثمر في الذهب لم يعد ممكناً في الوقت الراهن، خصوصاً وأن السعر الذي يتداول عنده المعدن الأصفر حالياً تشبع بمتغيرات السوق ليدور في مستوى 1490 دولاراً إلى 1510 دولارات للأونصة الواحدة. ودلل رجب على حديثه بأن ارتفاعات الذهب المتوالية وصولاً إلى سعر الـ1560 دولاراً للأونصة والذي سجله نحو 3 مرات خلال الأشهر الأخيرة، كان مدفوعاً بعاملي التوترات الجيوسياسية والمتغيرات الاقتصادية. وفي العامل الأول، شهدت الساحة السياسية في المنطقة العديد من التغيرات أخيراً، دفع نحو اللجوء إلى الملاذات الآمنة سواء لجهة الاستثمار أو للحفاظ على المدخرات، ليسطع نجم الذهب ويزداد الطلب على شرائه، وصولاً إلى تحقيقه تلك المستويات السعرية العالية. ونوه إلى أن استمرار المتغيرات السياسية على الساحة العالمية ومن بينها تواجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في شمال سورية، وتغير تعامل الإدارة الأميركية معه على خلفية تحركاته العسكرية شمال سورية، ونتائج البريكست وأحداث لبنان، جاءت لتؤصل فكرة البحث عن الملاذات الآمنة والهروب من أي أوجه للمخاطرة لدى الجميع، وهو أهم عامل ساهم في الدفع نحو استقرار أسعار الذهب عند تلك المستويات العالية. ولفت إلى أن العامل الآخر، وهو الاقتصادي، يتمثل في قرارات «الفيديرالي الأميركي» بخفض الفائدة على الدولار مرتين خلال الأشهر القليلة الماضية، ما يدعم العلاقة العكسية بين الدولار والذهب، إذ إن انخفاض معدل الفائدة على الدولار يجعل الذهب أكثر جاذبية ويرفع من سعره. وأشار رجب إلى أن السوق المحلي ترجم الأحداث بصورة جيدة خلال العام الحالي، إذ شهد عمليات تجميع من قبل العملاء العاديين الراغبين في الإدخار عبر المعدن الأصفر كملاذ آمن، خلال الفترة من مارس حتى يونيو من العام الحالي عبر عمليات شرائية بقيمة شهرية تتراوح بين 200 إلى 1000 دينار.
جريدة الراي