النفط يهبط مع مصاعب مفاوضات سقف الدَّين ومخاوف الطلب

«إنسايتس»: عودة الأوضاع الاقتصادية غير المواتية إلى الصدارةش

تراجعت أسعار النفط صباح أمس وسط حذر حيال محادثات سقف الدَّين الأميركي ومخاوف إزاء تعافي الطلب في الصين، والتي فاقت تأثير دعم من انخفاض الإمدادات من كندا ومنتجي «أوبك +». وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 73 سنتا، أو 0.97 في المئة، إلى 74.85 دولارا للبرميل، كما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يوليو، أكثر العقود الآجلة تداولا، 73 سنتا، أو 1.02 في المئة، إلى 70.96 دولارا. وهبطت عقود خام غرب تكساس لشهر يونيو، والتي ينتهي أجلها في وقت لاحق، 87 سنتا إلى 70.68 دولارا للبرميل. وقالت فاندانا هاري، مؤسسة فاندا إنسايتس لتحليل سوق النفط «أتوقع الكثير من التقلبات في الأيام المقبلة، وانتعاش أسعار الخام عند التوصل إلى اتفاق لرفع سقف الديون». وأضافت «لكن مجال ارتفاع النفط بعد ذلك سيكون محدودا مع عودة الأوضاع الاقتصادية غير المواتية إلى الصدارة». وقال محللون، إن تقارير عن بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين في الأسابيع القليلة الماضية أثارت مخاوف حيال الطلب في أكبر مستورد للخام وثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم. وارتفع الخامان في الأسبوع الماضي نحو اثنين في المئة، في أول مكسب أسبوعي لهما في خمسة أسابيع، بعد أن عطلت حرائق الغابات في ألبرتا بكندا كميات كبيرة من إمدادات النفط الخام. وذكر محللون من جولدمان ساكس وجيه. بي مورجان، أن تأثير التخفيضات الطوعية للإنتاج من تحالف «أوبك +»، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بينهم روسيا، أصبح محسوسا أيضا بعد دخولها حيز التنفيذ هذا الشهر. وأوضح جيه.بي مورجان، أن إجمالي صادرات التحالف من الخام والمنتجات النفطية انخفض 1.7 مليون برميل يوميا بحلول 16 مايو، مضيفا أن صادرات النفط الروسية ستنخفض على الأرجح بحلول أواخر مايو. وتعهّدت دول مجموعة السبع السبت الماضي في الاجتماع السنوي لزعمائها بتعزيز الجهود لمواجهة التفاف موسكو على الحد الأقصى لسعر النفط الروسي، وذلك «بالتوازي مع تجنب الآثار غير المباشرة والحفاظ على إمدادات الطاقة العالمية»، دون الخوض في تفاصيل. الشحنات الروسية وقال رئيس مؤسسة النفط الهندية (إنديان أويل) أمس، إنه لا يزال ملتزما بالعقود لأجل مع الموردين من الشرق الأوسط، لكن مشتريات الشحنات الفورية من المنطقة تراجعت مع زيادة استيراد الخام الروسي. وذكر شريكانت مادهاف فايديا رئيس المؤسسة، وهي أكبر شركة تكرير في البلاد من حيث الطاقة الإنتاجية، في مؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز في دبي «تراجعت المشتريات الفورية، لأنه في موضع ما تعين أن يكون هناك انخفاض مقابل كل المشتريات الروسية». وأضاف أن الشحنات الروسية تلائم مواصفات المصفاة، وأن الاستهلاك الهندي المتزايد، الذي وصل إلى مستويات قياسية في مارس، ترك مجالا لمزيد من الواردات. نمو الطلب وبين رئيس فيتول آسيا، أمس، أنه من المتوقع ارتفاع الطلب على النفط في النصف الثاني من العام، وأنه ستكون هناك حاجة إلى ما يصل إلى مليوني برميل يوميا إضافية في ظل نمو آسيوي. وأضاف مايك مولر في مؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز في دبي: «نقترب من النصف الثاني من العام عندما سيحتاج العالم نحو مليوني برميل إضافية يوميا، في حين يرجع إلى حد بعيد لنمو الطلب الآسيوي». إنتاج كردستان وواصل إنتاج النفط من إقليم كردستان العراق تراجعه مع عدم ظهور أي مؤشرات تذكر على استئناف ضخ الصادرات لميناء جيهان التركي بعد توقف مستمر منذ نحو من شهرين. وأوقفت تركيا صادرات شمال العراق البالغة 450 ألف برميل يوميا عبر خط الأنابيب العراقي- التركي في 25 مارس بعد قرار تحكيم من غرفة التجارة الدولية. وأمرت الغرفة تركيا بدفع تعويضات لبغداد قدرها 1.5 مليار دولار عن الصادرات غير المرخص بها التي قامت بها حكومة إقليم كردستان العراق بين عامي 2014 و2018. وتشير التقديرات إلى أن التوقف المستمر منذ 59 يوما كلف حكومة إقليم كردستان أكثر من 1.5 مليار دولار. وأدى التوقف الذي تفاقمت نتائجه بسبب السعة التخزينية المحدودة في الإقليم إلى توقف معظم إنتاج الإقليم البالغ 450 ألف برميل يوميا في غضون أسابيع. وحتى الحقول التي استمرت في الإنتاج بعد توقف خط الأنابيب اضطرت الآن إلى التوقف عن الإنتاج أو خفضه. وأشار متحدث باسم شركة جينيل إنرجي المشغلة لحقل طق طق إلى ان الحقل لم يعد ينتج ويضخ لمنشآت التخزين. وكان الحقل ينتج 4500 برميل يوميا في السابق. وقال مصدر مطلع على عمليات حقل خورمال، إن الحقل ينتج حاليا نحو 50 ألف برميل يوميا. ويمثل هذا انخفاضا من 100 ألف برميل يوميا قبل شهر، و135 ألف برميل يوميا قبل توقف خط الأنابيب المؤدي إلى تركيا.

جريدة الجريدة