النفط يصعد بعد التوصل لاتفاق بشأن سقف الدين الأميركي
الأزمة تنتقل للكونغرس وشكوك حول سيطرة مكارثي على أغلبية أصوات الجمهوريين
صعدت أسعار النفط في المعاملات الآسيوية المبكرة، أمس، بعد أن توصل قادة الولايات المتحدة إلى اتفاق مبدئي بخصوص سقف الدين الحكومي، مما قد يحول دون تخلف كارثي عن السداد في أكبر اقتصاد عالمي وأكبر مستهلك للنفط. وزادت العقود الآجلة لخام برنت 39 سنتاً أو 0.5 في المئة إلى 77.34 دولاراً للبرميل، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 45 سنتاً أو 0.6 في المئة إلى 73.12 دولاراً للبرميل. ويلتزم بعض المستثمرين بالحذر في ظل مؤشرات على أن مجموعة «أوبك +» التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، ومنهم روسيا، قد تدرس تطبيق تخفيضات إضافية للإنتاج في اجتماعها الذي يعقد في الرابع من يونيو المقبل. ويترقب المستثمرون بيانات قطاعي الصناعات التحويلية والخدمات في الصين هذا الأسبوع، وكذلك بيانات الوظائف في القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة يوم الجمعة بحثاً عن مؤشرات على النمو الاقتصادي والطلب على النفط. وتوصل الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس مجلس النواب كيفن مكارثي السبت الماضي إلى اتفاق من حيث المبدأ لتعليق سقف الدين الحكومي البالغ 31.4 تريليون دولار. وعبر كلاهما عن ثقته، أمس الأول، بأن الأعضاء الديموقراطيين والجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ سيدعمون الاتفاق. لكن الأسواق قد تتنفس الصعداء فترة وجيزة فحسب، لأنه بمجرد الموافقة على الاتفاق من المتوقع أن تصدر وزارة الخزانة الأميركية سندات تتسبب في تقليص السيولة أكثر وزيادة تكلفة التمويل للشركات التي تعاني بالفعل بسبب ارتفاع أسعار الفائدة. وتحدث الرئيس الديموقراطي والمتحدث الجمهوري مع بعضهما مساء الأحد، إذ سارع المفاوضون لصياغة نص مشروع القانون حتى يتمكن المشرعون من مراجعة التسويات التي من المرجح ألا يدعمها الجناح اليميني المتشدد أو اليسار. بدلاً من ذلك، يعمل القادة على حشد الدعم من الوسط السياسي بينما يسارع الكونغرس نحو التصويت قبل الموعد النهائي في 5 يونيو لتجنب تعثر فدرالي مدمر، وفقاً لما ذكرته شبكة «CNBC»، واطلعت عليه «العربية. نت». قال بايدن إن «الاتفاقية تمنع حدوث أسوأ أزمة ممكنة، وتخلفاً عن السداد لأول مرة في تاريخ أمتنا». وحث الرئيس كلا الحزبين في الكونغرس على الاجتماع معاً لتمرير سريع. وقال: «لقد أوضحت أنا ومكارثي منذ البداية أن السبيل الوحيد للمضي قدماً هو اتفاق من الحزبين». وتشمل التسوية التي أُعلنها في وقت متأخر من السبت الماضي تخفيضات في الإنفاق لكنها تخاطر بإغضاب بعض المشرعين عندما يلقون نظرة فاحصة على التنازلات. وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض لدى عودته من ديلاوير، إنه واثق بأن الخطة ستصل إلى مكتبه لإقرارها. وكان مكارثي، أيضاً، واثقاً أثناء تصريحاته في مبنى الكابيتول: «في نهاية اليوم، يمكن للناس أن ينظروا معاً ليكونوا قادرين على اجتياز هذا الأمر». وصوّر مكارثي ومفاوضوه الصفقة على أنها تحقق للجمهوريين هدفهم، رغم أنها لم ترق إلى مستوى التخفيضات الكاسحة في الإنفاق التي كانوا يسعون إليها. وقال مكارثي للصحافيين في الكابيتول الأحد الماضي، إن الاتفاقية «لا تحصل على كل ما يريده الجميع»، لكن كان ذلك متوقعاً في حكومة منقسمة. بينما في الأروقة الخلفية، ذكر للمشرعين في مؤتمر عبر الهاتف، أن الديموقراطيين «لم يحصلوا على شيء»، وفقاً لما ذكرته «CNBC». ولكن، ستكون هناك حاجة إلى دعم كلا الحزبين للفوز بموافقة الكونغرس قبل تخلف الحكومة المتوقع في 5 يونيو عن سداد ديون الولايات المتحدة. ومن غير المتوقع أن يعود المشرعون إلى العمل من عطلة يوم الذكرى قبل يوم الثلاثاء، على أقرب تقدير، ووعد مكارثي المشرعين بالالتزام بالقاعدة لنشر أي مشروع قانون مدة 72 ساعة قبل التصويت. وأفاد تقرير «CNBC»، بأن مكارثي لا يحظى إلا بأغلبية جمهوريّة ضئيلة في مجلس النواب، إذ قد يقاوم المحافظون اليمينيون المتشددون أي صفقة باعتبارها غير كافية لأنهم يحاولون خفض الإنفاق. ومن خلال التسوية مع الديموقراطيين، فإنه يخاطر بفقدان الدعم من أعضائه، وإعداد لحظة صعبة في الحياة المهنية للمتحدث الجديد. على الجانب الآخر، أعطت مجموعة من المعتدلين قوامها 100 فرد في الائتلاف الديموقراطي الجديد إيماءة حاسمة بالدعم أمس الأول، قائلة في بيان، إنها واثقة بأن بايدن وفريقه «قدموا حلاً قابلاً للتطبيق من الحزبين لإنهاء هذه الأزمة» وكانوا يعملون لضمان أن يحصل الاتفاق على دعم من كلا الطرفين. ويمكن للائتلاف أن يقدم دعماً كافياً لمكارثي لتعويض أعضاء في الجهة اليمنى من حزبه الذين أعربوا عن معارضتهم قبل حتى نشر صياغة مشروع القانون. كما أنه يخفف الضغط عن بايدن، الذي يواجه انتقادات من التقدميين.
جريدة الجريدة