النفط يرتفع مع توقعات بخفض «إمدادات أوبك+»
«فيتول»: تدفقات النفط العالمية ستتحسن بفضل صيانة المصافي
تعافت أسعار الخام العالمية في الشهرين الماضيين، وتجاوزت 80 دولاراً للبرميل، بعدما قررت مجموعة «أوبك+»، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» ومنتجين مستقلين منهم روسيا، زيادة تخفيضات الإمدادات. ويتوقع محللون أن تمدد السعودية تخفيضات الإنتاج الإضافية، البالغة مليون برميل يومياً، لرابع شهر في أكتوبر. ارتفعت أسعار النفط، صباح الاثنين، بدعم من توقعات بأن يبقي المنتجون الرئيسيون على القيود التي يفرضونها على الإمدادات، فضلاً عن تزايد الآمال بأن يترك مجلس الاحتياطي الاتحادي «البنك المركزي الأميركي» أسعار الفائدة دون تغيير، لتجنب تباطؤ الاقتصاد. وزادت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر ثلاثة سنتات، فيما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أكتوبر تسعة سنتات، إلى 85.64 دولاراً للبرميل. ويأتي الارتفاع الطفيف في التعاملات الآسيوية، بعد أن أنهى العقدان الأسبوع الماضي عند أعلى مستوياتهما في أكثر من نصف عام، بعد تراجعهما في الأسبوعين السابقين. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، الخميس، إن روسيا اتفقت مع الشركاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» على معايير لمواصلة خفض الصادرات. ومن المتوقع صدور إعلان رسمي بتفاصيل التخفيضات المزمعة هذا الأسبوع. وأعلنت روسيا بالفعل أنها ستخفض صادراتها بواقع 300 ألف برميل يومياً في سبتمبر، بعد خفض قدره 500 ألف برميل يومياً في أغسطس. ومن المتوقع أيضاً أن تمدد السعودية خفضاً طوعياً بمليون برميل يومياً حتى أكتوبر. واكتسب نمو الوظائف زخماً بالولايات المتحدة في أغسطس، إلا أن معدل البطالة ارتفع إلى 3.8 في المئة، وتباطأت زيادة الأجور، ما يعكس تراجع قوة سوق العمل، ويعزز التوقعات بأن مجلس الاحتياطي لن يرفع الفائدة هذا الشهر. من جهته، قال راسل هاردي، الرئيس التنفيذي لـ «فيتول»، أكبر شركة مستقلة لتجارة النفط في العالم، الاثنين، إن إمدادات النفط العالمية من المتوقع أن تتحسن خلال الأسابيع الستة أو الثمانية المقبلة، بسبب صيانة المصافي، لكن إمدادات الخام عالي الكبريت ستظل منخفضة. وأضاف هاردي، خلال مؤتمر «أبيك»، أن الاقتصادات المنتجة للخام عالي الكبريت ستظل في وضع أفضل من الاقتصادات المنتجة للخام منخفض الكبريت، بفضل التخفيضات التي تطبقها مجموعة أوبك+ وعدم وجود كميات كافية من الخام عالي الكبريت لتداولها. وتابع: «بفضل تخفيضات أوبك+ لا توجد إمدادات كافية (من الخام عالي الكبريت) لكل هذه المصافي في الهند والكويت وجازان وعمان والصين». وأضاف: «يريدون جميعاً شراء نفط عالي الكبريت، لكنه ليس من إمدادات الغرب، بل يأتي بشكل أساسي من الخليج العربي. يوجد الكثير من العملاء، لكن لا توجد مواد كافية». وقال هاردي أيضاً إن أسعار خام برنت ظلت «مستقرة»، وتراوحت بين 72 و88 دولاراً للبرميل لنحو عام، مضيفاً أن تقلب الأسعار يأتي من سوق المنتجات، وليس الخام. وتابع: «التقلب يأتي من المنتجات، لأن الطاقة الإنتاجية للتكرير محدودة جداً. أغلقت الكثير من المصافي خلال جائحة كوفيد، والغرب لا يملك القدرة على تصنيع المنتجات التي يحتاجها، فيما تتجه الصادرات الروسية إلى آسيا الآن». وتعافت أسعار الخام العالمية في الشهرين الماضيين، وتجاوزت 80 دولاراً للبرميل، بعدما قررت مجموعة «أوبك+»، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» ومنتجين مستقلين منهم روسيا، زيادة تخفيضات الإمدادات. ويتوقع محللون أن تمدد السعودية تخفيضات الإنتاج الإضافية، البالغة مليون برميل يومياً، لرابع شهر في أكتوبر. النفط الروسي بدوره، قال مسؤول تنفيذي كبير من «جانفور جروب»، عملاقة تجارة الطاقة، أمام مؤتمر للصناعة، الاثنين، إن خدمات الشحن بالاتحاد الأوروبي لا تزال تتولى نقل حوالي نصف إمدادات النفط الخام الروسي. وذكر فريديريك لاسير، الرئيس العالمي لقسم الأبحاث والتحليل لدى «جانفور»، أن النسبة هي 50 في المئة بالوقت الراهن، وهي نسبة تظل مرتفعة جداً. وأردف: «إن لم نشهد زيادة (من 50 في المئة)، فيعني ذلك أنه لا توجد مشكلات بالمصافي المحلية في روسيا». وأضاف لاسير، في مؤتمر «أبيك»، أنه يتوقع زيادة إمدادات النفط الخام الإيراني وصادراته، وهو أمر سيعود بالنفع على توازن السوق العالمية. ويتوقع زيادة الإنتاج من إيران بما يتراوح بين 600 و800 ألف برميل يومياً على أقصى تقدير، مقارنة بتقديره الحالي للإنتاج عند 3.2 ملايين برميل يومياً. وبالنسبة لنمو إمدادات النفط الخام الأميركية، قال إن النمو السنوي من المتوقع أن يتراجع من مليون برميل يومياً إلى 200 ألف برميل يومياً على مدى الأعوام القليلة المقبلة، مع استقرار الإنتاج في 2026-2027. «أوكيو العمانية» وذكرت «أوكيو العمانية لشبكات الغاز»، وهي شركة خطوط الأنابيب التابعة لشركة النفط الحكومية العملاقة (أوكيو)، أنها تخطط لبيع ما يصل إلى 49 في المئة من أسهمها في طرح عام أولي من المتوقع أن يكون الأكبر في السلطنة في نحو عقدين. وقالت الشركة، في بيان، إن الطرح الذي سيبدأ هذا الشهر سيتيح للمستثمرين العمانيين والدوليين «دخول الأسواق المالية العمانية، وامتلاك حصة في الشبكة، التي تشكل جزءاً من بنيتنا التحتية عالمية المستوى». وتابعت: «الطرح سيساهم في تعزيز النمو الاقتصادي، إضافة إلى توفير المزيد من فرص التنمية والابتكار في قطاع الطاقة بالسلطنة». و«أوكيو لشبكات الغاز» هي المشغل الحصري لشبكات نقل الغاز في سلطنة عمان، إذ تقوم بتوصيل الغاز الطبيعي لمحطات الطاقة والمناطق الحرة والتجمعات الصناعية ومجمعات الغاز الطبيعي المسال، وغير ذلك من العملاء. وقال مصدر مطلع لـ «رويترز»، إن الطرح العام الأولي قد يجمع ما بين 700 و800 مليون دولار، ما سيجعله الأكبر منذ أن جمعت الشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) 288 مليون ريال (748.09 مليون دولار) من خلال بيع حصة 30 في المئة في 2005. وأحجم منصور العبدلي، العضو المنتدب في «أوكيو لشبكات الغاز»، عن التعليق على حجم الاكتتاب، والمتوقع أن يجمعه من مال، لكنه قال إن أكبر طرح عام أولي في تاريخ السلطنة هو طرح «عمانتل». وقال في مكالمة مع الصحافيين إنهم ربما يكملون على هذا المستوى. وتحتفظ الشركة بالحق في تعديل الحجم في أي وقت قبل نهاية فترة الاكتتاب. وبعد العرض مباشرة ستستمر «أوكيو» في الاحتفاظ بنسبة 51 في المئة على الأقل. وأوضح البيان أن «أوكيو» لن تتلقى أي عائدات من بيع الأسهم في الطرح. ومن المتوقع إدراج الأسهم في بورصة مسقط في أكتوبر.
جريدة الجريدة