الكويت الأكثر ملاءة وأماناً مالياً.. خليجياً
باتت الكويت البلد الخليجي الأول من حيث درجة الأمان والملاءة التي ينظر إليها المستثمرون الدوليون في الديون السيادية، إذ أظهر تقرير دولي صدر نهاية الأسبوع الماضي أن الكويت تتمتع بأفضل نقاط في حساب ما يسمى بـ«مبادلة مخاطر الائتمان». وأكد التقرير أن الكويت لا تشكل مخاطر تذكر. وعلاوات مبادلة مخاطر ديونها لأجل 5 سنوات تساوي 49.7 نقطة فقط، مقابل 51.7 لأبوظبي، و54.4 لقطر، و73.9 للسعودية، و136.2 لدبي، و236 لعُمان، و243.2 للبحرين. وكلما ارتفعت النقاط كانت المخاطر أعلى، أي إن ظروف عدم الدفع أقوى من ظروف الدفع بدرجة معينة تقاس بالنقاط. فكل ورقة مالية فيها مخاطر، خصوصا إذا كانت فترات الاستحقاق طويلة، و«مبادلة مخاطر الائتمان» عبارة عن تأمين ضد عدم الدفع، وفي هذا المجال تعتبر الكويت الأكثر أمانا خليجيا.. وبين الأكثر أمانا عالميا. ويذكر أن الكويت أصدرت في مارس 2017 سندات دولية بقيمة 8 مليارات دولار بأسعار تنافسية جدا. وكان الإصدار من شقين: 3.5 مليارات لمدة 5 سنوات بسعر 75 نقطة أساس فوق سعر سندات الخزينة الأميركية، و4.5 مليارات دولار لمدة 10 سنوات بسعر 100 نقطة أساس فوق سعر سندات الخزينة الأميركية للمدة نفسها. وأكدت مصادر مالية ومصرفية أن الكويت تفوِّت الآن فرصة اللجوء إلى الأسواق الدولية بسندات دين جديدة بسبب انتهاء العمل بقانون الاقتراض الحكومي وتعذُّر إصدار قانون جديد بعدما اعترض نواب عليه، وحجتهم أن على الحكومة زيادة تحصيل إيراداتها ووقف الهدر ومحاربة الفساد قبل أن تطلب تشريعا جديدا للاستدانة لزوم سد عجز الموازنة. في الأثناء، تلجأ الحكومة إلى السحب من الاحتياطي العام لسد ذلك العجز، ويشكل ذلك نزيفا سنويا متفاقما، وربما خسائر أيضا، إذا كانت عوائد استثمار ذلك الاحتياطي أعلى من فوائد السندات التي يمكن أن تطرحها الكويت. أعلى احتياطيات نسبية في العالم أوضحت مصادر مصرفية أن انخفاض نقاط مبادلة مخاطر الائتمان يعود الى جملة أسباب أبرزها الاحتياطيات المالية الهائلة التي تتمتع بها الكويت وتساوي %430 من ناتجها، وهذه النسبة تعد الأفضل في العالم وليس على مستوى دول الخليج فقط. لذا فإن سيناريو التعثر في السداد مستبعد كثيراً. أما الدول الخليجية التي ترتفع بالنسبة اليها كثيراً نقاط مبادلة مخاطر الائتمان مثل البحرين وعمان فالأمر متعلق أيضاً بعجوزات كبيرة في ميزانياتها مقابل مواردها القليلة نسبياً مقارنة بدول خليجية أخرى. للحياد ثمن أيضاً ربطت مصادر مالية واستثمارية درجة الأمان العالية التي ينظر إليها المستثمرون الدوليون بعوامل جيوسياسية، وأشارت إلى أن علاوات مبادلة مخاطر الائتمان ترتفع مع التقلبات والتعرض للأزمات. وأضافت أنه في الوقت الذي تلعب فيه الكويت دورا حياديا في عدد من أزمات المنطقة، تنخرط دول خليجية أخرى في صميم تلك الأزمات. ولذلك الانخراط مخاطر يقيمها المستثمرون الدوليون في السندات السيادية والأوراق المالية الأخرى، كما في مناخ الاستثمار عموما.
جريدة القبس