إنتاج «أوبك» يواصل الارتفاع مع عودة ليبيا وصادرات العراق
● البرميل الكويتي ينخفض 97 سنتاً ليبلغ 36.86 دولاراً
● النفط يهبط بفعل مخاوف الطلب ويتكبّد خسارة للشهر الثاني
تتراجع أسعار النفط تحت وطأة زيادة في معروض «أوبك» وضربة جديدة للطلب من تنامي الإصابات بفيروس كورونا، ليفقد الخام 8 في المئة في أكتوبر مقتربا من نحو 37 دولارا للبرميل.
انخفض سعر برميل النفط الكويتي 97 سنتا ليبلغ 36.86 دولارا في تداولات يوم الجمعة مقابل 37.83 دولارا في تداولات يوم الخميس الماضي، وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
وارتفع إنتاج نفط «أوبك» للشهر الرابع في أكتوبر، وفقاً لنتائج مسح أجرته «رويترز»، بفعل إعادة تشغيل مزيد من المنشآت الليبية، وزيادة الصادرات العراقية، مما أبطل أثر الالتزام الكامل من سائر الأعضاء باتفاق خفض المعروض الذي تقوده المنظمة.
وبحسب المسح، ضخت منظمة البلدان المصدرة للبترول المؤلفة من 13 عضوا 24.59 مليون برميل يوميا في المتوسط على مدار أكتوبر، بزيادة 210 آلاف برميل يوميا عن سبتمبر، وفي تعزيز جديد من أدنى مستوى في ثلاثة عقود المسجل في يونيو.
تتراجع أسعار النفط تحت وطأة زيادة في معروض «أوبك» وضربة جديدة للطلب من تنامي الإصابات بفيروس كورونا، ليفقد الخام 8 في المئة في أكتوبر مقتربا من نحو 37 دولارا للبرميل.
ويقول بعض المحللين إن هذا يضغط على «أوبك» وحلفائها، فيما يعرف بمجموعة «أوبك+»، لتأجيل زيادة المعروض المقررة في يناير 2021.
وقال ستيفن برينوك من «بي.في.إم» للسمسرة «الطلب على النفط ليس داعما في الوقت الراهن بالحد الأدنى، سيتعين على «أوبك» تمديد مستوياتها الإنتاجية الحالية حتى نهاية مارس».
كانت «أوبك+» أجرت خفضا غير مسبوق بلغ 9.7 ملايين برميل يوميا بما يعادل عشرة في المئة من الإنتاج العالمي بدءاً من مايو، في ظل الجائحة التي عصفت بالطلب.
ومنذ أغسطس، تضخ المجموعة كميات أكبر بعد أن قلصت مقدار الخفض إلى 7.7 ملايين برميل يوميا، تبلغ حصة «أوبك» منها 4.868 ملايين برميل يوميا.
ومن المقرر الشروع في زيادة أخرى قدرها مليونا برميل يوميا في يناير، وإن كانت السعودية وروسيا تحبذان استمرار التخفيضات عند مستوياتها الحالية، حسب ما تقوله مصادر في «أوبك».
وفي أكتوبر، بلغت نسبة التزام دول أوبك المقيدة باتفاق الخفض 101 في المئة من التقليص المتعهد به، وفقاً للمسح، أي دون تغيير عن سبتمبر.
ليبيا والعراق
تعني زيادة أكتوبر أن «أوبك» تضخ نحو 2.2 مليون برميل يوميا فوق رقم يونيو، الذي كان الأدنى منذ 1991.
ويشهد إنتاج ليبيا ارتفاعا بعد أن قال خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) في 15 سبتمبر، إن قواته سترفع حصارها لمنشآت تصدير النفط الذي ظل مضروبا لثمانية أشهر.
ويظهر المسح أن الإنتاج زاد 250 ألف برميل يوميا في أكتوبر، وهو معدل أسرع مما توقعه بعض المحللين ومسؤولو «أوبك».
وجاءت ثاني أكبر زيادة من العراق، الذي رفع الصادرات من موانئ الجنوب. لكن نسبة الالتزام ظلت نحو 100 في المئة، وهو ما يفوق ما حققه العراق في اتفاقات سابقة لتحالف «أوبك+».
وأبقت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، الإنتاج مستقرا، وكذلك الكويت، وفقاً للمسح.
ولم يطرأ تغير يذكر على معروض إيران، المستثناة هي الأخرى من تخفيضات «أوبك»، بعد زيادة في سبتمبر رغم العقوبات الأميركية. لكن الصادرات تراجعت تراجعا طفيفا في أكتوبر.
وعلى صعيد أعضاء «أوبك» الذين خفضوا الإنتاج، جاء أكبر خفض من الإمارات، التي كانت تضخ فوق حصتها في أغسطس. وقالت مصادر بالقطاع إن الخفض ينبئ بأن الإمارات مازالت تعوض عن زيادة أغسطس.
وتراجعت كذلك إمدادات فنزويلا، عضو «أوبك» الثالث المعفي من تخفيضات المعروض.
يرصد مسح «أوبك» المعروض الذي تتلقاه السوق من واقع بيانات الشحن المقدمة من مصادر خارجية، وبيانات التدفقات على رفينيتيف أيكون، ومعلومات من متتبعي الناقلات مثل بترو-لوجستيكس وكبلر، ومعلومات من مصادر بشركات النفط وأوبك واستشاريين.
أداء الأسواق
وفي الأسواق العالمية, تراجعت أسعار النفط يوم الجمعة، ومنيت بخسائر للشهر الثاني على التوالي، إذ تتأجج المخاوف حيال توقعات استهلاك الوقود في ظل تنامي الإصابات بمرض كوفيد-19 في أوروبا والولايات المتحدة.
هبط خام برنت 19 سنتا ليتحدد سعر التسوية عند 37.46 دولارا للبرميل، بعد ملامسة أدنى مستوى في 5 أشهر 36.64 دولارا في الجلسة السابقة. حل أجل عقد أقرب استحقاق لخام برنت اليوم وأغلق عقد يناير منخفضا 32 سنتا.
ونزل الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 38 سنتا ليغلق على 35.79 دولارا للبرميل، بعد انخفاضه إلى أقل سعر له منذ يونيو الخميس عندما سجل 34.92 دولارا.
وتراجع غرب تكساس 11 في المئة على مدار الشهر، بينما فقد برنت عشرة في المئة.
وأمرت فرنسا وألمانيا بإغلاقات جديدة، حيث تهدد موجة ثانية هائلة من إصابات «كورونا» بإغراق أوروبا قبل حلول الشتاء.
وتواجه الولايات المتحدة هي الأخرى تناميا في الإصابات، لتكسر رقمها القياسي لعدد الحالات الجديدة في يوم واحد.
وقالت باولا رودريغيز-ماسيو، كبيرة محللي أسواق النفط في ريستاد إنرجي، «دول عديدة من كبار مستهلكي النفط في أنحاء العالم تشهد مستويات إصابة لم تشهدها ولا حتى في الموجة الأولى. من المحتم أن تنال مستويات الإصابة هذه من الطلب على النفط، حيث ستنهار حركة النقل إلى حدها الأدنى خلال الإغلاقات القادمة».
جريدة الجريدة