«مليارديرات» الشرق الأوسط يُقبلون على شراء المنازل الفارهة في أميركا

يدفعون مبلغاً من 9 أرقام لامتلاك بيت فائق الفخامة

لم يكن متصوراً قبل عقدين بيع منازل فارهة في أميركا بقيم من 9 خانات، إلا أن الوضع تغير الآن مع ارتفاع عدد مليارديرات العالم وزيادة ثرواتهم بنحو 24 في المئة، إذ بيع 20 منزلاً منذ 2007 في الولايات المتحدة، 4 منها خلال العام الحالي، بقيمة تجاوزت 100 مليون دولار، لكل منها. ولفتت «وول ستريت جورنال» في تقرير، إلى أن المستثمرين الدوليين، وخصوصاً من الشرق الأوسط، باتوا يهتمون أكثر بالولايات المتحدة، لا سيما لوس أنجليس، متوقعة أن تشهد المدينة قريباً أول عملية بيع لمنزل بقيمة 200 مليون دولار لمشترين دوليين، مرجعة ذلك إلى الوجود المتزايد لشركات التكنولوجيا في المنطقة، الأمر الذي دفع المزيد من رواد التكنولوجيا إلى شراء منازل فيها، حتى لو كانوا لا يعيشون هناك لفترات طويلة. ويعكس بيع هذه العقارات، وفقاً لـ«وول ستريت جورنال» صورة لتوجهات ورغبات أثرى أثرياء العالم في مطلع القرن الحادي والعشرين، إذ أصبحت فيها الثروة الضخمة تتركز بشكل متزايد في أيدي قليل من الأشخاص، فظهر عدد من «المليارديرية» الذين يدفعون مبالغ تفوق الخيال لشراء المنازل التي تعجبهم. ووصل عدد مليارديرات العالم إلى رقم قياسي، إذ بلغوا 2754 مليارديراً، مع ارتفاع ثرواتهم 24 في المئة، وفقاً لتقرير «Wealth-X»، بعدما كان عددهم 2170 مليارديراً حول العالم في 2012. وتزامن نمو ثروة هؤلاء مع ارتفاع مبيعات المنازل، لتباع بعضها بأسعار غير مسبوقة، وبعد بيع أول عقار في العام 2007 بقيمة مؤلفة من 9 أرقام، شهد السوق العقاري الأميركي بيع 20 منزلاً ومزرعة في قمة الفخامة في جميع أنحاء أميركا مقابل أسعار تتجاوز 100 مليون دولار. وحقق ما لا يقل عن 5 من مشتري تلك المنازل ثرواتهم من التكنولوجيا، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لـ«فيسبوك» مارك زوكربيرغ، الذي دفع 130 مليون دولار لشراء 700 فدان على شاطئ البحر في هاواي، حيث يخطط لبناء منزل لعائلته، وفقًا لأشخاص على دراية بالصفقة أطلعوا «وول ستريت جورنال» عليها، كما اشترت صناديق تحوط 7 منازل أخرى. وقال وكيل عقارات شركة «هيلتون وهيلند» جيف هايلاند، إن مالك قصر «بيل إير» شديد الفخامة، بمدينة لوس أنجليس «في ولاية كاليفورنيا، الذي تبلغ مساحته 40 ألف قدم مربعة يطلب 225 مليون دولار لبيعه، مبيناً أن «ثروات الناس أصبحت أكثر من اللازم. هناك أشخاص يملكون 50 مليار دولار، فماذا يفعلون بها؟». وأكدت «وول ستريت جورنال» أن نخبة من«المليارديرية» لا يكتفون بعقار فخم واحد يتجاوز ثمنه 100 مليون دولار، ففي عام 2012، دفع مؤسس شركة صناديق التحوط، «سيتاديل»، كين غريفين، مبلغاً يقل قليلاً عن 130 مليون دولار مقابل مجمع مطل على المحيط في مدينة بالم بيتش بفلوريدا، إذ يخطط لبناء منزلين: واحد لنفسه والآخر لوالدته، وفقاً لشخص مطلع، ثم أنفق غريفين في وقت سابق من هذا العام، 238 مليون دولار، لشراء شقة جديدة في مانهاتن تطل على «سنترال بارك». كما باعت الوريثة البريطانية بيترا إككلستون هذا العام قصراً بمواصفات عالية جداً في لوس أنجليس، يسمى «قصر الإملاء»، لرجل أعمال سعودي لم يكشف عن اسمه مقابل 119.75 مليون دولار. واشترى مايكل سميث، الذي حقق ثروته من الغاز الطبيعي المسال، منزلين شاطئيين على ساحلين متقابلين، مقابل 110 ملايين دولار لكل واحد منهما: واحد على شاطئ كاربون الذي يفضله كثيرون في ماليبو، بكاليفورنيا، والآخر في هامبتون، وهو ملعب باهظ الثمن تمضي النخبة في مدينة نيويورك الصيف فيه. وقام ستانلي كرونكي، وهو مطور عقاري متزوج من وريثة وول مارت، بدفع 100 مليون دولار مقابل مزرعة «Broken O» في مونتانا في عام 2012، وفقاً لأشخاص على دراية بهذه الصفقة، وبعد ذلك بعامين، دفع أكثر من 500 مليون دولار لشراء مزرعة واغونر الضخمة في تكساس. وقالت المدير التنفيذي لمجموعة كوركوران، باميلا ليبمان، إن مشتري المنازل الأثرياء يميلون إلى التجمع ليس فقط في المدن فسها، ولكن في المباني أو الأحياء نفسها، جزئياً، كوسيلة لضمان قيمة استثماراتهم. وقال المثمن العقاري في نيويورك جوناثان ميلر، إن كل منزل يباع بمبلغ 100 مليون دولار أو أكثر يرفع طموح أصحاب بيوت مشابهة لبيع منازلهم بأرقام مماثلة، إلا أن أغلبهم يفشل في الوصول إلى هذا السعر، مبيناً أن جنون الدعاية المصاحبة لكل عملية بيع بقيمة 100 مليون دولار يدفع البائعين إلى وضع علامات أسعار من تسعة أرقام على ممتلكاتهم - سواءً كانت مبررة أم لا. إفراط في بناء بيوت متطورة لإغراء «المليارديرية» أكدت «وول ستريت جورنال» أن مطورين في جميع أنحاء أميركا يُفرطون في بناء منازل متطورة فائقة الجودة لمحاولة إغراء المشترين من «المليارديرية»، إلا أن أصحاب المليارات لا يلقون بالاً لهذه العقارات، إذا كانت أسعارها مبالغاً فيها، لينخفض سعرها كلما طال عمرها في السوق، موضحة أنه خلال الأسابيع الأخيرة، بيع منزل فخم جداً في لوس أنجلوس بـ94 مليون دولار تقريباً، بعد عرضه للبيع 3 سنوات مقابل 250 مليوناً. كما طرح أمير سعودي، في عام 2006، مزرعة تبلغ مساحتها 90 فداناً في أسبن للبيع بـ135 مليون دولار، لتباع بعد 6 سنوات إلى حون بولسون، المدير التنفيذي لصندوق تحوط، مقابل 41 مليون دولار، وطُرح قصر مُصمم على طراز فرساي في هيلزبورو بيتش بولاية فلوريدا، مرة واحدة مقابل 159 مليون دولار، لكنه بيع في نهاية المطاف بمزاد بـ42.5 مليون دولار.

جريدة الراي