«بلومبرغ»: «أغسطس أسود» ضرب الأسواق الناشئة

بورصاتها فقدت 873 مليار دولار من قيمتها السوقية

اعتبر تقرير لوكالة «بلومبرغ» شهر أغسطس من «أسوأ الفترات» التي تمر على الأسواق الناشئة في كل عام، مبيناً أن وطأة هذا «الشهر الأسود» تزايدات في ظل ما شهدته الأسهم الأرجنتينية أخيراً من تهاوٍ ملحوظ، في حين هبط سعر اليوان إلى أدنى مستوياته خلال عقد، ناهيك عن المخاوف العالمية من الركود الاقتصادي. وبحسب التقرير، فقد سجلت عملات البلدان النامية أسوأ أداء خلال شهر أغسطس الماضي منذ نحو 22 عاماً، مبيّناً أن المستثمرين سحبوا مبالغ نقدية ضخمة من الصناديق المتداولة في البورصة، إذ من المنتظر أن تتحول التدفقات إلى أن تصبح سلبية هذا العام. في المقابل، لفت تقرير «بلومبرغ» إلى أن مبيعات السندات بالدولار هبطت إلى أدنى مستوى لها في 42 شهراً. كما بيّن التقرير، أن أسهم الأسواق الناشئة فقد 873 مليار دولار من قيمتها السوقية في أغسطس مع استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. من ناحيته، قال إستراتيجي الصرف الأجنبي في «ويلز فارغو» بريندان ماكينا «لن يتغير حال الأسواق الناشئة خلال شهر سبتمبر، بل سيكون أكثر سوءاً مما هو عليه الآن»، مبيّناً أنه على الرغم من أن الصين وضعت خططها «الانتقامية» ضد أميركا، فإنها لن تفاجئنا إذا أصبحت أكثر عدوانية عبر تدابيرها المضادة. ووفقاً لوكالة «بلومبرغ» فقد بدأت معاناة الأسواق الناشئة فعلياً في اليوم الأخير من شهر يوليو، عندما خفّض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة للمرة الاولى منذ أكثر من عقد، مشيرة إلى أن ذلك في حدّ ذاته لم يكن مفاجئاً، ومع ذلك، تراجعت الأصول ذات المخاطر العالية فيما ارتفع الدولار وتهاوت عملات الدول النامية. وقال التقرير «لا يمكن أن نلقي باللائمة بشكل كامل على الاحتياطي الفيدرالي، والذي بدوره يؤكد أيضاً على وجود بعض أدوات النمو التي لا يستطيع السيطرة عليها، منها على سبيل المثال سماح الصين لعملتها بالهبوط إلى ما دون 7 دولارات، كما أعلنت عن فرض رسوم جديدة على السلع الأميركية، رداً على الضرائب التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب». وأضاف التقرير «في الوقت الذي تبادل فيه الرئيسان الأميركي الصيني شي جين بين، التهديدات، فإنهما لا يزالان يلمحان في المقابل إلى تفاؤلهما بالمفاوضات، قفز مؤشر تقلب الأسواق الناشئة في (جي بي مورغان) بأكبر قدر منذ شهر ديسمبر من العام 2014». كما أوضح التقرير أن تداعيات المعركة التجارية فرضت ضغطاً أكبر على النمو، الأمر الذي دفع صنّاع القرار في الكثير من دول العالم لاتباع الاحتياطي الفيدرالي بخفض معدلات الفائدة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المكسيك فاجأت بعض المحللين بتخفيض أسعار الفائدة للمرة الاولى منذ خمس سنوات، بينما قلّصت مصر سعر الفائدة القياسي بمقدار 150 نقطة أساس، أي أكثر من 100 نقطة متوقعة. ورأى ماكينا، أن بعض الدول النامية ادخرت القوة الكاملة لتداعيات الحرب التجارية، مبيّناً أن العملة التايلندية هي الوحيدة في العالم النامي التي تمكّنت من البقاء في المنطقة الخضراء مقابل الدولار خلال شهر أغسطس الماضي، لافتاً إلى «أن هذا الواقع يعكس الدراما التجارية حول العالم». وفي تركيا، توقف التقرير عند ما شهدته العملة هناك من توقف عن ارتفاعها الذي دام لمدة 3 أشهر، لتتحول بعد ذلك، وتسجل انخفاضاً بأكثر من 4 في المئة، مبيّناً أن الاقتصاديين خفضوا من توقعات النمو في تركيا لعام 2020 إلى 2.1 في المئة، وهو ما يقرب من نصف التقديرات التي وضعوها خلال شهر يونيو من العام الماضي.

جريدة الراي