«الوطني»: ربكة بالأسواق

أفاد بنك الكويت الوطني، بتعرض الأسواق للارتباك، بعد هجوم أميركي أسفر عن مقتل أحد كبار القادة العسكريين بإيران، في غارة جوية مستهدفة على مطار بغداد، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط وأصول الملاذ الآمن.
وأشار البنك في تقريره الأسبوعي عن أســـواق النقد، إلى ارتفاع سعر خام برنت بنســـبة 4 في المئة وصولاً إلــــى 70.96 دولار للبرميل، في حين ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط 3.4 في المئة إلى 63.3 دولار للبرميل، في حيـــن اتبع الذهب المسار التصاعدي نفسه، مرتفعاً بنسبة 0.9 في المئة إلى 1542 دولاراً للأونصة، ليقترب بذلـك من أعلى مستوياته المسجلـــة منــــذ 4 أشهــــر.
وتابع التقرير أنه في المقابل، تراجعت عائدات سندات الخزانة الأميركية، التي تتخذ مساراً معاكساً لأسعار ادوات الدين السيادي الأميركي، بنسبة 0.05 نقطة مئوية إلى 1.835 في المئة، ما يعد أدنى المستويات المسجلة منذ 3 أسابيع.
ونوه بأنه من جهة أخرى، ارتفعت السندات الألمانية والسندات البريطانية، كما ارتفع الدولار، وسجل مؤشره نمواً بنسبة 0.32 في المئة ليغلق عند مستوى 96.896، في حين حقق الين الياباني الذي يعتبر في صدارة أصول الملاذ الامن مكاسب بنســــبة 0.40 في المئة.
وذكر أن 2019 كان مليئاً بمزيج من الاحداث المتباينة، إذ قامت البنوك المركزية بخفض أسعار الفائدة، سعياً منها للحد من تباطؤ النمو الاقتصادي، في حين واصلت مسألة انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي، إحداث حالة من انقسام الشعب البريطاني، لينتهي الأمر بفوز ساحق لبوريس جونسون.
ويأتي ذلك في وقت صوت مجلس النواب لصالح عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حين شهدت «وول ستريت» اداءً قوياً وسجلت مستويات قياسية.
ولفت البنك إلى أن ترامب أراد أن ينهي العام على وتيرة إيجابية من خلال تصريحاته يوم الثلاثاء الماضي، بأنه سيقـــوم بالتوقيع على المرحلة الأولى من الصفقــة التجارية مع الصين في البيت الأبيض في 15 يناير بحضور مسؤولين صينييـن رفيعــــي المستوى.
وذكر الرئيس الأميركي أيضاً في تغريدة أخرى، أنه سيذهب إلى بكين في وقت لاحق لبدء محادثات المرحلة الثانية.
وبيّن التقرير أنه تم التوصل إلى اتفاق محدود بين واشنطن وبكين في 13 ديسمبر الماضي، والذي يقضي بإيقاف الحرب التجارية بين الاقتصادين، والتي تسببت في فرض رسوم على بضائع تتخطى قيمتها أكثر من نصف تريليون دولار.
وبيّن أن الاتفاق شمل موافقة الولايات المتحدة على عدم فرض ضرائب جديدة، على بضائع استهلاكية من الصين بقيمة 156 مليار دولار، ووافقت أيضاً على خفض الرسوم الجمركية على بضائع بقيمة 120 مليار دولار تم فرضها في سبتمبر إلى النصف.
وأضاف التقرير أنه من جهتها، تعهدت الصين بزيادة وارداتها من الولايات المتحدة، خصوصاً السلع الزراعية، كما وعدت بتوفير معايير أفضل لحماية حقوق الملكية الفكرية.
ونوه بأنه لم يتم الإعلان عن الشروط المحددة للاتفاقية المكونة من 86 صفحة، والتي تخضع حالياً للترجمة والمراجعة من قبل الجانبين، في وقت أشار مستشار البيت الأبيض بيتر نافارو، إلى أن الانتهاء من المرحلة الأولى من الاتفاقية أصبح وشيكاً، وإلى أن الصفقة أصبحت أمراً مفروغاً منه.
وأفاد أن ردة فعل أسواق الأسهم كانت سلبية، إذ تراجع اداؤها بعد أن سجلت ارتفاعات غير مسبوقة في اولى جلسات التداول للعام الحالي، عندما أغلق مؤشر «ستاندرد آند بورز»، مرتفعاً بنسبة 0.8 في المئة وصولاً إلى مستوى قياسي بلغ 3257.85 نقطة.
وأشار إلى تسجيل بورصة «ناسداك» لنمو بنسبة 1.3 في المئة، محققة هي الأخرى مستوى قياسياً، بينما ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 1.2 في المئة.
ويأتي ذلك في وقت شهد سوق الأسهم عاماً مذهلاً، إذ ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 28.9 في المئة، ومؤشر «داو جونز» بنسبة 22.3 في المئة، بينما تخطت مكاسب مؤشر «ناسداك» أكثر من 35 في المئة.
واعتبر التقرير أنه لا يبدو أن ذلك الزخم قد يستمر في ظل التطورات الأخيرة، إذ تراجع اداء المؤشرات الرئيسية لتفقد بذلك بعض مكاسبها.

جريدة الراي